المحللون الرياضيون والنقاد يتساءلون دائما عن برنامج شرف الدين عمارة، وخرجاته، وما يمكن ان يقدمه “للفاف” وللكرة الجزائرية، مثلما تساءلوا من قبل عن زطشي، وروراوة، وحداج والبقية، في بداية عهدتهم، قبل أن ينهالوا عليهم بانتقاداتهم.
لكن القليل منهم تساءل عن الإرث الذي وجده عمارة في قصر دالي إبراهيم، ما الذي ورثه عمارة عن خير الدين زطشي؟
أولا: السؤال في محتواه يحمل آثارا إيجابية، وسلبية، باعتبار أن خير الدين زطشي ترك أكثر من 800 مليار في خزينة الفاف، وخلف وراءه منتخب توج بكأس إفريقيا، ومدرب يصنع الألقاب والأرقام، أما الأشياء السلبية التي ورّثها رئيس بارادو لعمارة تتمثل في قضية فقدانه منصب “الفاف” في المحافل الدولية، والتي جعلها كانشغال أول، بالإضافة الى قضية تضييعه مقعدا في الفيفا، والخلافات التي ترك الأندية الوطنية تتخبط فيها.
ثانيا: السؤال بحد ذاته يضع الجمهور الرياضي في الصورة، ويؤكد له أن عمارة لم يرث كرسي سيدنا سليمان، وأن المشكل بحد ذاته قائم في المنظومة، وليس في التسيير فحسب.
ثالثا: أن مسؤولي “الفاف” السابقين شغلوا عهدتهم من أجل الألقاب والإنجازات، ولم يرسموا خارطة طريق واضحة تسير وفقها الكرة الجزائرية على المدى البعيد، وهنا يتبين لنا جميعا أن التدبير والتفكير لمسيرينا لم يكن ممنهجا ومدروسا، هذا ما نلمسه واضحا في المثل الشعبي القائل: “أحييني اليوم واقتلني غدا”.
نعم هي حقيقة نعيشها كجزائريين، والأدهى أن نجد مسيرين سابقين يتسابقون لـ ” التخلاط ” بكل الطرق، فقط ليذكر اسمهم، على طريقة “أنا ومن بعدي الطوفان”.
فما أحوجنا اليوم إلى رئيس فدرالية يقدم مصلحة الهيئة التي يرأسها وواقع الكرة التي يسعى لإصلاحه، والبلد الذي يمثله على رأس الأولويات، والى مسؤول تعتمد سياسته على تهيئة الأجواء، وتمهّد الطريق لوريثه، حتى يستكمل برنامجا معينا، هذا ما نتمناه من شرف الدين عمارة.
أدم ع
مناقشة حول هذا المقال