طرح كتاب مختصون في أدب الطفل والناشئة. يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة. قضية الكتابة لهذه الشريحة من المجتمع. وحاجتها إلى قراءة نصوص. تستجيب إلى المتغيرات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية المحيطة بهم.
واحتضن “فضاء إفريقيا” بصالون الجزائر الدولي الـ 27 للكتاب. ندوة نقاش بين مجموعة من الكتاب. والمختصين في أدب الطفل. بعنوان “ماذا نكتب للأطفال والناشئة”. متطرقين لماهية المواضيع التي يجب تناولها في ظل التطورات التكنولوجية السريعة والذكاء الاصطناعي بإيجابياته وسلبياته والذي بدأ يفرض نفسه.
ضرورة فهم المتغيرات المحيطة بالطفل
وأكد، في هذا السياق، الكاتب رابح خدوسي، “أهمية معرفة ماذا يقرأ الطفل. وما هي المعايير التي يستند إليها في خياراته للنصوص أو القصص”. مضيفا أن “النجاح في منح الطفل ثقافة متينة ومتنوعة وسليمة. من شأنها ضمان سلامة عقل وفكر الطفل وكذلك الناشئة”. باعتبار الثقافة “الحصن المنيع الذي يحمي الأجيال الصاعدة. من الهزال العقلي والأمراض الفكرية التي تهدده”.
كما اعتبر أن “الكاتب الجيد” هو الذي “يجيب على أسئلة الطفل المتوقعة وغير المتوقعة”. مضيفا أن “أي نص مكتوب لهذه الشريحة العمرية. يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الأهداف. ومنها تنمية الخيال الفكري. والقيم التربوية والأخلاقية والمعرفية”.
كما شدد خدوسي. على أن “الكاتب الناجح مطالب أيضا بأن يفهم المتغيرات المحيطة بالطفل. خاصة ما تعلق بالتطور التكنولوجي”.
الإستعانة بالحكاية الشعبية للأطفال لتحريك المتعة والخيال فيهم
وعلى ضوء تجربتها في كتابة حكايات مستمدة من التراث الشعبي الشفهي. أبرزت الكاتبة. نورة أسيفال. أن “من يكتب لهذا الجيل الصاعد يجب أن يحرك فيهم المتعة والخيال ويثير فضولهم”. داعية إلى الإستعانة بالحكاية الشعبية لكونها “أدب قائم بذاته”.
ودعت المتحدثة إلى “الاهتمام بكل الكتابات الموجهة للأطفال. سواء من حيث الرسومات أو النصوص أو الإخراج”. موضحة من جهة أخرى أن “المراهقين يحتاجون بدورهم إلى نصوص في نوع الفانتازيا والشريط المرسوم”.
أما الكاتبة التونسية. أمينة النيفر. فتحدثت عن “سبل مساعدة الطفل العربي على قراءة نصوص تساعده على إدراك ذاته واستيعاب محيطه بعيدا عن النصوص التي تقدم له شخصيات وأبطال لا تنتمي إلى مرجعيته الثقافية”.
وشاركت، من ناحيتها، القاصة الجزائرية. جميلة زنير. تجربتها في كتابة النصوص الموجهة للأطفال والناشئة، حيث أكدت. على “ضرورة أن يستحوذ النص الأدبي المكتوب. لهذه الفئة على معايير مثل الاستجابة. والمعرفة والتحفيز. على القراءة ومواصلة البحث عن نصوص خارج البرنامج الدراسي”.
من جهتها أبرزت الكاتبة السورية روعة سنبل. “أهمية أن تتوافق النصوص المؤلفة للأطفال أو الناشئة. مع المحيط المعاش. وذلك بهدف تقريب ما يحدث على أرض الواقع. وشرحه بأسلوب أدبي يساهم في رفع الوعي لدى الجيل الصاعد..”.
وختم الكاتب العيد جلولي. هذا اللقاء بالقول أن “من يكتب لأطفال اليوم هو يكتب لجيل المستقبل”. مؤكدا في سياق كلامه على “أهمية الابتعاد عن الأسلوب الوعظي والتوجيهي. في الكتابة واختيار أساليب تليق بالجيل المتفتح. على مواضيع راهنة مثل البيئة وحقوق الطفل والخيال العلمي”.
فريال بونكلة
مناقشة حول هذا المقال