أصبح متوسط ميدان نادي ليل الفرنسي نبيل بن طالب قطعة أساسية في المنتخب الوطني سواء في عهد الناخب الوطني الأسبق جمال بلماضي أو رفقة الناخب الوطني الحالي فلاديمير بيتكوفيتش الذي فضله على مجموعة لا بأس بها من اللاعبين من أجل قيادة وسط ميدان المنتخب، حتى رفقة ناديه ليل في “الليغ1” فإن بن طالب قدم موسما استثنائيا وكان من المرشحين للفوز بجائزة أحسن لاعب في الدوري الفرنسي.
وبعد تعرض اللاعب لأزمة صحية وخضوعه لعملية جراحية معقدة على مستوى القلب تضاربت الأنباء بشأن عودته الى الملاعب من عدمها رغم أن إدارة ناديه ليل الفرنسي لم تتحدث عن إمكانية اعتزال اللاعب وضربت مثلا باللاعب الدنماركي “كريستيان ايركسين” الذي تعرض لنفس الحالة وعاد بعد تماثله للشفاء لمداعبة الساحرة المستديرة.
ومن جهة أخرى، سيكون المنتخب الوطني مقبلا شهر سبتمبر على تحديات كبيرة والمتمثلة في التصفيات المؤهلة الى كان المغرب 2025 حيث سيكون الناخب الوطني بحاجة الى جل نجوم المنتخب بما في ذلك نبيل بن طالب الذي سيضيع تربص سبتمبر بنسبة كبيرة فكيف سيتعامل بيتكوفيتش مع غياب بن طالب ومن سيعوضه في منصب الإسترجاع؟
إدارة ناديه ليل نفت خبر اعتزاله لكرة القدم وضربت المثل بإيريكسين
تصدر الدولي الجزائري نبيل بن طالب، نجم نادي ليل الفرنسي، الأخبار في وسائل الإعلام الفرنسية خلال 48 ساعة الماضية، بعد أن تكهنت الكثير منها بخصوص انتهاء مسيرته الكروية واعتزاله؛ بسبب خضوعه لعملية جراحية معقدة في القلب، وسط الكثير من الأخبار المتضاربة والمضللة، التي لم تُحترم فيها خصوصية اللاعب الجزائري، ولا عائلته؛ ما دفع إدارة فريقه إلى إصدار بيان شديد اللهجة، تستنكر فيه التعامل مع ملف بن طالب.
وأثارت إذاعة “أر أم سي” الفرنسية، أول أمس، جدلا واسعا في فرنسا، عندما أكدت أن بن طالب الموجود في مستشفى مدينة ليل منذ يوم الثلاثاء 18 جوان، خضع لعملية جراحية معقدة في القلب يوم الأربعاء الماضي، تمثلت في زراعة جهاز لتنظيم ضربات القلب وإزالة الرجفان، بعد السكتة القلبية التي تعرّض لها الأسبوع الماضي، خلال مشاركته في مباراة لكرة القدم الخماسية. وذهبت إلى أبعد من ذلك، من خلال التأكيد على نهاية مسيرته الكروية، والاعتزال؛ ما أثار لغطا إعلاميا واسعا بخصوص صحة أخبار الإذاعة الفرنسية، وتَسبب في انتقادات قوّية لها بخصوص انتهاكها خصوصية النجم الجزائري.
وأصدر نادي ليل بيانا شديد اللهجة، يطالب فيه وسائل الإعلام الفرنسية باحترام خصوصية لاعبه الجزائري. وقال بهذا الخصوص: “كان لاعبنا نبيل بن طالب موضوعا لمقالات صحفية خلال الساعات الماضية، تناولت صحته، ومستقبله الرياضي”. وتابع: “يشعر نادي ليل بالصدمة لطرح هذه المواضيع على العلن. ويدعو نادي ليل وسائل الإعلام أولاً، إلى الاحترام المطلق للحياة الخاصة، وسرية المعلومات الطبية الشخصية. ثم يدعو الجميع إلى التحلي بالصبر والحذر والاعتدال في مثل المواضيع الحساسة والسرية، والتي لم يتم الفصل فيها بشكل نهائي حتى الآن”.
بن ناصر في أحسن رواق لتعويض بن طالب
ولعب نجم المنتخب الوطني إسماعيل بن ناصر مباراة أوغندا كمسترجع للكراة لكنه كان متقدما بعض الشيء ليترك المساحة لنبيل بن طالب من أجل الصعود بالكرة من الدفاع الى الهجوم، لكن ومع خروج نبيل بن طالب في آخر دقائق المباراة عاد بن ناصر ليشغل منصب زميله بن طالب أين شهد متوسط ميدان الخضر آنذاك حيوية كبيرة وتناسقا كبيرا بين الثلاثي زروقي، بن ناصر وعوار، لذلك فمن المرجح أن يكون نجم ميلان المعوض الرئيسي لبن طالب في منصب الإسترجاع في وسط ميدان المنتخب خاصة وأن هذا الأخير قوي في الصراعات الثنائية وسريع في عملية التحول الهجومي وذلك ما افتقده وسط ميدان الخضر في آخر مبارتين على الأقل تحت قيادة الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش.
زروقي نال العديد من الفرص لكنه لم يقدم الإضافة
ومن جهة أخرى، يعتبر رامز زروقي من المواهب الواعدة في وسط ميدان المنتخب الوطني خاصة وأن عمره لا يتجاوز ال26 سنة ولا يزال أمامه الكثير لتعلمه على الصعيدين المحلي والدولي، لكن المتمعن في مردود هذا الأخير رفقة المنتخب الوطني يجد أن زروقي يعتبر من اللاعبين الذين يمتلكون مستوى متذبذب وغير ثابت يجعلهم يقدمون مباراة في القمة ثم لا يظهرون تماما في المباراة الموالية وهي النقطة التي تعيب نجم فاينورد الهولندي الذي نال العديد من الفرص رفقة المنتخب الوطني ولعب في جل المناصب في وسط الميدان لكن مردوده المتذبذب جعله لا يتواجد بشكل دوري في التشكيل الأساسي لكتيبة المحاربين.
وسبق لصاحب ال 26 ربيعا وأن لعب كمسترجع للكراة في وسط ميدان المنتخب وقدم مردودا لا بأس به وذلك ما قد يرشحه لخلافة نبيل بن طالب كمسترجع للكراة خاصة وأن الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش يحبذ اللاعبين الذين يمتلكون بنية جسمانية قوية كون المباريات في القارة السمراء غالبا ما تكون مليئة بالاندفاعات البدنية والصراعات الثنائية التي يعتبر الفوز بها أمرا في غاية الأهمية في معركة وسط الميدان.
آدم زرقان يعتبر حلا من الحلول
يعتبر آدم زرقان أيضا أحد أبرز نجوم الدوري البلجيكي في مركز الوسط المدافع، وتبلغ قيمته السوقية 5 ملايين أورو في بورصة “ترانسفير ماركت”، وخلال منافسات الموسم الأخير 2023-2024، أسهم آدم زرقان في 7 أهداف ما بين صناعة وتسجيل، ومع المنتخب الوطني الجزائري، شارك اللاعب السابق لبارادو في 13 مباراة ضمن مختلف المسابقات صنع خلالها هدفين، وتحديدا خلال مواجهتين أمام النيجر وجيبوتي ضمن تصفيات المونديال.
وسيكون آدم زرقان الذي طال غيابه عن صفوف المنتخب الوطني أمام فرصة سانحة من أجل ابراز جل إمكاناته التي لم يتمكن من ابرازها بالشكل اللازم فيما مضى من اجل استعادة مكانته رفقة كتيبة المحاربين رغم صعوبة المأمورية واشتداد المنافسة الرياضية بين اللاعبين.
هذا وسيكون آدم زرقان خيارا متاحا أمام الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش الذي يسعى لسد فجوة وسط الميدان في ضل غياب بن طالب المصاب.
بيتكوفيتش لن يجد صعوبة في إيجاد حلول لوسط ميدان المنتخب في ظل توفر البدائل
صحيح أن وسط ميدان المنتخب الوطني لا يمر بأحسن أحواله منذ مدة طويلة من الزمن، لكن الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش مجبر على إيجاد الحلول اللازمة لخط الوسط خاصة وأن المادة الخام متوفرة والبدائل موجودة ولا ينقصها سوى تلك اللمسة الفنية من أجل استعادة أمجاد وسط ميدان المنتخب الذي كان واحدا من أبرز نقاط القوة عندما توج الخضر بالنجمة الثانية سنة 2019 من على أرض الفراعنة.
ولا يعتبر غياب بن طالب عن التوقف الدولي المقبل لكتيبة المحاربين مشكلة عويصة بالنسبة للتقني السويسري الذي يمتلك البدائل المناسبة والخيارات الفنية اللازمة من أجل تعويض غيابه دون حصول أي خلل في وسط ميدان المنتخب.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال