بعد 251 يوماً مرت على بدء حرب غزة، يواصل خلالها الاحتلال الصهيوني عدوانه ومجازره بحق أهالي القطاع، وسط تحركات دولية تقودها الولايات المتحدة لإبرام اتفاق قد يفضي إلى وقف الحرب على غزة.
وفي هذا الصدد، قالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان إن وفدا مشتركا من الحركتين سلم لقطر ومصر، الثلاثاء، رد فصائل المقاومة على مقترح وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقبل ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 40 شهيداً و120 جريحاً، خلال الـ 24 ساعة الماضية، وبذلك، ترتفع حصيلة الحرب على غزة إلى 37164 شهيداً و84832 جريحاً منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفي سياق منفصل، احتضنت الأردن، الثلاثاء، مؤتمرا دوليا للاستجابة الإنسانية الطارئة في قطاع غزة بتنظيم مشترك من الأمم المتحدة والأردن ومصر.
اليونيسف “نحو 3 آلاف طفل في غزة معرضون لخطر الموت”
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، إن نحو 3 آلاف طفل في قطاع غزة، يعانون من سوء التغذية معرضون لخطر الموت بسبب حرمانهم من تلقي العلاج اللازم نتيجة الهجوم الصهيوني على مدينة رفح جنوب القطاع.
وأشارت اليونيسف، في بيان، اليوم، إلى “تحسن طفيف في إيصال المساعدات الغذائية إلى شمال قطاع غزة، بينما انخفض وصول المساعدات الإنسانية إلى الجنوب بشكل كبير، ما يعرض المزيد من الأطفال لخطر سوء التغذية”.
وأوضحت المنظمة أن “العنف المروع والنزوح يؤثران على إمكانية وصول العائلات اليائسة إلى مرافق وخدمات الرعاية الصحية”.
وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أديل خضر، إن “الصور المروعة من غزة تظهر أطفالا يموتون أمام أعين أسرهم بسبب استمرار نقص الغذاء وإمدادات التغذية وتدمير خدمات الرعاية الصحية”.
وأكدت خضر أنه “ما لم يتم استئناف العلاج بسرعة لعدد 3000 طفل، فإنهم معرضون لخطر فوري وخطير للإصابة بأمراض خطيرة، وبمضاعفات تهدد حياتهم، والانضمام إلى القائمة المتزايدة من الأولاد والبنات الذين قتلوا بسبب الحرمان الذي لا معنى له والذي هو من صنع الإنسان”.
وقالت، إن “تحذيرات المنظمة من تصاعد وفيات الأطفال بسبب مزيج يمكن الوقاية منه من سوء التغذية والجفاف والأمراض كان ينبغي أن تؤدي إلى إجراءات فورية لإنقاذ حياة الأطفال، ومع ذلك، لا يزال هذا الدمار مستمرا”.
وأضافت: “مع تدمير المستشفيات وتوقف العلاج وشح الإمدادات، فإننا نستعد لمزيد من معاناة الأطفال ووفياتهم”، مشيرة إلى أن “لدى اليونيسف المزيد من الإمدادات الغذائية المجهزة مسبقا للدخول إلى قطاع غزة إذا سمح بذلك”.
وشددت على “الحاجة إلى ظروف تشغيل أفضل على الأرض يتم من خلالها زيادة الأمان وتقليل القيود، إلا أن ما يحتاجه الأطفال بشدة، في نهاية المطاف، هو وقف إطلاق النار”.
الأمم المتحدة تدرج الكيان الصهيوني في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال
أدرجت الأمم المتحدة قوات الجيش والأمن الصهيوني في “القائمة السوداء” للأطراف التي ارتكبت “انتهاكات جسيمة” ضد الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة خلال العالم 2023.
وحسب تقرير أممي، أدرجت الأمم المتحدة القوات المسلحة (الجيش) وقوات الأمن الصهيونية في “القائمة السوداء” ضد الكيانات التي ارتكبت “انتهاكات” ضد الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة.
وذكر تقرير أممي لم يصدر رسميا بعد، أن “الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة ارتفعت بنسبة 155 بالمئة خلال العام 2023”.
كما تم تسجيل 7837 انتهاكا ضد 4247 طفلا فلسطينيا في غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، وفق التقرير.
وأشار التقرير إلى أن تلك الانتهاكات “ارتكبها جيش الكيان الصهيوني والمستوطنون الإسرائيليون غير الشرعيين”، وأوضح أن الجيش وقوات الأمن الصهيونية مسؤولة عن 5 آلاف 698 من تلك الانتهاكات.
وذكر التقرير أن الكيان الصهيوني اعتقل 906 أطفال فلسطينيين، كما يعرقل جيش الكيان وصول الأطفال إلى المساعدات الإنسانية في غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.
وإلى جانب جيش الكيان الصهيوني، شملت القائمة السوداء للأمم المتحدة “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس و”سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وذكر التقرير أن هناك 23 ألف “انتهاك جسيم” لا تزال في حاجة إلى تأكيدات بسبب الأوضاع في غزة في الربع الأخير من عام 2023.
وشمل التقرير انتهاكات ضد الأطفال حول العالم خلال العام 2023، كان أغلبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار والصومال ونيجيريا والسودان.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، شن الكيان الصهيوني حربا على غزة خلفت قرابة 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار هائل.
ويواصل الكيان الصهيوني حربه على غزة رغم قرارين من مجلس الأمن بوقف القتال فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
بلينكن “بعض مطالب حماس لا يمكن تطبيقها”
شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم الأربعاء على أن “التوصل لصفقة التبادل والتهدئة يتطلب تنازلات من الكيان الصهيوني وحركة حماس”.
وقال خلال مؤتمر صحافي في الدوحة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: “ملتزمون مع الشركاء بسد الفجوات للتوصل إلى صفقة بشأن غزة”، كما أضاف أن “التوصل لاتفاق ينهي الحرب في غزة ينقذ المنطقة من صراع أوسع”، فيما أردف “نريد حلولاً مستدامة تضمن الاستقرار في غزة والضفة الغربية”.
ومن جهته، شدد بلينكن على أن مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن أفضل فرصة على الطاولة لإنهاء المعاناة في غزة، و”يضمن إطلاق سراح المحتجزين ووضع مسار لإنهاء الحرب”.
كما أضاف أن “حماس اقترحت تغييرات على مقترح بايدن وبعضها قابلة للتنفيذ”، لافتاً إلى أن بعض مطالب الحركة بشأن
وأردف ذات المتحدث أنه “كان على حماس القبول بالمقترح المطروح كما هو”، مؤكداً أنه “إذا تمسكت الحركة بخيار الرفض فسيكون واضحاً أنها اختارت الحرب”.
“يمكن سد الفجوات“
كما أوضح بلينكن أنه “حان الوقت لوقف المساومات وبدء الهدنة في غزة”، كذلك أكد أن “الفجوات بين مطالب الكيان الصهيوني وحماس يمكن سدها”، مبيناً: “سنواصل العمل مع الوسطاء لسد الفجوات للوصول إلى اتفاق”.
في حين شدد على أنه “لا نريد أن نرى تغييرات أساسية على مقترح بايدن بشأن غزة”.
ولفت أيضاً إلى أنه “لن نسمح لحماس بالتحكم في مستقبل غزة”.
كما أضاف: “نعمل يومياً لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة”، مردفا: “سنكشف قريباً عن خطة لإعادة إعمار غزة”.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال