سيواجه المنتخب الوطني سهرة الخميس نظيره الغيني بملعب نيلسون مانديلا ببراقي لحساب الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2026، ليطير بعد ذلك مباشرة الى الأراضي الأوغندية ليواجه المنتخب المحلي في العاشر من الشهر ذاته لحساب الجولة الرابعة من ذات المنافسة.
وتعتبر المبارتين غاية في الأهمية بالنسبة لمحاربي الصحراء الذين سيقطعون شوطا كبيرا في مشوار التأهل الى المونديال في حال فوزهم بالمبارتين، كون رفقاء ماندي يمتلكون ست نقاط في رصيدهم جنوها من الجولتين الأولى والثانية من التصفيات أمام كل من الصومال وموزمبيق على التوالي عندما كان بلماضي على رأس العارضة الفنية لكتيبة المحاربين.
كما ستكون المبارتين كذلك، فرصة مواتية للناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش من أجل تأكيد بدايته القوية رفقة محاربي الصحراء من خلال المبارتين الوديتين اللتان لعبهما شهر مارس المنصرم أمام كل من بوليفيا وجنوب افريقيا على التوالي والتي ظهر من خلالها المنتخب بوجه حسن رغم ظهور بعض الأخطاء الدفاعية التي أدت لإستقبال المنتخب الوطني خمسة أهداف كاملة خلال مبارتين فقط، وهو ما جعل الناخب الوطني يفكر في اجراء إصلاحات في قلب دفاع المنتخب خاصة في ظل غياب بن سبعيني بسبب الإصابة وتراجع مستوى عيسى ماندي في الآونة الأخيرة، وهو ما سيتيح الفرصة للناخب الوطني من أجل تجريب المزيد من اللاعبين في هذا المنصب.
استدعاؤه لتسعة مدافعين يؤكد عزمه على اجراء إصلاحات في خط الدفاع
ومن خلال التمعن في قائمة المنتخب الوطني لتربص جوان الجاري، نجد أن الناخب الوطني ركز كثيرا على قلب الدفاع ووجه الدعوة لتسعة مدافعين ويتعلق الأمر بكل من محمد الأمين مداني، محمد الأمين توغاي، شعيب كداد، زين الدين بلعيد، عيسى ماندي، ريان آيت نوري، جوان حجام، يوسف عطال وكيفين غيطون.
ويعود سبب توجيه الناخب الوطني الدعوة لتسعة مدافعين الى عزمه على احداث تغييرات جذرية في قلب دفاع المنتخب خاصة في ظل غياب نجم بوريسيا دورتموند الألماني رامي بن سبعيني بسبب الإصابة وتراجع مستوى عيسى ماندي سواء مع ناديه فياريال أو مع المنتخب الوطني.
هذا وستكون الفرصة مواتية أمام بيتكوفيتش من أجل إعطاء فرصة للمزيد من اللاعبين الذين ينشطون في منصب قلب دفاع، خاصة وأن محمد أمين مداني لم يقنع في أول خرجة له مع المنتخب وارتكب العديد من الأخطاء.
الفرصة مواتية أمام مدافعي البطولة المحلية من أجل اثبات أحقيتهم بمكانة في المنتخب
هذا وستكون الفرصة مواتية أمام مدافعي البطولة المحلية ويتعلق الأمر بكل من محمد الأمين مداني، شعيب كداد وزين الدين بلعيد من أجل اثبات أحقيتهم بمكانة في المنتخب الوطني الأول وإيجاد حل لمشكلة الدفاع التي أصبحت تشكل صداع رأس بالنسبة للناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش.
ويعول الناخب الوطني على خبرة كل من شعيب كداد وزين الدين بلعيد في أدغال افريقيا الي اكتسباها رفقة أنديتهما شباب بلوزداد واتحاد الجزائر في منافستي رابطة أبطال افريقيا وكأس الكونفدرالية على التوالي.
كما يعتبر الناخب الوطني مدافع شباب قسنطينة محمد أمين مداني من اللاعبين الذين يمتلكون الإمكانيات لقول مكانتهم في المنتخب لكنهم يحتاجون بعض الوقت للتأقلم مع الأجواء كباقي اللاعبين.
اللعب بثلاثة مدافعين يعتبر حلا من الحلول
ومن المرجح أن يغير الناخب الوطني طريقة لعب المنتخب في حال عدم اقتناعه بالمدافعين المحوريين المتواجدين في قائمته، ليلعب بثلاثة مدافعين محوريين وجناحين متقدمين بعض الشيء من أجل التغطية على الفراغات التي ظهرت في مبارتي بوليفيا وجنوب افريقيا شهر مارس المنصرم، وهي الطريقة التي لعب بها لسنوات عديدة رفقة المنتخب السويسري عندما كان مدربا له.
هذا وتراجع مردود دفاع المنتخب الوطني بشكل رهيب منذ تتويج المنتخب الوطني بكأس افريقيا سنة 2019 بشكل رهيب، وبدأت المشاكل في الدفاع خاصة بعد ظهور مشاكل في وسط الميدان بعد اعتزال عدلان قديورة الذي ترك فراغا رهيبا في وسط الميدان ومنذ ذلك الحين والمنتخب الوطني يعاني من مشاكل في وسط الدفاع ووسط الميدان.
إيجاد حل لمشكلة وسط الميدان من شأنه أن يساهم في اصلاح المنظومة الدفاعية
ويعتبر خط وسط الميدان من بين أهم الخطوط في تشكيلة أي منتخب أو نادي، وامتلاك وسط الميدان والسيطرة عليه في أي مباراة يعني الفوز بها بنسبة كبيرة، لذلك فإن الناخب الوطني مجبر على إيجاد الثلاثي أو الرباعي المناسب لقيادة وسط ميدان المنتخب خاصة وأن المادة الخام متوفرة والخضر يمتلكون العديد من النجوم الذين ينشطون في هذا المنصب على غرار كل من إسماعيل بن ناصر، نبيل بن طالب، حسام عوار وأحمد قندوسي، والذين ينتظرون لمسة من المدرب فقط من أجل استعادة هيبة وسط ميدان المنتخب والمساهمة في حل المشاكل الدفاعية بالتغطية على الأخطاء التي يرتكبها المدافعون والخروج بكرة بسلاسة من خط الدفاع الى الهجوم مرورا بوسط الميدان وتجنب الكرات الطويلة العشوائية.
وعانى المنتخب الوطني كثيرا في عهد الناخب الوطني الأسبق جمال بلماضي من تذبذب رهيب في مردود وسط ميدان الخضر رغم توفر الخيارات وتوفر لاعبين يمتلكون الجودة والموهبة، الا أن المنتخب لم يجد الثلاثي المناسب في توليفة خط وسط الميدان أين جرب بلماضي آنذاك من الثلاثيات لكن كلها لم تقدم المطلوب ونتيجة ذلك كانت قاسة جدا حيث خسر المنتخب بطاقة العبور الى مونديال قطر واقصي من الدور الأول من نهائيات كأس افريقيا للأمم في نسختين متتاليتين في كل من الكاميرون وكوت ديفوار على التوالي.
بيتكوفيتش مطالب باتعلم من أخطاء الماضي ومواصلة رحلة تصليحها ولو أن وسط ميدان المنتخب الوطني قدم مبارتين في المستوى من الناحية الهجومية خلال تربص مارس المنصرم أمام كل من بوليفيا وجنوب افريقيا على التوالي، لكن من الناحية الدفاعية ظهرت بعض الهفوات ولم يكن وسط الميدان الدفاعي في مستوى التطلعات.
التقني السويسري سيجد أمامه العديد من الخيارات في وسط الميدان التي تمتلك الجودة والمرونة التكتيكية اللازمة من أجل إعادة أمجاد وسط ميدان المنتخب الوطني وتجنب الوقوع في أخطاء الماضي التي كلفت كتيبة المحاربين الكثير وتسببت في اقصائه من منافستين قاريتين على التوالي من الدور الأول، وتسببت كذلك في اقالة الناخب الوطني الأسبق جمال بلماضي الذي أهدى الجزائر نجمتها الإفريقية الثانية سنة 2019 عندما توج مع المنتخب بكأس افريقيا من على أرض الفراعنة.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال