أحيت أمس الجزائر ستينية الاستقلال، في استعراض عسكري غير مسبوق يقف له احتراما وتقديرا القريب والبعيد، الجزائر اليوم تذكر العالم أنها مهد الثوار وان تاريخها كتب بدماء أكثر من مليون ونصف المليون شهيد الجزائر اليوم استذكرت وذكرت بانتصار جيشها وشعبها على الاستعمار الغاشم، وسيبقى هذا البلد مثالا للنضال والمثابرة والتحدي،.
قام رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، رفقة الفريق أول سعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بتفتيش الوحدات المشاركة في الإستعراض قبيل إعطاء إشارة الإنطلاق وذلك على أنغام الموسيقى العسكرية مع إطلاق ستين طلقة مدفعية.
رئيس الجمهورية: جزائر الثقة في الحاضر والأمل في المستقبل
وقبل إعطاء شارة إنطلاق واحد من أضخم الإستعراضات العسكرية المخلدة للذكرى الستين من الإستقلال، هنأ السيد رئيس الجمهورية الشعب الجزائري بهذه الذكرى الغالية في كلمته الإفتتاحية وذلك في قوله ” في هذا اليوم الخالد المجيد، وأمام هذا المشهد المهيب، لجزائر الفخر بأمجادها، والوفاء لشهدائها، أتوجه إلى شعبنا الأبي بالتحية والتهنئة ونحن نضفي وجها استثنائيا على إحياء الذكرى الستين لاستعادة السيادة الوطنية، في وقت وصلت فيه البلاد بمؤسساتها وهيئاتها الدستورية مرحلة ارتسم معها وجه جزائر الثقة في الحاضر والأمل في المستقبل”
كما دعا السيد رئيس الجمهورية الشعب الجزائري إلى مساهمة الجميع في تثبيت أسس دولة المؤسسات والحقّ والقانون بقوله ” أؤكد أننا جميعا ومهما كانت مواقعنا ومستويات مسؤوليتنا، مدعوون في ظرف محفوف بالتحديات، إلى المساهمة في تثبيت دولة المؤسسات والحق والقانون”
وحضي الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني بإشادة كبيرة بالإنجازات التي وصل إليها من طرف السيد رئيس الجمهورية في قوله ” إن هذه اللحظات العميقة المغزى، والشعب الجزائري يقف على ما وصل إليه جيشنا العتيد، من احترافية وتحكم عال في العلوم والتكنولوجيا العسكرية، وهي لحظة تحمل إلى جانب ذلك معاني الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة”
رؤساء دول وشخصيات بارزة حضرت الحفل
وحضر الإستعراض العسكري العديد من الشخصيات البارزة في الدولة الفريق أول السعيد شنڤريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ورئيسي كل من مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، الوزير الأول وأعضاء الحكومة، قائد الحرس الجمهوري وقادة القوات وقائد الدرك الوطني وقادة النواحي العسكرية، ألوية وعمداء في الجيش الوطني الشعبي ومسؤولين سامين في الدولة بالإضافة إلى ممثلين عن الأسرة الثورية ومسؤولي وسائل الإعلام والأسرة الجامعية وكذا ممثلي السلك الدبلوماسي وملحقي الدفاع المعتمدين في الجزائر.
كما حضر الحفل رؤساء دول على غرار كل من رؤساء تونس، فلسطين، النيجر، الكونغو الديمقراطية، إثيوبيا والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، كضيوف شرف فضلا عن ممثلي بعض الدول الشقيقة والصديقة.
تشكيلات القوات الجوية أبدعت في الإستعراض
في بداية الإستعراض العسكري رسمت الطائرات العسكرية ألواحا فنية مشكلة الرقم ستين تارة والعلم الجزائري تارة أخرى، ليأتي الدور بعد ذلك على الطائرات المقاتلة متعددة المهام المزودة بأحدث التقنيات والتي قامت بجولات طيران إستعراضية وحلقت فوق المنصة الشرفية لجامع الجزائر، تحت تصفيقات وإعجاب الضيوف.
لباس مجاهدي ثورة التحرير كان حاضرا في الإستعراض
وفي إشارة واضحة إلى انتقال قيم جيش التحرير الوطني عبر الأجيال دخلت تشكيلة بلباس مجاهدي ثورة التحرير تلتها تشكيلة أخرى من ممثلي مدارس أشبال الأمة وهذا قبل إستعراض تشكيلات مختلف الأسلاك الأمنية وجوق الحرس الجمهوري.
دبابات وعربات قتالية مزودة بأحدث التقنيات في الإستعراض
وبعد عرض التشكيلات العسكرية اتى الدور على العربات القتالية، الدبابات بمختلف أنواعها المزودة بأحدث التقنيات البعض منها صنع محليا ومنظومات رادار متنوعة وغيرها من التقنيات العالية التطور، واختتم هذا الجزء من الإستعراض بتشكيل الدراجات النارية التابعة لقيادة الدرك الوطني.
الواجهة البحرية تزينت بسفن حربية وغوّاصات
ومما زاد واجهة البحر الأبيض المتوسط المقابلة للمنصة الشرفية جمالا عرض تشكيلات القوة البحرية التي تمثلت في سفن حربية متنوعة ومتعددة المهام، الفرقاطات، الغرابات، كاسحات الألغام وسفن تدريبية وسفن مخصصة للبحث والإنقاذ بالإضافة الى غواصات مزودة بأحدث التقنيات المتطورة.
إختتام الإستعراض بالقفز المضلي وعروض المزاود للحرس الجمهوري
وتزينت السماء في إختتام هذا الإستعراض الضخم بتشكيلة من الفريق الوطني العسكري للقفز المظلي ذكور وإناث حاملين الراية الوطنية عاليا أمام أعين الحضور الذين صفقوا لهم مطولا، وقدمت فرقة المزاود للحرس الجمهوري هي الأخرى عروضا فنية نالت إعجاب الجميع في نهاية هذا الإستعراض.
الشعب الجزائري دائما في الموعد عندما يتعلق الأمر بالوطن
ومما شاهدناه من خلال حفل إحياء الذكرى الستين والإستعراض الضخم الذي قدمه الجيش الشعبي الوطني بكل أفراده ان الشعب الجزائري دائما ما يكون في الموعد عندما يتعلق الأمر بوطنه، حيث أبت الجماهير الا أن تسجل حضورها في هذا الإستعراض العالمي وتتقاسم فرحتها رفقة رئيسها وأفراد الجيش الشعبي الوطني منذ الصباح الباكر وذلك رغم الحرارة المرتفعة لكن ذلك لم يمنع الشعب الجزائري من بعث رسالة مفادها أننا متحدون الى الأبد.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال