يعتبر حارس المرمى في رياضة كرة القدم جزءا لا يتجزء من المنظومة الدفاعية للفريق بفضل دوره الكبير في توجيه المدافعين واعطائهم الثقة اللازمة من أجل مضاعفة الجهود وحماية عرين الفريق.
وبالحديث عن المنتخب الوطني الجزائري يعيش منصب حراسة المرمى فراغا كبيرا خاصة بعد ابتعاد الحارس رايس مبولحي عن الميادين بعد مشوار طويل رفقة كتيبة المحاربين سجل فيه اسمه بأحرف من ذهب وكان أحد أبرز الأسباب في تتويج المنتخب بالنجمة الإفريقية الثانية، كما لعب دورا محوريا في تأهل المنتخب الوطني الى كأس العالم وبلوغه دور ال 16، ولم تقتصر إنجازات الحارس رايس مبولحي على المنتخب الوطني الأول فقط لكنه شارك رفقة المنتخب المحلي في كأس العرب 2022 بقطر وساهم بشكل كبير في تتويج المنتخب الوطني بهاته الكأس كما توج بجائزة أحسن حارس مرمى في الدورة عن جدارة واستحقاق.
بيتكوفيتش نوه لعدم رضاه عن مردود حراس مرمى المنتخب
هذا ونوه الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش بعد نهاية أول تربص له رفقة كتيبة المحاربين شهر مارس المنصرم لعدم رضاه على مردود حراس المرمى الذين تلقوا خمسة أهداف كاملة خلال مبارتين فقط، أين تلقى الحارس ماندريا هدفين أمام المنتخب البوليفي وتلقى زميله مصطفى زغبة ثلاثة أهداف أمام المنتخب الجنوب افريقي في المباراة الثانية.
الناخب الوطني دق ناقوس الخطر آنذاك وشرع في البحث عن الخليفة المناسبة لرايس مبولحي، لكن الوقت لم يكن كافيا أمامه من أجل تغيير الحارس خاصة وأن التربص الذي أتى بعده شهر جوان كان حاسما الى حد كبير حيث تخللته مبارتين لحساب الجولة الثالثة والرابعة من التصفيات المؤهلة الى مونديال 2026، أين اعتمد الناخب الوطني على نفس الخيار ووضع الثقة من جديد في الحارس أنتوني ماندريا لكن هذا الأخير لم يكن في مستوى التطلعات وتلقت شباكه ثلاثة أهداف كاملة خلال مبارتي غينيا وأوغندا وتعرض لانتقادات لاذعة بسبب مردوده المحتشم في الآونة الأخيرة رفقة كتيبة المحاربين.
ماندريا لم يقنع رغم الفرص الكثيرة التي نالها
هذا ولعب الحارس أنتوني ماندريا العديد من المباريات رفقة المنتخب الوطني وكان من بين أكثر الحراس نيلا لفرص المشاركة سواء رفقة الناخب الوطني الأسبق جمال بلماضي أو رفقة الناخب الوطني الحالي فلاديمير بيتكوفيتش الذي أشركه أساسيا في ثلاثة مباريات من أصل أربعة قاد فيها التقني السويسري العارضة الفنية لكتيبة المحاربين، لكن ومع كثرة الفرص التي نالها هذا الأخير الا أنه لا زال لم يقنع الجماهير الجزائرية أو الناخب الوطني الذي يعاني من صداع رأس كبير بسبب مشكلة حراسة مرمى المنتخب.
ماندريا الذي تألق في بداياته مع المنتخب الوطني خسر العديد من النقاط في سباق حراسة المرمى بسبب مردوده المتذبذب ونقص التفاهم بينه وبين المدافعين والذي كلف المنتخب الوطني غاليا في العديد من المناسبات.
ماندريا لم يقدم الثقة اللازمة لمدافعي المنتخب ولم يقدم لهم التوجيهات اللازمة من أجل تشكيل دفاع قوي وصلب يصعب تجاوزه والوصول الى مرمى المنتخب كما كان يفعل مواطنه رايس مبولحي الذي كان كثير الحديث مع المدافعين وذلك ما أتى بثماره على المنتخب الوطني الذي كان يعتبر دفاعه من أبرز نقاط قوته.
زغبة لم يقنع هو الآخر رغم كثرة الفرص
صحيح أن حارس نادي ضمط السعودي مصطفى زغبة لم يشارك بانتظام رفقة كتيبة المحاربين، لكنه نال فرصا لا بأس بها من أجل الظهور واثبات أحقيته بمكانة أساسية في المنتخب وذلك ما لم يستغله هذا الأخير أين ظهر بمستوى متواضع الى حد بعيد في معظم المباريات التي لعبها رفقة المنتخب الوطني ودية كانت أو رسمية وذلك ما سيجعله يبتعد بعض الشيء عن سباق الحارس الأساسي لمرمى المنتخب الوطني رغم امتلاكه للخبرة والتجربة الكافيتين لذلك.
حتى في الدوري السعودي لم يكن مردود الحارس الجزائري على ما يرام وكان عرضة للإنتقادات في العديد من المناسبات بسبب الكم الهائل من الأهداف التي تلقتها شباك الفريق السعودي طيلة مجريات الموسم الكروي.
بن بوط لم ينل فرصته رغم تألقه في المنافسات القارية للأندية
ومن جهة أخرى، يبقى أسامة بن بوط اللغز المحير في تعداد المنتخب الوطني خاصة وأن هذا الأخير لم ينل فرصة المشاركة كأساسي حتى في المباريات الودية وهو الذي ظهر بمستويات رائعة رفقة ناديه اتحاد الجزائر في منافسة كأس الكونفدرالية سواء الموسم المنصرم عندما توج معه بالثنائية كأس الكونفدرالية وكأس السوبر الإفريقي أمام الأهلي المصري أو الموسم الحالي عندما وصل معه الى نصف النهائي قبل أن يتعرض للمؤامرة من طرف الفريق المغربي المنافس والإتحاد الإفريقي لكرة القدم.
أسامة بن بوط برهن في العديد من المناسبات على أحقيته بالمشاركة كأساسي ولو في مباراة ودية لكنه لم يصل لمراده سواء رفقة الناخب الوطني الأسبق جمال بلماضي أو مع الناخب الوطني الحالي فلاديمير بيتكوفيتش وذلك ما جعل الشارع الرياضي الجزائري يتساءل عن الأسباب الفعلية وراء ذلك خاصة وأن المنتخب الوطني يعاني كثيرا في هذا المنصب الحساس وجل من نالوا الفرصة لم يقدموا الشيء الكثير ولم يتمكنوا من حل الأزمة.
أوكيدجة في أحسن رواق لحراسة عرين الخضر
يعتبر حارس ميتز الفرنسي ألكسندر أوكيدجة من أكثر اللاعبين الذين تعرضوا للظلم في المنتخب الوطني خاصة وأن هذا الأخير واجه العديد من المشاكل رفقة ناديه بسبب مشاركته في كان 2021 رغم أنه لم يشارك ولو لدقيقة واحدة.
أوكيدجة كان يلبي النداء في كل مرة يتلقى فيها استدعاء الناخب الوطني رغم أنه كان قليل المشاركة آنذاك حتى في المباريات الودية التي كان يلعبها المنتخب الوطني في عهد الناخب الوطني الأسبق جمال بلماضي.
حارس ميتز الفرنسي قرر الإعتزال دوليا بعد ذلك وشعر بحالة من عدم الرضى على قرارات الناخب الوطني جمال بلماضي الذي سرعان ما أقحم الحارس ماندريا أساسيا عند انضمامه لكتيبة المحاربين.
وعلى ضوء هذه الأرقام، أشارت العديد من المصادر الإعلامية إلى إمكانية حدوث تغيير على مستوى منصب حراسة المرمى. بداية من التربص القادم، وتصفيات كان 2025، التي قد تنطلق شهر سبتمبر، حيث تداول اسم الحارس المعتزل دوليا ألكسندر أوكيدجا. كثيرا من أجل العودة للمنتخب في الوقت الحالي، فعلى الرغم من أن الأخير كان قد أعلن اعتزاله اللعب دوليا فيما مضى.
وفتح حارس نادي ميتز الفرنسي ألكسندر أوكيدجا، باب التأويلات بشأن إمكانية تراجعه عن الاعتزال الدولي، والعودة للمنتخب الوطني من جديد، حيث قام الأخير بتحديث حسابه الخاص على منصة “الأنستغرام”. حيث مضيفا عبارة:”دولي جزائري” كما قام بوضع “تاغ” للحساب الرسمي لـ”الفاف” في مساحة “البايو” التعريفية للحارس.
وفي نفس السياق، أبدى نيته في العودة إلى المنتخب الوطني، حيث ظهر عبر مقطع فيديو مع أحد المعجبين، مجيبا عن سؤاله المتمثل، بشأن إمكانية عودته للمنتخب الوطني، بالقول أنه سيقبل دعوة الناخب بيتكوفيتش، في حال إتصاله به.
أرقام حارس ميتز الفرنسي خلال الموسم المنتقضي، قد تكون سببا في عودته لصفوف الخضر وتلقيه دعوة من الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، حيث يعد الجزائري ثاني أكثر حارس تصديا للكرات في “الليغ1” بـ 129 تصد. وأكثر من قام بتصديات لتسديدات من داخل منطقة الجزاء بـ 87 تصد من أصل 34 مباراة.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال