لطالما تربع شهداء الثورة التحريرية الجزائرية على عرش قصص البطولة والتضحية، حاملين راية الحرية والاستقلال، تحوم أرواحهم فوق سماء الجزائر لتلهم الشباب في طريقه نحو بناء الجزائر.
في خضم التحديات اليومية التي يواجهها الشباب، يعد لتاريخ الشهداء الجزائريين تأثير عميق في تشكيل رؤيتهم للحياة، فيعزز ذلك الوعي بأهمية النضال والتحدي في تحقيق الأهداف الوطنية، فيصبح بذلك هذا الإرث البطولي حافزًا يلهمهم لاستخدام قدراتهم ومهاراتهم لتحقيق إنجازات يخلدها التاريخ، وتسهم بتطوير المجتمع، وتنتفع بها بلادهم.
ان شهداء الثورة التحررية كانوا يحملون شعلة الثورة بكل شجاعة وإصرار، فأصبحوا بعد تحقيقهم لمنشودهم قدوة دولية لقيم الوطنية والانتماء، ولما لا يكونوا مثال وطنيا يحتذي به شبابنا و أطفالنا، ليصنعوا مجدا من نوع آخر، ترتقي به الجزائر اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا.
و يسهم فيه الشباب بكل طاقتهم الفذة التي تسعى الاستراتيجية الجديدة لسلطات البلاد باستغلالها و اشراكها في هذه الرؤية الجديدة.
قيم نبيلة حملها الثوار الجزائريون
إن قصص شهدائنا تمتد جذورها العميقة في التربية والتكوين. يتعلم منها الشباب قيم الوطنية والانتماء، النضال التضحية، الإصرار والعزم، الشجاعة، القوة، التفاني، الالتزام، روح العطاء للوطن، المسؤولية الاجتماعية، قيم الحرية والكرامة، قيم الوحدة الوطنية، المشاركة الفعّالة، اليقظة والحذر….
ان الشعب الجزائري تكاتف ليكون مثالًا حيًا للتعاون في سبيل هدف مشترك، فيعد هذا التلاحم درسًا لشباب اليوم يدعوا مجتمع قائم على التفاهم وروح الجماعة.
ولأن شهداء الثورة تحدوا كل الصعاب بروح المثابرة والصمود، واستمروا بقوة وعزيمة، مكرسين قدرتهم على التحدي والتغلب على الصعاب، نأمل أنن يدفع ذلك شبابنا نحو الاعتزاز بالهوية والوطنية والعمل من أجل البناء والتطوير.
كل هذه القيم التي حملها شهداء الثورة التحريرية الجزائرية بين صدروهم، كانت القوة الدافعة للثورة الجزائرية المجيدة، وستدفع من جهة أخرى الشباب، ليشارك في بناء الجزائر الجدية التي تحتاج هذه القيم لتتحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ظل المكائد المتربصة ببلادنا.
إن الثورة التحريرية المجيدة لم تكن مجرد حركة انتفاضيه، بل كانت فعلاً بطولياً تاريخياً حقيقياً، يخلد شهادات للشجاعة والتحدي، يصنعون بها إرثا عظيما يتميز به الشاب الجزائري لا غير.
في يوم الشهيد، نحيي تضحيات هؤلاء الأبطال ونستلهم من قصصهم قيم نبيلة نتمنى أن تسود في مجتمعاتنا وبين أفرادنا.
بوزيان بلقيس
مناقشة حول هذا المقال