يتواصل العدوان الصهيوني على أبرياء قطاع غزة لليوم الـ 261، وتستمر معه مجازر جيش الكيان الصهيوني الغاشم قصفا وتدميرا وتجويعاً وتهجيراً. ميدانياً، ارتكب الاحتلال، أول أمس السبت، مجزرتين جديدتين في كل من مخيم الشاطئ وحي التفاح في مدينة غزة، ما أوقع ما لا يقل عن 40 شهيدا وعددا كبيرا من المصابين، وذلك غداة ارتكاب مجزرة أخرى في مواصي رفح راح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين في منطقة يدعي الاحتلال أنها آمنة، وطلب من قبل النزوح إليها. وفي المقابل، تستبسل المقاومة الفلسطينية في التصدي لتوغل جيش الاحتلال في عدة محاور، وخصوصا في رفح التي تشهد اشتباكات ضارية.
إنسانياً، تتفاقم الأزمة الإنسانية في جميع مناطق قطاع غزة. المجاعة تتفشى سريعاً، خصوصاً في شمال قطاع غزة، ويتواصل أنين الجرحى والمرضى الذين لا يجدون علاجاً في المستشفيات المدمرة بعد أن قطع الاحتلال طريقهم إلى السفر للعلاج في الخارج بتدمير معبر رفح.
الأمم المتحدة “الفوضى في غزة تقوض وصول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم”
قالت الأمم المتحدة إنها لم تتمكن من توزيع المساعدات في قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم الذي يسيطر عليه الكيان الصهيوني بسبب الفوضى والذعر بين الجياع في المنطقة، على الرغم من وقف الإحتلال النشاط العسكري نهارا.
وكان جيش الاحتلال قد قال يوم الأحد إنه سيكون هناك وقف يومي لهجماته من الخامسة صباحا إلى الرابعة مساء بتوقيت غرينتش حتى إشعار آخر في المنطقة الممتدة من معبر كرم أبو سالم في جنوب فلسطين إلى طريق صلاح الدين ثم باتجاه الشمال في غزة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن الأمم المتحدة رحبت بهذه الخطوة، لكنه أضاف أن “هذا لم يترجم بعد إلى وصول المزيد من المساعدات إلى المحتاجين”. وقال إن المنطقة الواقعة بين كرم أبو سالم وطريق صلاح الدين خطيرة للغاية.
وأضاف: “القتال ليس السبب الوحيد لعدم القدرة على تسلم المساعدات… عدم وجود أي شرطة أو سيادة قانون في المنطقة يجعل نقل البضائع إلى هناك أمرا خطيرا للغاية”
وأضاف: “لكننا مستعدون للتعامل مع جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات إلى الناس في غزة، وسنواصل العمل مع السلطات وقوات الأمن، في محاولة لمعرفة ما يمكن القيام به لتهيئة الظروف الأمنية”
وتابع: “عندما تصل المساعدات إلى مكان ما، يكون هناك أناس يتضورون جوعا، ويشعرون بالقلق من أن هذا قد يكون آخر طعام يرونه… يجب أن يتأكدوا من أنه سيكون هناك تدفق منتظم للبضائع حتى لا يكون هناك ذعر عندما نصل إلى المنطقة”.
تشكو الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة منذ فترة طويلة من المخاطر والعقبات التي تحول دون إدخال المساعدات وتوزيعها في جميع أنحاء غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من أن شبح المجاعة يلوح في الأفق.
ومنذ بداية العدوان الصهيوني الغاشم على سكان القطاع قبل أكثر من ثمانية أشهر، دخلت مساعدات إلى 2.3 مليون فلسطيني في المقام الأول عبر معبرين إلى جنوب غزة هما معبر رفح من مصر ومعبر كرم أبو سالم، لكن عمليات التسليم تعطلت عندما كثف الاحتلال عملياته العسكرية في رفح الشهر الماضي بهدف تعلنه وهو هزيمة الوحدات المتبقية من مقاتلي “حماس”.
هذا وأغلقت مصر معبر رفح بسبب التهديد الذي يحيط بالعمل الإنساني، وقامت بنقل المساعدات المتراكمة والوقود عبر معبر كرم أبو سالم.
وقال فرحان حق إن معبر رفح لا يزال مغلقا وإن الوصول محدود عبر معبر كرم أبو سالم. وفي شمال غزة، قال إنه لم يعد من الممكن الوصول إلى معبر إيريز (بيت حانون) بسبب تصاعد حدة القتال، في حين تم تشغيل معبر إيريز الغربي وزيكيم.
الأونروا ” 69٪ من المباني المدرسية بغزة قصفت”
وعلى صعيد آخر، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأحد، إن جيش الاحتلال الصهيوني قصف 69% من المدارس التي تؤوي نازحين داخل قطاع غزة، ما أدى إلى تعرضها لأضرار مباشرة.
وقالت الأونروا في بيان عبر منصة إكس، إن “69% من المباني المدرسية التي كانت الأسر النازحة تبحث عن مأوى فيها، تعرضت للقصف الصهيوني أو الأضرار بشكل مباشر”. وأضافت: “يجب أن يتوقف هذا التجاهل الصارخ للقانون الإنساني، ونحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار (في غزة) الآن”.
والجمعة، قالت الأونروا عبر منصة إكس: “في غزة يحتاج أكثر من 76 % من المدارس إلى إعادة البناء أو تأهيل كبير، كي تتمكن من العمل مرة أخرى، وفقاً لمجموعة التعليم العالمية”.
و”مجموعة التعليم” هي آلية تنسيق مشتركة بين منظمات تعمل في مجال الاستجابة الإنسانية بقطاع التعليم في حالات النزوح الداخلي. وأنشئت المجموعة عام 2007 عن طريق “اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات”، وتقودها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وشبكة “حماية الطفولة” (محلية) على المستوى العالمي.
ودمرت الحرب الصهيونية حتى تاريخ 20 جوان الجاري، 110 مدارس وجامعات بشكل كلي، و321 مدرسة وجامعة بشكل جزئي، فيما أودت بحياة أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
واضطر مئات آلاف النازحين داخل قطاع غزة، إلى اتخاذ مدارس مأوى لهم في ظل ضراوة القصف الصهيوني العشوائي، معتقدين أن مراكز التعليم ستكون بمنأى عن الخطر، إلا أن جيش الاحتلال الصهيوني استهدف تلك المدارس، متجاهلا تحذيرات دولية بشأن ذلك.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي يشن الكيان الصهيوني حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلّفت أكثر من 123 ألف شهيد وجريح فلسطيني، إضافة إلى آلاف المفقودين.
ويواصل الإحتلال حربه رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
ارتفاع حصيلة معتقلي الضفة إلى 9345 منذ 7 أكتوبر
ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 9345 منذ توسيع الجيش الصهيوني عملياته في الضفة الغربية بالتزامن مع بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك إن قوات الاحتلال الصهيوني اعتقلت منذ مساء أمس وحتى صباح الأحد 20 مواطنا على الأقل من الضفة، بينهم أطفال وطالب في الثانوية العامة وأسرى سابقون.
وأشارا إلى تركز عمليات الاعتقال في محافظة الخليل ثم محافظات نابلس وقلقيلية وطوباس (شمال) ورام الله (وسط) وأريحا (شرق)، ورافقها تنفيذ عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرح وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال