تدخل الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية، مرحلتها الحاسمة ويومها الأخير. حيث يختتم المترشحون الثلاثة، فعالياتها بعد 20 يوماً من الجهود المكثفة.
سعى كل من عبد المجيد تبون ويوسف أوشيش وعبد العالي حساني شريف، خلال هذه الفترة، لإقناع المواطنين ببرامجهم الانتخابية. وجذب أصوات أكثر من 24 مليون ناخب مسجل.
رغم تباين برامجهم، يتقارب المترشحون في أهدافهم الرئيسية. مثل بناء جزائر قوية ومهابة وتعزيز مكانتها على الصعيد الدولي، كما يشددون على أهمية المشاركة الفعالة في الانتخابات الرئاسية المقررة يوم السبت 7 سبتمبر الجاري. والتي بدأت أولى مراحلها مع الجالية الوطنية بالخارج، منذ يوم الاثنين.
ومع دخولنا فترة الصمت الانتخابي، تشتد الأعصاب وتتصاعد الأنظار نحو موعد الانتخابات. بعد فترة من الحملة الانتخابية المكثفة، يعود القرار النهائي إلى الشعب الناخب لاختيار قائد الجزائر للسنوات الخمس المقبلة. فمن سيكون الرئيس القادم الذي سيقود الجزائر نحو المستقبل؟
مراد: “تبون أرسى دعائم الجزائر الجديدة ويستعد للانطلاق بها نحو مصاف الدول القوية”
أكد إبراهيم مراد، مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد المجيد تبون، أن العهدة الأولى لتبون. شهدت إرساء دعائم قوية لمستقبل الجزائر، وذلك وفق نظرة استشرافية ثاقبة، تُمكن البلاد من مواجهة التحديات المستقبلية.
جاء ذلك خلال تجمع شعبي نُظم بولاية سوق أهراس، حيث أشار مراد، إلى أن هذه القاعدة المتينة التي أرسى تبون، دعائمها. جعلت المواطن الجزائري يرى ملامح الجزائر الجديدة التي تتطلع إليها الأجيال القادمة.
وأوضح المتحدث، أن المترشح تبون، يسعى، في حال فوزه بعهدة ثانية، إلى تدعيم هذه الركائز والانطلاق بالبلاد نحو مصاف الدول القوية. مشيرًا إلى أن تبون، يمتلك رؤية شاملة وطموحة للتنمية، ترتكز على تعزيز البنية التحتية وتحسين مستوى معيشة المواطن الجزائري.
وفي إطار آخر، وخلال تجمع شعبي في مدينة بشار، شدد مراد، على أن التصويت لصالح عبد المجيد تبون. سيمكنه من مواصلة مسيرته في تحقيق التنمية الشاملة للبلاد، وأشار إلى أن برنامج تبون، الانتخابي. يتضمن إطلاق العديد من المشاريع الضخمة في مختلف القطاعات، بهدف تحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني.
ومن بين هذه المشاريع، لفت مدير حملة تبون الانتخابية، إلى مركب الحديد والصلب وخط السكة الحديدية بين بشار وتندوف. اللذين يهدفان إلى استغلال ثروات منجم غار جبيلات وتعزيز النشاط الصناعي في المنطقة.
وأضاف مراد، أن برنامج تبون، يركز أيضًا على استحداث 450 ألف منصب شغل جديد، مما يسهم في تقليص نسبة البطالة. وتوفير فرص عمل للشباب الجزائري، كما يتضمن البرنامج مواصلة تحسين الأجور. وإنجاز مشاريع كبرى من شأنها تعزيز مكانة الجزائر كبلد ناشئ.
في سياق الرئاسيات، دعا مراد، سكان ولايتي بشار وبني عباس للتوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع يوم 7 سبتمبر. والتصويت لصالح المترشح الحر عبد المجيد تبون، لضمان استكمال مسيرة البناء والتطوير. وتحقيق الطموحات الوطنية في بناء جزائر قوية ومتقدمة.
كما أهاب بكافة المواطنين إلى التوجه بكثافة إلى مراكز الاقتراع يوم 7 سبتمبر. مؤكدًا أن نسبة المشاركة العالية، ستكون بمثابة رسالة قوية لأعداء الجزائر، سواء في الداخل أو الخارج، وستعزز من استقرار البلاد وتماسكها.
أوشيش يؤكد أن تعزيز الهوية الجزائرية وتحقيق العدالة الاجتماعية في صلب برنامجه الانتخابي
التزم يوسف أوشيش، مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس)، للانتخابات الرئاسية. بتعزيز ثوابت وهوية الأمة الجزائرية بجميع مكوناتها، في حال انتخابه رئيسًا للبلاد.
جاء ذلك خلال تجمع شعبي، نظمه في ولاية بجاية، حيث أكد أوشيش، أنه يطمح إلى بناء جزائر “متضامنة”. و”معتزة بهويتها” قادرة على مواجهة التحديات.
وأوضح المتحدث، أنه سيعمل على تعزيز هوية الأمة الجزائرية بمكوناتها العربية، الأمازيغية، والإسلامية. معتبرًا أن هذا التنوع يجب أن يكون عامل وحدة بين الجزائريين، لا سببًا للخلافات.
وأكد أن حماية اللغتين الوطنيتين، العربية والأمازيغية، ستظل من أولوياته، لضمان الحفاظ على التراث اللغوي والثقافي للبلاد. مشيرا إلى أن الحفاظ على الهوية الوطنية، يُعد ضرورة لبناء دولة قوية تستمد قوتها من تنوعها الثقافي واللغوي.
وفي إطار إصلاحاته الاجتماعية، ركز أوشيش، على تحسين القدرة الشرائية للمواطنين. باعتبار ذلك جزءًا أساسيًا من برنامجه الانتخابي، وأشار إلى أهمية تعزيز التضامن الوطني مع الفئات الهشة.
وأكد مرشح الرئاسيات، أن العدالة الاجتماعية تمثل محورًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار والتنمية، وأوضح أن برنامجه يسعى إلى تمكين المواطنين من العيش بكرامة. من خلال سياسات اقتصادية واجتماعية تعزز من رفاهية المجتمع.
وفي تجمع شعبي آخر نظم بولاية وهران، أكد أوشيش، على ضرورة بناء دولة متقدمة وعصرية، منفتحة على العالم وديمقراطية. تضمن الحقوق والحريات لجميع الجزائريين.
وأوضح مرشح (الأفافاس)، أن برنامجه الرئاسي يهدف إلى تحقيق التغيير في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن “الكرة الآن في مرمى الشعب”. لإحداث هذا التغيير من خلال مشاركتهم الفعالة في الانتخابات.
ودعا أوشيش، الجزائريين إلى الخروج بقوة يوم 7 سبتمبر الجاري، للمشاركة في الانتخابات. معتبرًا أن التصويت ليس مجرد حق، بل مسؤولية وطنية تتيح للمواطنين المساهمة في بناء جزائر مزدهرة.
وشدد المتحدث على أهمية تجنيد الشباب، ليكونوا عناصر فعالة في هذا التغيير. من خلال تحملهم للمسؤولية الوطنية والعمل على صناعة مستقبلهم.
ومن بين الالتزامات التي تعهد بها أوشيش، في حال فوزه بالرئاسة، تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، والحد من الارتفاع المستمر في الأسعار، وتعزيز الحماية الاجتماعية، وزيادة الأجور والمنح العائلية.
حساني يتعهد بمراجعة سياسة الدعم.. تعزيز القدرة الشرائية وتحقيق الانسجام الاجتماعي
تعهد عبد العالي حساني شريف، مرشح حركة مجتمع السلم (حمس)، للانتخابات الرئاسية، بإعادة النظر في سياسة الدعم من خلال تخصيص منح إضافية للفئات الهشة والضعيفة.
جاء ذلك خلال ظهور إعلامي بقناة خاصة، حيث أشار إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه الجزائريين، خاصة فيما يتعلق بانهيار القدرة الشرائية، نتيجة انخفاض قيمة الدينار وارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية والدولية.
وأشار حساني، إلى أن الزيادات الأخيرة في الأجور، لم تكن كافية لمواجهة التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، لذلك، تعهد في حال انتخابه رئيسًا للجمهورية، بمراجعة سلم الأجور، وضمان دخل وطني يتناسب مع احتياجات المواطنين، كما أكد على أهمية الحفاظ على المنح الاجتماعية وتحسينها، وضبطها بما يحقق الانسجام الوطني ويعزز التضامن الاجتماعي.
وفي إطار خططه لمراجعة سياسة الدعم، أوضح المتحدث ذاته، أن هذه السياسة ستعتمد على إنشاء بطاقية وطنية مرقمنة، تحتوي على بيانات دقيقة حول دخل المواطنين، وقدراتهم المالية، هذا التوجه يهدف إلى تقديم دعم مباشر للفئات الأكثر حاجة، مما يمكنها من الاستفادة بشكل أفضل من الخدمات والمنتجات المتاحة في السوق الوطنية.
كما أكد حساني، أن تصحيح سياسة الدعم، سيكون من خلال تقديم منح مباشرة للمواطنين ذوي الدخل المحدود أو المنعدم، لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية وتخفيف العبء الاقتصادي عن كاهلهم.
كما أكد مرشح (حمس)، التزامه بإدماج الجالية الوطنية المقيمة بالخارج، في التنمية الوطنية وقضايا الشأن العام، حيث أوضح أن برنامجه الانتخابي، يهدف إلى بناء شراكة سياسية قوية، تجمع الشركاء ضمن رؤية موحدة نحو تحقيق الجزائر الرائدة والقوية، التي تستطيع مواجهة التحديات التي تواجهها.
وفيما يتعلق بالدعوات لمقاطعة الانتخابات، شدد حساني، على أن هذه الدعوات تصدر فقط من بعض الأطراف الخارجية، مؤكدًا أن المقاطعة لم تعد حلاً فعالاً، وأشار إلى أن الفئات التي كانت ترى في المقاطعة وسيلة للتغيير أدركت الآن أنها غير مجدية.
واختتم حساني، حديثه بالتأكيد على أن المشاركة الفعالة في الانتخابات، هي السبيل لتعزيز استقرار الوطن ومواجهة التحديات، ودعا جميع الجزائريين إلى المشاركة بكثافة يوم 7 سبتمبر، لضمان مستقبل أفضل للبلاد.
عليوان شكيب
مناقشة حول هذا المقال