حدد الاتحاد الافريقي لكرة القدم، أول أمس الجمعة، موعد إجراء النسخة 35 من منافسات كأس أمم افريقيا للأمم، التي ستقام بالمغرب، وأعلن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم عبر موقعه الرسمي أن يوم 21 ديسمبر 2025 سيكون موعد إجراء المباراة الافتتاحية، أما المباراة النهائية ستقام يوم 18 جانفي من سنة 2026، وذلك خلال اجتماع اللجنة التنفيذية الذي عقد الجمعة عبر تقنية الفيديو.
وحددت اللجنة التنفيذية خلال الاجتماع ذاته، يوم 5 جويلية 2025، موعدا لانطلاق نهائيات كأس أمم افريقيا للسيدات التي ستقام أيضا بالمغرب.
يشار إلى أن المغرب خصص ست ملاعب لاستقبال مباريات “كان 2025″، وهي ملعب الأمير مولاي عبد الله، المركب الرياضي محمد الخامس، ملعب طنجة الكبير، ملعب فاس الكبير، ملعب مراكش الكبير، وملعب أكادير الكبير.
إعلان الإتحاد الإفريقي لكرة القدم عن تأجيل موعد النسخة ال 35 جاء مخالفا لكل التوقعات خاصة وأن رئيس الجامعة المغربية فوزي لقجع أكد في وقت سابق أن “كان” المغرب ستنظم صيفا ولن يتغير موعد انطلاقها، لكن كان لرئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم “جياني أنفانتينو” رأي آخر كونه سيكون أكبر المتضررين في حال تنظيم “الكان” صيفا لأن ذلك سيعيق مجريات منافسة كأس العالم للأندية 2025 بشكلها الجديد، فكيف ستكون تداعيات تنظيم “الكان” شتاء على الأندية والمنتخبات على حد سواء؟
الساعة السويسرية تحدد مواعيد المنافسات الإفريقية
الإتحاد الإفريقي لكرة القدم برئاسة الجنوب افريقي “موتسيبي” يواصل السقوط في كل خرجة يخرجها ويواصل التأكيد على انه اتحاد “هاوي” غير مستقل بقراراته ولا يدافع بتاتا عن مصالح منتخبات القارة السمراء التي تعاني منذ سنوات عديدة من القرارات العشوائية والغير مسؤولة من أعلى هيئة كروية في القارة.
قرار تنظيم النسخة ال 35 من نهائيات كأس أمم افريقيا في شهر ديسمبر عوض شهر جوان أكد للجميع أن القرارات المتخذة داخل دهاليس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم لا يهم ان كانت تخدم منتخبات القارة السمراء ولاعبيها أو لا وإنما الأهم أنها تخدم الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بقيادة السويسري “جياني أنفانتينو” الذي يعتبر المستفيد الأكبر والمستفيد الوحيد من هذا القرار الذي سيجعله ينظم نهائيات كأس العالم للأندية صيف عام 2025 بأريحية تامة بعد تأجيل “الكان” الى وقت لاحق من السنة.
الإتحاد الإفريقي لكرة القدم أكد من جديد أن معظم قراراته تملى عليه ولا تتخذ بالسبل والطرق المناسبة فبعد ما حدث مع نادي اتحاد الجزائر في منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية وتعرضه للظلم من طرف أعلى هيئة كروية في القارة التي نصفت الظالم على المظلوم وخرقت كل قوانين كرة القدم ولوائح الإتحاد الدولي لكرة القدم في سبيل انصاف من يجيد المشي في الطرق الملتوية داخل دهاليس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي أصبح في حاجة ماسة الى تطهير كلي وإعادة هيكلة من جديد خاصة وأن هذه الهيئة تمثل منتخبات تمتلك أحسن اللاعبين في عالم الساحرة المستديرة.
موعد تنظيم المنافسة سيؤثر سلبا على اللاعبين والأندية والمنتخبات على حد سواء
تمتلك القارة السمراء أرمادة هائلة من النجوم الذين ينشطون في مختلف الدوريات العالمية لا سيما الأوربية منها، حيث غالبا ما تكون فترة التوقف في فصل الصيف فرصة لإسترجاع أنفاس اللاعبين بعد موسم طويل وشاق تتخلله العديد من المنافسات والمباريات.
وبعد اعلان الإتحاد الإفريقي لكرة القدم عن تنظيم نهائيات كان 2025 بالمغرب شتاء كيف سيتعامل اللاعبين مع الكم الهائل من المباريات التي تنتظرهم طوال الموسم الكروي ومتى سيسترجع اللاعبين أنفاسهم كون فترة استرجاع الانفاس في فصل الصيف ستكون موعدا لمنافسة كأس العالم للأندية بصيغته الجديدة؟
لا شك أن البرمجة العشوائية لمنافسة كأس افريقيا ستؤثر سلبا على اللاعبين الذين سيلعبون كما هائلا من المباريات والموسم الكروي لا يزال في بدايته وذلك ما سيجعلهم عرضة للإصابة وسيجعلهم يعانون فيما تبقى من مجريات الموسم الكروي.
أما بالنسبة للأندية الأوربية التي تمتلك لاعبين أفارقة ينشطون في صفوفها فستعاني هي الأخرى من فقدان العديد من الأسماء اللامعة في فترة حساسة من الموسم الكروي، حيث ستفتقد خدمات نجومها لمدة شهر كامل ولن تستفيد من خدماتهم بشكل كامل بعد عودتهم بسبب الإجهاد البدني بعد لعب منافسة كأس العالم للأندية صيفا ثم التوجه الى تحضيرات انطلاق الموسم الجديد ولعب عشرة مباريات على الأقل قبل الانضمام الى منتخباتهم من أجل تمثيلها في نهائيات كأس افريقيا.
المتضرر الأكبر سيكون منتخبات القارة السمراء التي وفي حال استفادتها من جل اللاعبين الناشطين في الدوريات الأوربية فإنها لن تكون في أحسن أحوالها كون ذهن اللاعب المحترف يبقى مشغولا بمصيره فيما بعد المنافسة القارية، حيث خسر العديد من النجوم الأفارقة مكانتهم وضيعوا مواسمهم بسبب مشاركتهم في “الكان” في فصل الشتاء ولعل أبرز الأمثلة على ذلك نجم المنتخب الوطني رامي بن سبعيني الذي كان جزءا من التشكيل الأساسي لناديه بوريسيا دورتموند الألماني قبيل “كان” الكوت ديفوار لكنه أمضى ما تبقى من موسمه بعد العودة من المنافسة القارية على دكة البدلاء قبل التعرض للإصابة.
كيف سيكون مصير التصفيات المؤهلة الى مونديال 2026
موتسيبي يذر الرماد في أعين الأفارقة
حاول رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم “باتريس موتسيبي” تبرير أسباب تأجيل “كان” المغرب الى فصل الشتاء بتصريحات لم تكن مقنعة واعتبرها الكثير ذرا للرماد في أعين الأفارقة الذين يعانون من القرارات العشوائية التي تتخذها الهيئة الكروية في السنوات الأخيرة الماضية، وقال موتسيبي أن قرار تأجيل “الكان” استغرق وقتا طويلا نظرا لمناقشات معقدة جرت بين مختلف الأطراف المهتمة، وبحسب ذات المتحدث فإن “الكاف” تسعى لبناء علاقات مفيدة للطرفين مع رابطة الأندية الأوربية والاتحاد الأوروبي للعبة فضلا عن الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
وتعتبر تصريحات الجنوب افريقي محاولة يائسة من أجل تحسين صورة الهيئة الكروية الإفريقية التي لاقت وتلاقي كما هائلا من الانتقادات بسبب قراراتها التي لا تخدم منتخبات ولاعبي القارة السمراء التي تمتلك جل الإمكانات من أجل تصدر المشهد الكروي العالمي، لكن كان للقائمين عليها رأي آخر خاصة وأنهم جعلوا من أكبر تظاهرة رياضية في القارة مجرد منافسة عادية تبرمج أوقات الفراغ وحسب رغبات الإتحاد الدولي لكرة القدم.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال