“التشكيلة الوطنية تميزها روح المجموعة وبلماضي مدرب رائع”
“كلوب أكد اتصالات دورتموند لكني كنت الخيار الثاني بعد كاغاوا”
في حوار شيق جمعنا مع لاعب المنتخب الوطني السابق عمري شاذلي، تكلم فيه عن عدة أمور تتعلق بمشواره الكروي سواء مع المنتخب الوطني أو الأندية التي حمل ألوانها، فصلا عن عدة تفاصيل تخص تجاربه الكروية تكتشفونها في هذه الأسطر…
بداية كيف تقضي أيامك في فترة الحجر الصحي؟
أولا السلام عليكم وشكرا لكم على هذه الفرصة التي منحتموها لي، أنا أستيقظ باكرا كوني أنام في وقت جد متأخر حيث أصلي الفجر ثم أعود للنوم، أنهض على الساعة الواحدة زوالا تقريبا وبعدها أخرج قليلا مع أبنائي وأقضي الكثير من الوقت مع عائلتي، نحن نخصص بعض الجلسات للحديث عن الأمور الدينية، وكما تعلم أنا الآن لا أعمل لهذا أغلب الوقت أقضيه في المنزل.
في أي فريق ينشط الآن العمري الشاذلي؟
قضيت الموسم الحالي في فريق “سار يونيون” بفرنسا الناشط في الدرجة الخامسة من البطولة الفرنسية، قبل أن أمضي خلال الأيام القليلة الماضية في فريق هامبورغ أوت، كما أعمل في شركة التأمين “أيناك سبور” وهي خاصة بلاعبي كرة القدم المحترفين ومهتم بالعناصر في ألمانيا وغرب فرنسا.
هل تفكر في اعتزال ميادين كرة القدم؟
أنا أمضيت للموسم المقبل في نادي “هامبورغ أوت” كون المدرب صديقي ولأساعدهم أيضا بخبرتي، لكن في سن 36 سنة بدأ موعد اعتزالي يقترب رغم أنني أريد المواصلة، الآن أصبح عملي الأهم كما ذكرت لك سابقا في شركة التأمين.
لنعرج قليلا عن بدايتك كرة القدم في مركز فريق ماتز، لخص لنا قليلا هذه التجربة…
أنا خريج مدرسة ماتز بفرنسا، قضيت فيها عدة مواسم قبل أن أغادرها إلى ألمانيا، وكانت عدة عناصر كبيرة من نفس المدرسة كأوبرانياك، أديبايور وبيريا، وبعدها لم ألعب لمدة موسم كامل بعد أن غادرته، ثم تقمصت ألوان “سان بروكان” الألماني مع الفريق الثاني، وبعدها التحقت بالمحترفين، ومن ثم التحقت بفريق ماينز حيث قضيت أحلى الأوقات، قبل أن أغادره وأوقع مع كايزر سلاوترن أين لم تمر الأمور كما كنت أرغب وقامت إدارته باعاراتي لفرانكفورت، بعدها تعرضت لإصابة ولم ألعب موسمين كاملين، ومن ثم التحقت بمولودية وهران.
من هو المدرب الذي ترك بصمته على مشوارك؟
أظن أنه “رودي بومير” والفرنسي “ديدي فيليب” الذي كان مساعدا في فريق “سانت بروكان”، هما من فتحا لي باب الالتحاق بالمحترفين، وكنت في فريق واحد مع المغربي مصطفى حاجي والمصري هاني رمزي، دون أن ننسى المدرب كلوب الذي كان بمثابة الأخ والصديق وأيضا توميس توخيل الذي مازالت على اتصال معهما.
لكن ما السبب الذي جعلك تنضم إلى كايزر سلاوترن وتغادر ماينز؟
غادرت ماينز كون عقدي انتهى مع الفريق رغم إلحاح المدرب توخيل الذي طلب عدم مغادرتي، والسبب الأول هو كون أبي كان مريضا وكان لزاما علي أن أكون بجانبه، فأنا أقيم في الحدود بين فرنسا وألمانيا وكايزر سلاوترن قريبة من الحدود، ما تركني أقرر الرحيل.
وهل تعتبره خطأ ارتكبته في مشوارك؟
نعم أظن أنه خطأ، لكن ظروفي حتمت علي الرحيل، للأسف أبي توفي قبل بداية الموسم الكروي وهو ما أثر كثيرا علي، والحمد الله هذا ما كتبه الله لي.
بعد مغادرتك الدوري الألماني أمضيت في مولودية وهران، كيف كان ذلك؟
أمضيت في مولودية وهران في شهر سبتمبر 2013، قبلها لم ألعب موسمين بسبب الإصابة وأردت اللعب في الجزائر من أجل بعث مسيرتي الكروية، كما أنهم أعطوا لي ضمانات كوني لاعب دولي يمكنني الامضاء قبل فترة الميركاتو، لكن للأسف لم تتح لي فرصة اللعب إلى غاية 15 جانفي بسبب المشاكل المادية لمولودية وهران.
هل ندمت على إمضائك في مولودية وهران؟
ندمت كوني أردت عند الإمضاء في الجزائر أن ألعب مباشرة، كما أنهم لم يمنحوا لي فرصتي الكاملة لأن أي لاعب عندما لا يشارك بعد موسمين مستحيل أن يتأقلم بسهولة، ومستبعد تماما أن يكون في كامل إمكانياته.
ما الذي جعلك تغيرك قرارك وتلتحق بمولودية وهران عوض أولمبي الشلف بعدما كنت قريبا من الالتحاق به؟
نعم، كان لي اتفاق مع رئيس جمعية الشلف آنذاك، لكن في آخر لحظة التحقت بمولودية وهران، بما أني من مغنية وأردت التواجد قرب عائلتي، والأمر الثاني وهران مدينة كبيرة وكل شيء فيها متوفر بما في ذلك المطار الدولي، وهي العاصمة الثانية في الجزائر، كلها عوامل جعلتني أختار المولودية.
كيف تقيم البطولة الجزائرية في الفترة التي لعبت فيها؟
صراحة البطولة الجزائرية كانت بعيدة كل البعد عن الاحترافية، حتى يمكننا القول أن فريقا في الدرجة الرابعة الألمانية أفضل من فريق جزائري، سواء مع مولودية وهران أو أي فريق آخر، فمثلا تجد اللاعبين عند نهاية المباريات يأكلون أكلات غير رياضية ولا يوجد نظام في الأندية لاسيما من جهة الانضباط، حسب رأيي لا يمكن القول أن البطولة تحمل صيغة الاحتراف.
متى كانت أول مشاركة لك مع المنتخب الوطني؟
أول مرة التحقت بالمنتخب الوطني كانت سنة 2006 وبالضبط مباراة غينيا، وهذا بعد استدعائي من قبل المدرب ميشال كفالي الذي سمع عني عندما كنت في ماينز الألماني، ونلت إعجابه بعدما شاهدني.
هل بإمكتنك أن تحكي لنا أول رحلة لك في الطائرة مع المنتخب؟
أول مرة لم تكن سهلة تماما وقضينا 14 ساعة للوصول إلى غينيا، بعدما توجهنا من الجزائر إلى تندوف وهي نقطة عبور، عانينا كثيرا من التعب، لكن رغم كل شيء تبقى من الذكريات الجميلة في مسيرتي الكروية.
حسب رأيك ما هو السبب الذي جعل المنتخب الوطني يقصى أمام غينيا في تصفيات كأس أفريقيا 2008؟
الأمور كانت جد صعبة في ذلك الوقت، المنتخب الوطني كان يعاني من الإهمال عكس ما هو عليه الحال الآن، وهو ما جعلنا نقصى في عقر ديارنا أمام غينيا، إذ تبقى ذكرى سيئة لأننا كنا نستحق الأفضل، وهناك نقطة أردت توضيحها…
نعم تفضل…
كل اللاعبين الذين كانوا في ذلك الوقت كان همهم القميص فقط عكس ما يشاع بأنهم كان يلبون الدعوة من أجل الأموال، كما أن نقص التنسيق وعدم توفير الإمكانيات اللازمة لنا أدى بنا إلى تلك النتيجة.
الكثير قالوا أن عناصر النخبة الوطنية عانت قبل مباراة غينيا، ما الذي حدث بالضبط؟
نعم هذا صحيح، أجرينا حوالي ثلاثة أسابيع من التربص في فترة عطلتنا وكان كل مرة يدور حديث عن مشكل الأموال، إذ كانوا يعدونا بأننا سنتلقى أموالنا في التربص المقبل، كان كل مرة يحدث هذا الأمر، كما أننا كنا بعيدين عن عائلتنا وأقربائنا لفترة طويلة والعطلة قصيرة بالنسبة للدوريات الأوروبية، ما أثر كثيرا في معنوياتنا.
وهل تلقيتم أموالا هذا التربص؟
لا، كل مرة يأتي أحد ويقول لنا أننا سنحصل عليها عند نهاية الأسبوع، وبعد تنقلنا إلى برشلونة لمواجهة الأرجنتين ومن ثم فرنسا، لم نحصل على أي سنتيم في النهاية، وهو ما يوضح أن الأمور لم تكن جدية تماما.
يمكن أن نرجع السبب إلى التأثير البسيكولوجي…
نعم، التأثير البسيكولوجي لعب دورا كبيرا بعد كل ما حصل، زد على ذلك أن لاعبي غينيا لم يأتوا من أجل تحقيق التأهل مجانا، بل كانوا محضرين جيدا ومن كل الجوانب للوصول إلى مبتغاهم.
ما هو شعورك عند مواجهة نجوم عالمية في لقاءي الأرجنتين والبرازيل؟
أن تكون في مواجهة نجوم مثل ميسي الذي قدم مشوارا مذهلا مع البارصا أو الأرجنتين فهذا ليس هينا، لكن في ألمانيا لعبت أمام عدة لاعبين مشهورين، وأنا أنسى الأسماء في أرضية الميدان لأننا كلنا بشر ولم نأت من كوكب آخر.
ما هي الذكريات التي تحتفظ بها من هذين المواجهتين؟
في برشلونة أمام الأرجنتين هناك الملعب، لأن دخول أرضية “الكامب نو” أمر خيالي، واللعب أمام لاعبين مثل كامبياسو، فيرون، تيفيز وزانيتي شيء رائع، وفي فرنسا كنت أمام مواجهة رونالدينيو وكاكا، وهذا شيء رائع.
الجمهور الجزائري في فرنسا ناصركم بكل قوة آنذاك، ما رأيك؟
الجمهور الجزائري كان عامل قوة لنا أمام البرازيل، فقد كان حاضرا منذ الساعات الأولى لمشاهدتنا، وهو ما رفع معنوياتنا كثيرا، تشعر وكأنك في الجزائر ولست في مكان آخر، ومازال لحد الآن أنصار “الخضر” يعتبرون نقطة قوة وتحفيز للاعبين ولن تمحى صورتهم ابدا من مخيلتي في ذلك اليوم.
بعد رحيل كفالي وقدوم سعدان أصبحت خارج القائمة، لماذا؟
هذا الأمر طرح عدة نقاشات ولا يمكنني الإجابة عنه، وهذا السؤال يطرح للناخب الوطني آنذاك رابح سعدان، ومن جانبي فهذا يعتبر من الماضي لأني أحترم قرارات أي مدرب.
البعض يرجع الأمر إلى مواجهة صربيا؟
في لقاء صربيا كنت ضمن القائمة، قبل اللقاء وبداية الشوط الأول قام الطاقم الطبي بقياس درجة حرارتي وكانت لدي بعض الحمى حرمتني من الدخول، ما جعل الطبيب يطلب من سعدان تركي للشوط الثاني، لكن الأمر بقي على حاله وسعدان لم يرغب في المغامرة بي وهذا كل ما في الأمر، لم ألعب كوني كنت مريضا وربما هنا ضيعت فرصتي.
كنت ضمن 25 لاعب المرشحين للمشاركة في كأس العالم بجنوب إفريقيا، كيف كانت تلك الأيام بالنسبة لك؟
كنت ضمن 25 لاعبا، لكن في قرارة نفسي كنت أعلم أنه لا تسنح لي الفرصة في التواجد بكأس العالم، ما جعلني أقضي عطلتي بشكل عادي، كما أن وفاة والدي يوم 25 ماي والجزائر واجهت بعدها منتخب الإمارات العربية في ألمانيا جعلني أتأكد من عدم تواجدي مع النخبة.
هل يمكن القول أنه لو توفرت الظروف الموجودة الآن لكانت النتائج مغايرة تماما؟
في وقتنا كانت عدة عناصر تتمتع بإمكانيات جيدة وكنا نلعب بالقلب والحرارة على أرضية الميدان، خاصة أن العديد منهم كانوا يتمتعون بمواهب في كرة القدم، المؤكد أنه لو وفر لنا الظروف المتوفرة حاليا لكانت الأمور مختلفة تماما وستكون نتائج في المستوى، لا نقول أننا سنتوج بكأس إفريقيا لأنه كانت منتخبات في المستوى العالي ككوت ديفوار ونجمها دروغبا وغانا بعناصرها الرائعة، وهو ما سيجعل الأمر معقدا.
من هم أفضل اللاعبين الذين لعبت معهم في مسيرتك الكروية؟
أفضل العناصر التي كنت معهم في المنتخب الوطني هم رفيق صايفي، نذير بلحاج، رفيق جبور، مجيد بوقرة وكريم زياني.
هل يمكن القول أن عمري شاذلي ضيع مشوارا أفضل مما أداه؟
بعد خروجي من فريق ماتز بقيت دون فريق، لهذا البداية كانت صعبة نوعا ما، بالنظر إلى الوراء يمكن القول أنه كان بإمكاني أن اؤدي مسيرة أفضل لولا الإصابات التي حدثت في مشواري، ولحظات الصعبة كما انني اجتزت مراحل جميلة، لكن الحمد الله أنا مقتنع بما قدمت.
ما سر الحديث الذي دار عن تضييعك فرصة الإمضاء في بوروسيا دورتموند؟
حدث ذلك في سنة 2010 عندما كنت في نهاية عقدي مع ماينز، بعد أن أصبحت جل وسائل الإعلام تتحدث عن اقتراب إمضائي في بوروسيا دورتموند، ما جعلني اتصل بالمدرب كلوب للاستفسار عن الأمر وأكد لي ذلك، لكني كنت الخيار الثاني أو الثالث بعد الياباني كاغاوا في حالة رفضه العرض، ما جعلني أقلب الصفحة مباشرة.
من هو أفضل لاعب لك في المنتخب الوطني من الجيل الحالي؟
لا يمكنني ذكر لاعب واحد، مثلا الارجنتين كل الترسانة التي تملكها في النهاية لم تتمكن من التتويج بكأس العالم، البرتغال أيضا لديها كريستيانو رونالدو ولم تحقق هذه الكأس، لكن لا يهم أسماء اللاعبين بقدر ما تهم روح المجموعة ووجود الناخب الوطني جمال بلماضي أمر رائع، وتواجد عناصر مثل محرز واسماعيل بن ناصر هم عناصر عالمية وأتوقع تواصل نجاحات أخرى للمنتخب .
كلمة ختامية الشاذلي…
أريد أن يعلم الجميع أن لاعبي المنتخب الوطني في جيلي كانوا يأتون لتشريف الألوان الوطنية وهدفنا كان وضعه مع أفضل المنتخبات العالمية، أوجه تحياتي لكامل الجمهور الجزائري من منبركم وأقدم له المعذرة مرة أخرى، وأنا دائما في خدمتكم وصح عيدكم.
حاوره: فؤاد سعدون
مناقشة حول هذا المقال