“البركة للعمل الخيري والإنساني “جمعية خيرية لا تعترف بالحدود الجغرافية للعمل الإنساني، وقد اتخذت من نصرة القضايا العادلة في العالم ومساندة الشعوب المضطهدة هدفها الأسمى، وجعلت من فلسطين قضيتها ومن غزة مسرحا لمشاريعها، وفيها خلدت أبطال الجزائر ورفعت العلم الوطني عاليا، تعبيرا عن أواصر المحبة والأخوة بين الشعبين الجزائري والفلسطيني، فأصبح للبركة أنصار ومكتب في غزة، نظم أعمالها وأشرف على رحلة الإعمار فيها، وهذا ما أهلها لتكون نموذج فريد من نوعه في الجزائر، تجاوزت بطموحاتها الطابع المحلي لترتقي وتنافس الهيئات العالمية.
أكثر من 38 قافلة إغاثة في العالم والبركة أول من يدخل مخيمات الروهينغا
إن الهدف الأساسي من تأسيس جمعية البركة حسب رئيسها أحمد الإبراهيمي هو نصرة المظلومين في العالم، وفي هذا الإطار تم تنظيم أكثر من 38 قافلة إغاثة في العالم لكثير من الدول المنكوبة والمستضعفة في العالم.
وتلبية لنداء الإغاثة الذي وجهه مسلمو الروهينغا في ميانمار في بورما بسبب تعرضهم للممارسات الوحشية من طرف البوذيين، انطلقت القافلة الإنسانية الجزائرية العاجلة على الحدود البورمية في دولة البنغلاديش لنصرتهم، نظمها أعضاء جمعية البركة، حيث تم من خلالها توزيع أكثر من 5000 طرد غذائي وحفر الكثير من الأبار السطحية والعميقة والعديد من المساعدات الأخرى، وبعد نجاح القافلة العاجلة نظمت جمعية البركة قافلة ثانية للمنطقة حيث ضاعفت فيها مساعداتها الإنسانية وتكفلت بحفر أبار جديدة لفائدة مخيمات الروهينغا المضطهدين، وتعتبر القافلة الجزائرية أول من يدخل مخيمات الروهينغا.
كما نظمت جمعية البركة قوافل إنسانية وطبية إلى مخيمات اللاجئين في جنوب تركيا شملت 420 نازح سوري، خففت عنهم معاناتهم، وقد حضي مخيم اليرموك بسوريا هو الآخر بقافلتين إنسانيتين شملت طرودا غذائية وأفرشة وتم الوقوف على الوضع الإنساني الخطير بالمخيم.
ضمن سلسلة القوافل الإنسانية والإغاثية إلى مختلف بؤر التوتر في العالم، قامت جمعية البركة بتوزيع مساعدات عينية على 170 عائلة فلسطينية سورية مهجرة في منطقة البقيع بلبنان، كما شملت المساعدات الإنسانية مخيمات اللاجئين الصحراويين وقد تضمنت ألبسة ومستلزمات منزلية وكراسي خاصة بالمعاقين.
إسماعيل هنية يسلم درع الأخوة للوفد الجزائري
كان لفلسطين حصة الأسد من نشاطات جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني، فقد تم تنظيم أكثر من 30 قافلة لفلسطين سميت قوافل أميال الابتسامات، وتنوعت بين قوافل إغاثية وإنسانية وأخرى طبية، زرعت الأمل في غزة المحاصرة وأكدت على عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الجزائري والفلسطيني، وقد رحبت السلطة الفلسطينية بهذه المبادرات الطيبة، وعبرت عن امتنانها بتسليم رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية درع الأخوة لوفد قيادة أميال من الابتسامات.
دعمت جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني عملها في فلسطين بفتح مكتب لها في غزة ضم أكثر من 1500 عضو، يعمل على تنظيم عمل الجمعية، وقد شملت قافلة أميال من الابتسامات 34 إفطارات جماعية في شهر رمضان وتوزيع طرود غذائية، وزيارات لجرحى مسيرات العودة.
مشروع كفالة 3000 يتيم في فلسطين
بالإضافة إلى القوافل الإنسانية في فلسطين، شملت أعمال الجمعية مشروع كفالة 3000 يتيم فلسطيني ورعايتهم في ظل الظروف التي تعيشها الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تزايد عدد الأيتام بشكل كبير في السنوات الأخيرة وقد استفاد من خلال هذا المشروع ألاف من الأسر والأيتام الفلسطينيين.
وفي ذات السياق تم إطلاق مشروع آخر تضمن تكفل جمعية البركة بكل الرسوم الجامعية للطلبة الفقراء في قطاع غزة لمساعدتهم في إكمال مسيرتهم التعليمية وتخفيف العبء على أسرهم، أما عن التلاميذ فقد سعت الجمعية إلى توزيع أكثر من 2000 حقيبة مدرسية لفائدة المتمدرسين بكل لوازمها ضمن مشروعها الإنساني لتشجيع طلب العلم وإعانة الأسر الفقيرة.
كما أطلقت جمعية البركة العديد من الحملات الموسمية بغزة، تنظمها بصفة دورية من كل سنة منها السلل الغذائية الرمضانية التي تلبي بها احتياجات العديد من العائلات المعوزة، حيث استفادت منها 5000 عائلة في غزة، كما يتم تقديم 1000 وجبة إفطار لعائلات وأطفال الأسرى الفلسطينيين خلال شهر رمضان المبارك و360 أسير بالإضافة إلى إفطارات جماعية في باحات المسجد الأقصى المبارك.
وقد عملت جمعية البركة على إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الفلسطينيين بتوفير لهم كسوة العيد، وفي العيد الأضحى استفادت 2000 أسرة فقيرة في قطاع غزة من مشروع توزيع لحوم الأضاحي.
وأطلقت الجمعية مشروع حملة الغارمين وتمثل في تسديد غرامة المسجونين بسبب ذمم مالية، ولتمكين الشباب الفلسطيني من تكوين أسر، بادرت بمشروع الزواج الجماعي وتقديم منح مالية.
مشاريع الإعمار لكسر الحصار
تبنت جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني استراتيجية تقوم على مشاريع الإعمار بقطاع غزة متحدية بذلك الحصار الصهيوني وسياسة الكيان الغاصب الإستدمارية، وحسب رئيس الجمعية فقد تم تجسيد 24 مشروع للإعمار في فلسطين، ومن أهم المشاريع التي تحققت على أرض الواقع بناء ثانوية للبنات سميت باسم المرحوم الشيخ محفوظ نحناح، وقد أتت التسمية من محسنين من ولاية البليدة، وتتسع الثانوية لألف طالبة وقد تم تدشينها عام 2016، وتعتبر من المؤسسات التي تحقق سنويا نسبة نجاح عالية، كما أنشئت جمعية البركة مدرسة ابتدائية للأيتام سميت مدرسة الشيخ البشير الإبراهيمي توجد بحي التفاح بغزة وهي تتسع ل300 تلميذ أدخل فيها مشروع الطاقة الشمسية لمعالجة مشكل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي.
وفي ذات السياق تم إطلاق مشاريع شملت مراكز تعليمية وترفيهية للشباب منها، مجمع ابن باديس ومركز الشهيد العربي بن مهيدي للتأهيل الاجتماعي والمهني والثقافي الذي بني على طراز مغاربي، أما في المجال الصحي فقد أنشئت عدة مشاريع منها مركز حاسي مسعود الطبي وهو مركز يقدم خدمات مجانية يحتوي على قسم الطوارئ وغرفة عمليات واسعة في خان يونس، وهناك مركز صحي تخصصي يهتم بفئة الجرحى والمصابين وذوي الإعاقات وأصحاب العمليات الجراحية المعقدة سمي باسم الشيخ الفضيل اسكندر، كما تم بناء مركز بوعمامة والذي يحتوي على قسم الولادة وغرفة عمليات وأشعة.
ومن بين أهم المشاريع كذلك نجد “وقفية أبي مدين شعيب التلمساني” وهو بناية من ست طوابق تحتوي على مخبر لتحاليل الدم الخاص بالهرمونات والجينات، إضافة إلى إدارة وقاعة محاضرات وإقامة ضيوف.
ولا تزال عدة مشاريع ضخمة في طور الإنجاز منها إنشاء مدرسة قرآنية نموذجية في خان يونس تتسع لأكثر من 600 طالب، وهناك أيضا مشاريع مكتتب عليها، كإعادة إعمار وحدات سكنية مدمرة، وإعادة إعمار مسجد شهداء الأقصى ومبادرات خيرية أخرى واعدة لفائدة أهل غزة.
وقد شملت مشاريع الإعمار كذلك، حفر آبار مياه صالحة للشرب فاق عددها اليوم 50 بئر وغالبا ما يتم إنشاء محطات لتحلية المياه، والجدير بالذكر أن هذه الأبار حملت أسماء جزائرية يختارها المحسنون المتبرعون.
مشروع كرامة لدعم الأسر المنتجة في القدس
من المشاريع الهامة التي أطلقتها جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني مشروع” وينكم” في القدس وهو مشروع يقضي بدعم الأسر الفقيرة، من خلال إعانتها على إنشاء مشاريع صغيرة وتكون هذه الإعانة بمثابة قرض يتضمن مبلغ مالي تسترده الجمعية في حالة نجاح المشروع، ليحول إلى عائلة أخرى لتستثمره، وقد استفادت من هذه المبادرة عدة أسر في القدس، كما شمل الدعم الاجتماعي في غزة توزيع مركبات من نوع “تكتك” وهي مركبات صغيرة تستعمل لنقل البضائع واستفادت منها عدة عائلات، في حين استفاد آخرون من مشروع خاص بتربية المواشي “أربعة أغنام لكل عائلة”، وقد جاءت هذه المبادرات لتخفيف حدة البطالة وإدماج الكثير من العائلات في الحياة العملية.
جمعية البركة ترفع الراية الوطنية في المحافل الدولية
شاركت جمعية البركة للعمل الخيري والانساني وبتمثيل رسمي لرئيسها أحمد الابراهيمي في مؤتمر “لن يتوقف النبض 2” الذي نظمته مؤسسة “مديكس ورلدوايد” في تركيا، والذي يهدف الى إنعاش القطاع الصحي في فلسطين، وحضر المؤتمر 200 مشارك من 22 دولة وتم فيه عرض تجربة الجمعية الرائدة في هذا المجال عبر “قوافل الحياة” التي تمكن من خلالها الفريق الطبي الجزائري من إجراء 150 عملية جراحية في غزة.
وانتهت أشغال هذا المؤتمر بتوقيع بروتوكول تعاون بين جمعية البركة وجمعية “مديكس ورلدوايد” في إطار الدعم الصحي بفلسطين.
كما شاركت جمعية البركة للعمل الخيري والانساني بوفد فاق السبعين مشارك في فعاليات المؤتمر الحادي عشر “لرواد ورائدات بيت المقدس” والّذي نظمه الائتلاف العالمي لنصرة فلسطين تحت شعار معا ضد الصفقة والتطبيع بمشاركة 55 دولة، وقد شاركت جمعية البركة بإطاراتها وقيادتها في إثراء وإنجاح هذا المؤتمر، وتم اختيار جمعية البركة كنموذج ناجح للعمل الخيري لأجل فلسطين لسنة 2019 أين قام رئيس الجمعية بعرض تجربة البركة وإنجازاتها في قطاع غزة المحاصر.
كما كانت لجمعية البركة المشاركة في عدة ملتقيات منها المشاركة في منتدى “كوالالمبور”، حيث شارك أحمد الابراهيمي ضمن أكثر من 450 مفكر وعالم من مختلف الأقطار في قمة “كوالالمبور” بماليزيا، خرج المشاركون في فعاليات هذا المنتدى بعدة توصيات منها، كيفية النهوض بالأمة الإسلامية وتنمية كوادرها ومواردها، وعلى هامش هذا المنتدى اجتمع رئيس الجمعية برئيس الهيئة الدولية لكسر الحصار عن غزة والهلال الأحمر الاندونيسي ليتفقا في نهاية اللقاء على ضرورة دعم فلسطين وربط الشراكات بين مختلف الهيئات لدعم فلسطين.
البركة تتجند لمحاربة كورونا وتعتبرها تهديدا لأمن البلاد القومي
انطلاقا من مبادئها الخيرية وأهدافها الإغاثية السامية، سطرت جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني، برنامج خاص لمواجهة وباء كورونا أطلقت عليه اسم حملات “معا لرفع البلاء”.
ومع بداية الجائحة وتماشيا مع التدابير الوقائية التي اتخذتها السلطات الجزائرية، بادرت الجمعية بصفة استعجالية لتشكيل خلية أزمة مركزية في شهر مارس الفارط، دعت من خلالها جميع مكاتبها للتجنيد، وتضمنت الحملات توزيع عشرون ألف طرد غذائي على الأسر المتضررة في مختلف الولايات خاصة ولاية البليدة، وتوزيع خمسة ملايين كمامة ودعم المؤسسات الاستشفائية بمستلزمات الوقاية من الوباء من ألبسة واقية ومواد التعقيم. ومن جهة أخرى قامت الجمعية بما يفوق 100 حملة للتحسيس والتوعية، وفي هذا الصدد يقول الابراهيمي: “كورونا بالنسبة لنا عدو يهدد الأمن القومي للبلاد لذا حاولنا مجابهته بتسخير كل الوسائل المادية والبشرية المتوفرة”.
ونظرا لأهداف الجمعية الإنسانية التي لا تعترف بالحدود، تم إطلاق مبادرة ثانية سميت “معا لنقتحم العقبة” وتضمنت هذه المبادرة دعم العائلات الفقيرة والمتضررة من الوباء في الجزائر وفلسطين والصحراء الغربية من خلال توزيع طرود غذائية شملت مناطق الظل في الوطن وتوزيع أكثر من 25 ألف طرد غذائي في قطاع غزة، كما تم تسيير قافلة مساعدات استهدفت مخيمات اللاجئين الصحراويين لمساعدتهم في تخطي الوباء.
زهور بن عياد
مناقشة حول هذا المقال