في ذاكرة الوطن والعلم، يظل اسم الشهيد عبد الحفيظ إحدادن، محفورًا بأحرف من ذهب، فهو ليس مجرد اسم، بل هو رمزٌ للتضحية والإخلاص لقضية الوطن والعلم. فمن هو هذا الشخص الذي سمي على اسمه القطب العلمي والتكنولوجي الجامعي بسيدي عبد الله بالجزائر العاصمة، من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. بمناسبة احياء الذكرى الـ 68 لليوم الوطني للطالب؟
وُلد عبد الحفيظ إحدادن، في تاريخ 9 مارس 1932. وترعرع بمدينة سيدي عيش بولاية بجاية، حيث نمت أمجاده وانطلقت رحلة عطاءه الوطني. منذ الصغر، برزت قدراته العلمية والقيادية، حيث تميز بخياله الواسع وحبه للمعرفة. وكان أول مهندس جزائري وإفريقي في ميدان الفيزياء النووية، الذي وقف على قمة التميز والتفوق، مما جعله يحمل علم الوطن عاليًا. ويسطع بإبداعه في سماء العلم.
شارك إحدادن، في مظاهرات الثامن ماي 1945، بمنطقة الطاهير بولاية جيجل، حيث عبر عن تفانيه وإخلاصه لقضية الوطن. ولم يكن هذا هو الإنجاز الوحيد، بل كان أيضًا عضوًا فاعلاً في الكشافة الإسلامية الجزائرية. ومناضلًا مسؤولًا في صفوف الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين.
سعى إحدادن، لتحقيق أحلامه وتطلعاته في ميدان العلم، حيث زاول دراسته في فرنسا ثم في تشيكوسلوفاكيا. ومن هناك، انضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني منذ عام 1956، حيث كان له دور بارز في تعزيز فدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا. وكانت مهمته الحساسة ترتكز على تنسيق الاتصالات مع الدول الأوروبية. وشراء الأسلحة لصالح الثورة واستقبال جرحاها.
ولكن رحلة العطاء والنضال لم تكن خالية من التحديات والمصاعب. في 11 جويلية 1961، تعرضت طائرة كانت تقل إحدادن، وبعض من الطلبة الجزائريين المختصين في ميادين حساسة. للاغتيال في الأجواء المغربية، على يد المصالح الخاصة الفرنسية (المخابرات). -الطائرة كانت تابعة للخطوط الجوية التشيكوسلوفاكية، أثناء رحلتها بين براغ وباماكو مرورا بالرباط- في خطوة للتخلص من النخبة الجزائرية.
رحل عبد الحفيظ إحدادن، علمٌ كبير وشخصية وطنية استثنائية. ولكن إرثه العظيم يبقى حيا في قلوب الجزائريين، ملهمًا لأجيال المستقبل في سعيها نحو العلم والتقدم. وأصبح أكبر ومن بين أفضل الأقطاب الجامعية يحمل اسمه. ليشع نورا في طريق العلم لشباب جزائر الغد، ليكملوا المسيرة.
عليوان شكيب
مناقشة حول هذا المقال