“الإعلام الوطني بكل تخصصاته له دور أساسي في هذا الحدث الرياضي لنقل صورة جيدة عن الجزائر“
“علينا أن نبرز امكانياتنا وكرمنا وتقاليدنا وكل ما تزخر به هذه البلاد من كنوز في جميع المجالات“
“اللجنة الدولية عبرت عن ارتياحها للمراحل المتقدمة التي بلغتها التحضيرات سواء في المنشآت أو التجهيزات أو المرافق أو التأطير البشري”
“أوجه دعوة لسكان وهران المعروفين بالتحضر والروح الرياضية الاحتفالية، للانخراط في مسعى إنجاح الدورة“
“المنافسات ستجرى في 24 تخصصا رياضيا”
“فعاليات المجتمع المدني متجندة بقوة للمشاركة في إنجاح التظاهرة ورصدنا تجاوبا كبيرا من طرفهم“
“لم نسجل أية احترازات في تخصص الفروسية، لا من اللجنة الدولية ولا من الدول المشاركة فمبررات الدولتين كانت واهية”
“نتمنى فوز الرياضيين الجزائريين بالميداليات لتتويج التحدي وإسعاد الجماهير الجزائرية“
يكشف الإعلامي ورئيس لجنة الإعلام لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، مراد بوطاجين في حوار خص به جريدة ” عالم الأهداف”، عن تفاصيل تخص الجانب الإعلامي في العرس المتوسطي، و ما تعلق بالتحضير والترويج لهذا الحدث الرياضي الهام ودور وسائل الاعلام الوطنية في ذلك، بالإضافة الى قضايا أخرى تكتشفونها في ثنايا هذا الحوار.
- كيف ترون دور الصحافة الوطنية المكتوبة والمرئية والمسموعة في إنجاح هذا الموعد؟
للإعلام دور هام في إنجاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، خاصة فيما يتعلق بالترويج ونقل أحداث هذا العرس المتوسطي، هذا بالنسبة للإعلام والصحافة بصفة عامة، أما عن الإعلام الوطني باختلاف تخصصاته سواء المكتوبة أو المرئية والمسموعة وحتى الإلكترونية، فلها دور أساسي في التجنيد لمصلحة الوطن ونقل صورة جيدة عن الجزائر.
بالنسبة لي الأهمية كبيرة جدا، ولا خوف على هذه التظاهرة بالحضور القوي لوسائل الإعلام، ونحن موجودون للوقوف على إنجاح التظاهرة بتظافر الجهود مع جميع الصحفيين، ينتظرنا حدث كبير ورغم أنه يحمل البعد الرياضي إلا أنه يسهم في الترويج الاقتصادي، الثقافي والسياحي للجزائر، وعلينا أن نبرز امكانياتنا وكرمنا وتقاليدنا وكل ما تزخر به هذه البلاد من كنوز في جميع المجالات، لكي نستفيد من هذا العرس المتوسطي بأتم معنى الكلمة، ولأن هذا الحدث سيكون بمدينة وهران الباهية التاريخية الفنية الثقافية، فإننا مرتاحين ومطمئنين لتحقيق الأهداف المرجوة.
وأضيف هنا بأن نجاح التحضيرات جاء بتظافر جهود كل القائمين على الحدث، على رأسها اللجان المنظمة، فمثلا حفل الافتتاح لديه أهمية في إنجاح الحدث وهناك لجنة مكلفة تسهر على كل كبيرة وصغيرة في هذا الشأن، وهناك لجنة الفندقة والاطعام تقوم بعمل جبار لإيواء المشاركين وضيوف الحدث في أحسن الظروف، بالإضافة إلى المتطوعين الذين سيكون لهم الأثر الكبير في السير الحسن للفعاليات.
كما أستغل هذه الفرصة لأوجه دعوة لسكان وهران المعروفين بالتحضر والروح الرياضية الاحتفالية، للانخراط في مسعى إنجاح الدورة ال19 للألعاب المتوسطية، عن طريق الانضمام ودعم هذا العرس الوطني والمتوسطي، الذي ستحتضنه عاصمة الغرب الجزائري والذي ستلبس من خلاله مدينة وهران حلة باهية بجمال أهلها وتقاليدها وتراثها وكرم ضيافتها وأصالتها.
- بخصوص التغطية الإعلامية للحدث من الصحافة الوطنية والدولية، هل يمكن تقديم أرقام بخصوص عدد وسائل الاعلام من القنوات والصحفيين المسجلين إلى حد اليوم؟ وماهي توقعاتكم حول عدد القنوات والمؤسسات الإعلامية التي ستغطي الحدث؟
في ظل التطور الكبير الذي تشهده البلاد فيما يتعلق بحرية وتنوع وسائل الإعلام، حيث تطور الإعلام في الوطن إلى أن وصل إلى هذه المرحلة التي انفجر فيها الإعلام من خلال تعدد القنوات التلفزيونية والصحف المكتوبة والالكترونية، فإن هذا مفيد جدا للحدث المتوسطي، حيث سجلنا لغاية اليوم لتغطية الحدث المتوسطي 8 قنوات تلفزيونية وطنية، وجميع المحطات الإذاعية على مستوى كل الولايات، ستكون هي الأخرى حاضرة لنقل هذا المحفل الرياضي الهام والكبير، والتلفزيون العمومي الذي سيكون حاضرا بقوة لتغطية الحدث، والذي يملك الإمكانيات والخبرة الكافية التي تؤهله لإنجاح النقل التلفزيوني لهذه التظاهرة الدولية، برفقة الإذاعة الوطنية، بالإضافة إلى الصحافة المكتوبة والإلكترونية التي سجلت حضورها بقوة لتغطية فعاليات الدورة المتوسطية وهران 2022، حيث رصدنا عدد كبير من الصحفيين طلبوا الاعتماد، أما بخصوص القنوات العالمية والأجنبية بالإضافة إلى قناة “أورو نيوز” الرياضية الدولية، هناك عدة قنوات أخرى، ويتعلق الأمر بكل من إذاعة وتلفزيون ألبانيا، إذاعة وتلفزيون أنادورا، إذاعة وتلفزيون البوسنة، قناة سي.بي.سي (قبرص)، تلفزيون فرنسا، إذاعة وتلفزيون اليونان، قناة آر.تي.بي (البرتغال) وقناة ت.ر.تي لتركيا.
ولأن المنافسات ستجرى في 24 تخصص رياضي، يتوجب على الصحفي أن يكون على دراية بجميع منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، لكي يتمكن من التحرك بالموازاة معها ويثبت نفسه في الميدان.
- قلتم في إحدى التصريحات الإعلامية أن المغرب فشل في التشويش على تنظيم الجزائر لألعاب البحر الأبيض المتوسط، في رأيكم كيف ينبغي التعامل مع مثل هذه الممارسات المتوقعة من هذا الطرف أو ذاك؟
بالنسبة للبطولة الإفريقية لكرة اليد بالمغرب والتي كانت متزامنة مع تظاهرة ألعاب المتوسط بوهران، تدخلت اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، حيث تم تأخير موعدها الى ما بعد ألعاب المتوسط بوهران، ونحن نرحب بجميع دول البحر الأبيض المتوسط دون استثناء، كما أننا في اللجنة المنظمة بصفة خاصة وفي الجزائر بصفة عامة، لا نعير أي اهتمام لأي اشاعات، وإن كان فيه بعض محاولات التشويش لا نأخذها بعين الاعتبار، وتركيزنا منصب فقط حول إنجاح الطبعة19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022.
- أثنت اللجنة الدولية في عدة زيارات على مجريات التحضير والتنظيم والجاهزية، ما تعليقكم ؟
اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط حلت بوهران عدة مرات، وتنظيم مثل هذه الفعاليات الدولية تتطلب المتابعة والتوجيه من قبل اللجنة الدولية، وقامت هذه الأخيرة بعدة زيارات تفقدية لمدينة وهران للوقوف على سير التحضيرات ومعاينة الهياكل الرياضية والفندقية المحتضنة للمنافسات والمستضيفة للمشاركين في الحدث، سواء كانوا رياضيين أو منظمين أو حكام أو صحفيين أو جماهير مشجعة أو سياح إلخ، اللجنة الدولية سجلت حضورا قويا في بعثات متتالية إلى مدينة وهران، حيث وصل عدد أعضاءها في إحدى البعثات إلى 31 عضو في زيارة واحدة، لتعقبها زيارات بلغ عدد أعضاءها بين 7 و 9 أعضاء، وأصارحكم القول أن الخرجات التفقدية في بداية الأمر ومنذ حوالي سنة تقريبا كانت مقلقة جدا، ومخيفة في بعض التقارير، ولكن مع مرور الوقت، وبعد تعيين الوزير الأسبق عبد العزيز درواز محافظا للألعاب، شهدت عملية التنظيم تطورا ملحوظا، وأصبحت الأمور مريحة أكثر، حيث أكدت اللجنة الدولية خلال معاينتها واستماعها للجان ال 12 ضمن لجنة التنظيم، وبعد قيامها بجولات ميدانية في عاصمة الغرب الجزائري وهران، حيث عاينت جميع المنشآت والهياكل التابعة للحدث المتوسطي، عبرت على لسان رئيسها الإيطالي دافيد تيزانو، عن ارتياحها للمراحل المتقدمة التي بلغتها التحضيرات سواء في المنشآت أو التجهيزات أو المرافق أوالتأطير البشري، كما عبرت عن تفاؤلها بأن تكون الطبعة ال 19 لألعاب المتوسط والتي ستحتضنها وهران بداية من 25 جوان وإلى غاية 6 جويلية القادم، طبعة ناجحة ومتميزة، كما أبدى رئيس اللجنة الدولية الإيطالي دافيد تيزانو، إعجابه الكبير بمدينة وهران، التي اعتبرها من المدن المتوسطية الكبرى والتي تضاهي المدن الأوروبية .
- بخصوص دور المجتمع المدني في إنجاح الحدث، أولا كيف ترون هذا الدور وثانيا هل تلقيتم اقتراحات من فعاليات المجتمع المدني في الجانب الإعلامي خاصة للمشاركة وتقديم تصورات لإنجاح هذا الموعد؟
نحرص كمنظمين على إشراك المجتمع المدني في إنجاح تظاهرة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، ووضع آليات كفيلة تسمح بمشاركة فعالة تساهم في انجاح الألعاب، وتوحيد الجهود للرقي بالتظاهرة وتقديم صورة مشرفة عن الجزائر، ولاحظت أن فعاليات المجتمع المدني بوهران تجندت بقوة للمشاركة في إنجاح الطبعة الـ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، حيث قمنا بالاتصال والاجتماع مع العديد من الجمعيات خاصة منها الرياضية، ورصدنا تجاوبا كبيرا من طرفهم، أستطيع القول أن الأمر كان ممتازا جدا، والتعاون كان مثمر، ولم أكن انتظر هذا الحضور والتجاوب والنشاط من قبل المجتمع المدني الذي ساهم في ادماج المواطنين للترويج للحدث، خاصة وأن الأمور الصحية أصبحت على ما يرام -والحمد لله- ولا يوجد أي مشكل، والجميع في وهران يعمل على إنجاح الحدث وتشريف الوطن.
- كيف قرأتم المبررات الواهية التي قدمتها فرنسا واسبانيا مؤخرا فيما يخص رياضة الفروسية، ألا تعتقدون بأنها ضمن محاولات التشويش على الألعاب؟
أقول في هذا الشأن بأن الإشاعات المتداولة حول عدم جاهزية وهران لتنظيم الحدث المتوسطي لا أساس لها من الصحة، وفي تخصص الفروسية، تحملت الدولة الجزائرية عن طريق لجنة التنظيم لأول مرة في تاريخ الألعاب تكاليف سفر الرياضيين المشاركين في رياضة الفروسية، وانسحاب دولتين في تخصص رياضي، لا يؤثر على سير التظاهرة، ومن حق كل بلد أن يشارك أو يعلن الانسحاب، وللإشارة فقط أريد أن أحيطكم علما أن الوفد الفرنسي المشارك في الحدث يعد الأكبر من ناحية العدد، حيث ستشارك فرنسا بـ 500 رياضي ورياضية وإن انسحب 5 أو 6 رياضيين فهذا لن يؤثر على سير فعاليات الحدث، كما أن لجنة التنظيم أقامت سابقا منافسة تجريبية في تخصص الفروسية، تحسبا للنسخة ال 19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، والتي جرت بمركز الفروسية ”نادي الركاب الوهراني بالسانية”، وهو نفسه الذي سيستضيف فعاليات هذا الاختصاص خلال الألعاب المتوسطية، وعرفت المنافسات مشاركة فرسان من تسعة (9) دول إفريقية، ولم نسجل أية احترازات لا من قبل أعضاء اللجنة الدولية ولا من طرف الدول المشاركة، بل على العكس تماما، حيث عبر الجميع عن ارتياحه سواء فيما يخص الميادين أو الإمكانيات المسخرة أو التنظيم، وأشير هنا إلى أن ميدان الفروسية خضع لأشغال إعادة تهيئة كبيرة لما يقرب من عامين، شملت هذه الأشغال ما لا يقل عن ست عمليات، و هي إصلاح و بناء 120 اسطبلا، و انجاز مضمار منافسة و مدرج يتسع لـ500 مقعد، و بناء دورات مياه، وأحواض، ومقهى، وإعادة تأهيل مقر الإدارة و بناء سياج، بالإضافة إلى أشغال التهيئة الخارجية، وتهيئة ميدان التدريب وتركيب نظام المراقبة بالفيديو.
كما أن وزارة الصحة ووزارة الفلاحة والتنمية الريفية قدمتا كل الدعم والتسهيلات من أجل مراقبة دخول الخيول عبر ميناء وهران، لذا أعتبر أن المبررات كانت واهية جدا.
وأنا على يقين أننا سنكون في مستوى الحدث من حيث التنظيم، ونتمنى فوز الرياضيين الجزائريين بالميداليات لتتويج التحدي وإسعاد الجماهير الجزائرية.
أجرت الحوار / كريمة بندو
مناقشة حول هذا المقال