وقع التقني السويسري فلاديمير بيتكوفيتش عقدا يربطه بالمنتخب الوطني الى غاية 2026 وفق أهداف محددة شهر مارس المنصرم، وقاد المنتخب الوطني خلال الدورة الودية التي احتضنتها الجزائر، والتي لعب فيها المحاربون مبارتين وديتين أمام كل من بوليفيا وجنوب افريقيا على التوالي وظهر المنتخب الوطني فيها بمعنويات مرتفعة وأبان عن مردود نال اعجاب الكثير، رغم الأخطاء الدفاعية الكثيرة التي تخللت المبارتين.
وأنهى التقني السويسري الدورة الودية بانتصار أمام بوليفيا وتعادل أمام جنوب افريقيا في مباراة حبست الأنفاس.
ومع بداية الأمور الجدية بالنسبة للمنتخب الوطني الذي اكتشف أجواء التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2026 من خلال تربص جوان الجاري الذي لعب فيه المنتخب الجولة الثالثة والرابعة من التصفيات، انهزم في الأولى أمام غينيا على أرضية ميدان ملعب نيلسون مانديلا بالجزائر العاصمة وفاز في الثانية على المنتخب الأوغندي على أرضية ميدانه وأمام جماهيره.
ولم يكن التقني السويسري موفقا في أول خرجة له مع كتيبة المحاربين خاصة وأنه تعرض للهزيمة رفقة أشباله على أرضية ميدانهم أمام منافسهم المباشر على بطاقة التأهل المنتخب الغيني، حتى في الشوط الأول لمباراة أوغندا التي فاز بها بيتكوفيتش وأشباله لم يقنع المنتخب وكان خارج الإطار تماما.
بيتكوفيتش استخلص العديد من الدروس من خلال تربص جوان الجاري الذي كان مفيدا كثيرا لكتيبة المحاربين، وحتما سيجري الناخب الوطني ورشة إصلاحات واسعة تحسبا للاستحقاقات المقبلة والمتمثلة في التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس افريقيا 2025 بالمغرب، شهر سبتمبر المقبل.
خسارة غينيا ستفيد المنتخب الوطني كثيرا رغم قساوتها
صحيح أن خسارة المنتخب الوطني في الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2026 أمام المنتخب الغيني كانت قاسية بعض الشيء على الناخب الوطني واللاعبين والجماهير الجزائرية على حد سواء، لكنها تعتبر مفيدة للناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش الذي سيرتب أوراقه من جديد وسيقوم بغربلة بعض الأسماء التي أثبتت محدوديتها رغم الفرص الكثيرة التي قدمت لها، كما ستجعل الخسارة التقني السويسري يتعرف كذلك على مدى تجاوب اللاعبين مع نصائحه وارشاداته لتجاوز مرارة الهزيمة والمضي قدما.
الفوز في أوغندا أعاد الروح للمنتخب
وبعد المردود الهزيل الذي ظهرت به كتيبة المحاربين في لقاء غينيا على أرضية ميدان ملعب نيلسون مانديلا ببراقي، كان الحالة المعنوية للاعبين بعد المباراة تحت الأرض خاصة بعد الانتقادات الكثيرة التي طالت محاربي الصحراء من الجماهير الجزائرية، ليرفع بعد ذلك التقني السويسري التحدي ويشحن لاعبيه من جديد من أجل مغامرة جديدة في أدغال افريقيا قادتهم الى الأراضي الأوغندية، أين تمكن محاربي الصحراء من قلب تأخرهم في المباراة بهدف دون رد الى فوز بثنائية مقابل هدف، بعد شوط أول حبس أنفاس عشاق ومتتبعي المنتخب الوطني بعد المردود “السيء” الذي ظهر به رفقاء القائد عيسى ماندي.
بيتكوفيتش قال كلمته في شوط المدربين، وعرف جيدا كيف يشحن لاعبيه الذين أصروا على تحقيق الفوز وذلك ما كان لهم، حيث يعتبر الفوز المحقق في غاية الأهمية ليس فقط من ناحية ترتيب المجموعة السابعة التي يتصدرها محاربي الصحراء، لكن من الناحية النفسية والحالة المعنوية للاعبين والأجواء داخل المنتخب يعتبر تحقيق انتصار خارج الديار في غاية الأهمية.
الخطوط الثلاثة بحاجة الى ترميم وبيتكوفيتش أمام عمل كبير
هذا وسيسعى الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش الى ترميم ما يجب ترميمه وإصلاح الأخطاء التي ظهرت خلال تربص جوان الجاري وذلك بإحداث ثورة في القائمة بعد تعرفه على مستوى العديد من اللاعبين عن كثب.
وبالحديث عن الإصلاحات التي ستبدأ شهر سبتمبر المقبل في التصفيات المؤهلة الى كأس افريقيا 2025 بالمغرب، وجب الإشارة الى الهشاشة الكبيرة التي ظهرت في دفاعات المنتخب الوطني خلال تربصي مارس وجوان على التوالي، حيث استقبل المنتخب الوطني خمسة أهداف خلال تربص مارس الذي تخللته مبارتين فقط أمام كل من بوليفييا وجنوب افريقيا، كما تلقت شباك الحارس ماندريا ثلاثة أهداف خلال تربص جوان الجاري هدفين منها سجلهما المنتخب الغيني وهدف سجله المنتخب الأوغندي.
عدد الأهداف التي تلقتها شباك المنتخب الوطني خلال تربصين ستجعل الناخب الوطني يدق ناقوس الخطر دون شك، ويبحث عن البدائل المناسبة لا سيما وأن التحديات المقبلة تعتبر في غاية الأهمية بالنسبة لكتيبة المحاربين الذين سيباشرون رحلة البحث عن تأشيرة التأهل الى كأس إفريقيا 2025 التي ستكون على الأراضي المغربية.
هذا وسيستفيد المنتخب الوطني من عودة صخرة دفاع المنتخب الوطني رامي بن سبعيني ابتداء من تربص سبتمبر المقبل وهو ما سيعطي الناخب الوطني حلولا أكثر من أجل معالجة مشكلة الدفاع.
وسط ميدان المنتخب الوطني هو الآخر بحاجة الى إصلاحات كبيرة خاصة وأن المادة الخام متوفرة وكتيبة المحاربين تمتلك ترسانة لا بأس بها تنشط في هذا المنصب والتي تنتظر فقط التوجيهات المناسبة من أجل إعادة هيبة وسط ميدان المنتخب التي كانت سنة 2019 والتي كانت أحد أبرز أسباب تتويجه بالتاج الإفريقي من على أرض الفراعنة.
ومن جهة أخرى، لم يكن هجوم المنتخب الوطني مقنعا خلال تربص جوان الجاري وأثبتت المباريات التي لعبها الخضر خلال هذا الشهر أن الناخب الوطني مطالب بإجراء تغييرات جذرية في المستقبل خاصة فيما يتعلق بالجناحين الأيمن والأيسر اللذان لم يقدما الإضافة اللازمة مقارنة بما كان يقدمه الثنائي الغائب عن هذا التربص يوسف بلايلي ورياض محرز.
عودة محرز وبلايلي ستكون حتمية شهر سبتمبر المقبل
هذا وعانى المنتخب الوطني كثيرا تربص جوان الجاري في الشق الهجومي لا سيما في منصبي الجناح الأيمن والأيسر اللذان كانا في الماضي القريب نقطة قوة المنتخب، التغييرات التي أجراها الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش خلال تربص جوان بإبعاد الثنائي يوسف بلايلي ورياض محرز أثرت كثيرا على المنتخب حيث لم تكن البدائل في المستوى ولم تقدم الإضافة المرجوة لا من ناحية التنشيط الهجومي ولا من ناحية المساندة الدفاعية.
لذلك يرى العديد من المتتبعين والمحللين الرياضيين أن عودة رياض محرز ويوسف بلايلي حتمية لصفوف المحاربين في الوقت الحالي من أجل إعطاء المزيد من الحلول للمنتخب والناخب الوطني على حد سواء.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال