إختتمت أول أمس، مباريات ذهاب ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا، حيث لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع السقوط المدوي والمفاجئ لممثلي الكرة الجزائرية (شبيبة القبائل وشباب بلوزداد) في المنافسة القارية رغم أن مباريات هذين الأخيرين لعبت هنا بالجزائر، وكان شبيبة القبائل أول من تعثر في المنافسة أمام الترجي التونسي على أرضية ميدان 05 جويلية الأولمبي بهدف دون مقابل سجله الفريق الضيف بعد خطأ فادح وهفوة دفاعية دفع ثمنها الشبيبة غاليا، أما ممثل الجزائر الثاني في رابطة الأبطال شباب بلوزداد فقد خيب الآمال وظهر بوجه شاحب أمام ماميلودي صان داونز الجنوب إفريقي وسقط بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف واحد في مباراة لم يستطع فيها أبناء لعقيبة مجارات النسق العالي الذي فرضه النادي الجنوب إفريقي على ملعب زعيمهم الراحل نيلسون مانديلا ببراقي.
الشبيبة صعبت من مأموريتها لكن كل شيء ممكن
وبفعل المشاكل التي مر بها شبيبة القبائل منذ بداية الموسم لم يظهر ممثل الجزائر شخصيته الإفريقية وعراقته في المنافسة القارية أمام نادي الترجي التونسي في ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا وبدى تائها فوق أرضية الميدان أمام ناد عرف جيدا كيف يسير مجريات اللقاء ويحافظ على تقدمه بهدف سجل بطريقة ساذجة ومن خطأ دفاعي غير مقبول في هذا المستوى من المنافسة، لكن يبدو أن الشبيبة كانت تفكر في ترتيب البطولة الوطنية ومصيرها بعد نهاية الموسم الجاري كونها تحتل المركز ما قبل الأخير وتعتبر من الأندية المهددة بالسقوط الى القسم الثاني.
وتعتبر رياضة كرة القدم من الرياضات المليئة بالمفاجآت ويصعب التكهن فيها بهوية الفريق المتأهل الى غاية صافرة الحكم لنهاية المباراة، وبذلك فإن حظوظ الشبيبة لا تزال قائمة وبإمكانها إحداث المفاجأة في مباراة العودة رغم صعوبة المأمورية لكن كل شيء ممكن في عالم الساحرة المستديرة.
نبيل معلول تفوق على ميلود حمدي تكتيكيا
وبالنظر للخطط التكتيكية التي رسمها المدربين في مباراة الشبيبة أمام الترجي التونسي، فإن مدرب الفريق الضيف تغلب تكتيكيا على مدرب الشبيبة ميلود حمدي خاصة في الشوط الثاني من المباراة حيث عرف هذا الأخير كيف يمتص حرارة لاعبي الشبيبة جيدا والحفاظ على تقدمه في المباراة، عكس مدرب الشبيبة الذي غير من طريقة لعب الفريق مقارنة بدوري المجموعات الى 4-4-2، ثم عاد الى 4-2-3-1، لكنه لم ينجح في الوصول الى مرمى الترجي التونسي الفريق المنظم من الناحيتين الدفاعية والهجومية.
سقوط مدوي لمتصدر الدوري الجزائري
فاجأ متصدر الدوري الجزائري شباب بلوزداد أنصاره بمردوده الشاحب أمام ضيفه ماميلودي صان داونز سهرة أول أمس، على ملعب الزعيم الراحل “نيلسون مانديلا” بالجزائر، حيث دخل الفريق الضيف سريعا في المباراة وفاجأ أبناء لعقيبة بهجومه القوي الذي افتتح باب التسجيل مبكرا في المباراة وذلك ما جعل الشباب يرتبك ويخرج من مناطقه بحثا عن تعديل النتيجة لكنه دفع ثمن ذلك غاليا لأن المساحات ظهرت في وسط ميدان ودفاع الشباب استغلها الفريق الضيف جيدا وقضى على أحلام ممثل الجزائر في رابطة الأبطال ودك شباكه برباعية كاملة مقابل هدف وحيد.
رولاني موكوينا لقن الكوكي درسا في التدريب
ويبدو أن مدرب شباب بلوزداد نبيل الكوكي لم يدرس جيدا الفريق الخصم ودخل بخطة هجومية وتناسى أن صان داونز يمتلك آلة تهديفية لا تتوقف، هذا الأخير حاول أن يبرر إخفاقه بضيق وقت التحضير للمباراة لكن ذلك لا يعتبر سببا وجيها، خاصة وأن مدرب الفريق الجنوب إفريقي رولاني موكونيا تفوق تكتيكيا على المدرب التونسي خاصة في الطريقة السريعة في التحول الهجومي من الدفاع مرورا بوسط الميدان وفرضه للنسق العالي على لاعبي شباب بلوزداد طيلة أطوار المباراة وضغطه الكبير على اللاعبين في منطقتهم وذلك ما جعل المساحات تظهر في وسط ميدان ودفاع الشباب وسهل مأموريته في الوصول الى مرمى الحارس قندوز في أربعة مناسبات مع تضييعه لثلاثة أهداف أخرى محققة.
الإتحادية الجزائرية لكرة القدم تتحمل جزءا كبيرا من هذا الإخفاق
وبالنظر لتشكيلة الأندية البارزة في القارة السمراء في الآونة الأخيرة فقط نجد أن هذه الأخيرة تمتلك في صفوفها العديد من اللاعبين الأجانب والدوليين، على غرار نادي ما ميلودي صان داونز الذي يمتلك في صفوفه سبعة لاعبين أجانب (حارس من زامبيا، مدافع من المغرب، وسط ميدان مكون من ثلاثي من الأرغواي، التشيلي وبوليفيا، هجوم من اثيوبيا وناميبيا)، النادي الأهلي هو الآخر يمتلك في صفوفه أربعة لاعبين أجانب دوليين فضلا عن ستة آخرين محلين من منتخب مصر الأول، هذا ما يجعلنا نستذكر القانون الذي سنته الإتحادية الجزائرية لكرة القدم بالسماح للأندية الجزائرية بالتعاقد مع لاعبين أجنبيين فقط وذلك لا يعد كافيا للأندية التي تريد كتابة تاريخ في رابطة أبطال إفريقيا.
فبعد هذا الفشل الذريع للأندية الجزائرية في المنافسة القارية يستوجب على الإتحادية الجزائرية لكرة القدم إعادة النظر في مثل هذه القوانين التي جعلت من الأندية الجزائرية فريسة سهلة أمام أندية إفريقية تمتلك أرمادة من اللاعبين الدوليين والأجانب في صفوفها.
الآمال معلقة على الإتحاد من أجل رد الاعتبار
وتبقى آمال الكرة الجزائرية معلقة على فريق إتحاد العاصمة الذي سيواجه الجيش الملكي المغربي على أرضية ميدان 05 جويلية الأولمبي لحساب ربع نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية من أجل رد اعتبار الكرة الجزائرية وتلئيم الجروح التي طالتها في رابطة ابطال إفريقيا.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال