أعلنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم نهاية الأسبوع الجاري عن توصلها لاتفاق نهائي مع التقني السويسري فلاديمير بيتكوفيتش لتولي العارضة الفنية لكتيبة المحاربين بعقد يمتد الى غاية 2026، ولم تعلن “الفاف” في ذات البيان عن تفاصيل عقد المدرب السويسري ذي الأصول البوسنية وذلك ما مهد الطريق للتأويلات في الشارع الرياضي الجزائري، الى غاية خروج رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بتصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية أزاح من خلالها الضباب وكشف عن أبرز بنود العقد الذي سيربط التقني السويسري بالمنتخب.
ومن المنتظر أن ينشط بيتكوفيتش ندوة صحفية غدا الإثنين بملعب نيلسون مانديلا ببراقي حسب بيان الاتحادية.
“وقع اختيارنا على بيتكوفيتش على أساس عدة معايير منها خبرته مع المنتخب السويسري”
وفي مستهل حديثه أشار رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي الى القائمة المختصرة التي تتكون من ثلاثة أسماء والتي استقرت عليها اللجنة التي كلفت باختيار المدرب الجديد، حيث أكد صادي أن القائمة ضمت أسماء كل من البرتغالي كارلوس كيروش الذي اعتذر عن تدريب المنتخب، البرتغالي الآخر جوزي بيسيرو والتقني السويسري فلاديمير بيتكوفيتش وذلك في قوله ” بيتكوفيتش هو الأفضل للمنتخب الوطني، بعد أن تم وضع قائمة مختصرة من ثلاثة مدربين من قبل لجنة خاصة ضمت أيضا البرتغالي كارلوس كيروش (الذي اعتذر عن عدم الإشراف على المنتخب) وخوسيه بيسيرو، وقع اختيارنا على بيتكوفيتش على أساس عدة معايير، منها خبرته مع المنتخب السويسري”
صادي أشار الى اعجابه بالمدرسة البوسنية المعروفة بالصرامة التكتيكية وقال في هذا الشأن ” المدرسة البوسنية معروفة بصرامتها التكتيكية. التجربة الناجحة لبيتكوفيتش مع المنتخب السويسري (2014-2021) كانت عاملا في اختيارنا له، حيث وصل إلى ربع نهائي كأس أمم أوروبا الأخيرة-2020 (المؤجلة إلى 2021) بفوزه على بعض المنتخبات الكبيرة، بما في ذلك فرنسا. وهذا ما أقنعنا للحصول على خدماته”
عقده يتكون من جزأين وفق أهداف محددة
يبدو أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم حفظت الدرس جيدا وتعلمت من الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي أثناء ابرام عقود المدربين، وعرفت جيدا كيف تحمي نفسها والمنتخب على حد سواء من خلال العقد الذي وقعه التقني السويسري رفقة المنتخب والذي تناول في طياته جميع التفاصيل والجزئيات.
وفي هذا الصدد صرح الرجل الأول في الاتحادية قائلا ” تنتهي الفترة الأولى من العقد في 31 ديسمبر 2025، وهي التي ستشهد نهاية تصفيات كأس العالم 2026. إذا نجح المدرب الجديد في تأهيل المنتخب الوطني إلى كأس العالم، سيتم تمديد العقد تلقائيا حتى 31 جويلية 2026 بنفس الشروط والأحكام. أما إذا لم يحدث ذلك، فسيتم فسخ العقد من جانب واحد دون تعويض” موضحا أنه “خلال المفاوضات، التي كانت صعبة، حرصنا على حماية مصالح الاتحاد الجزائري لكرة القدم والمنتخب الوطني”
و أتبع بالقول “وفيما يتعلق بنهائيات كأس إفريقيا للامم-2025، فلا يمكننا أن نفرض على بيتكوفيتش أن يفوز باللقب، خاصة وأن الوقت لن يكون كافيا بالنسبة له، حيث خرج المنتخب الوطني من الدور الأول مرتين متتاليتين في النسختين الأخيرتين. ونتيجة لذلك، فإن الهدف المسطر في المنافسة القارية المقبلة هو التأهل إلى دور ثمن النهائي ثم الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولة”.
“بيتكوفيتش سيقيم بالجزائر لمدة ثلاثة أسابيع كل شهر”
الأمر اللافت للانتباه في عقد التقني السويسري مع المنتخب الوطني اشتراط الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على هذا الأخير الإقامة في الجزائر ثلاثة أسابيع في كل شهر وذلك من أجل متابعة مباريات البطولة المحلية واصطياد بعض المواهب الشابة من أجل تدعيم صفوف المنتخب الوطني والمشاركة في الورشات المقبلة لإصلاح كرة القدم الوطنية وذلك ما أكده وليد صادي في تصريحه عندما قال “بيتكوفيتش سيقيم بالجزائر لمدة ثلاثة أسابيع كل شهر، حسب بنود العقد. وسيشارك في الورشات المقبلة لإصلاح كرة القدم الوطنية، كما سيحضر مباريات البطولة الوطنية”
ويعتبر هذا البند في غاية الأهمية بالنسبة لكرة القدم الجزائرية بصفة عامة والمنتخب الوطني بصفة خاصة، حيث أنه من الواضح أن وليد صادي لا يسعى فقط لإعادة المنتخب الوطني الى السكة الصحيحة إنما يرغب في تحسين أوضاع البطولة المحلية كذلك، والاستفادة من خبرات التقني السويسري في ذلك.
احداثه لتغييرات جذرية في تربص مارس المقبل أمر مستبعد
هذا وسيسجل المدرب الجديد ل “الخضر” أول ظهور له خلال شهر مارس في دورة الجزائر الدولية، حيث سيخوض المنتخب الوطني مباراتين وديتين: يوم الجمعة 22 مارس أمام بوليفيا بملعب 5 جويلية الأولمبي بالجزائر العاصمة ابتداء من الساعة العاشرة ويوم الثلاثاء 26 مارس أمام جنوب إفريقيا بملعب نيلسون مانديلا ببراقي في نفس التوقيت.
ومن المستبعد أن يحدث التقني السويسري تغييرات كبيرة في أول ظهور له مع الخضر الذي سيكتفي من خلاله التعرف أكثر على إمكانيات اللاعبين الحاليين ومدى جاهزيتهم للتحديات المقبلة والمتمثلة في التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2026 شهر جوان المقبل والتصفيات المؤهلة الى كان 2025 والتي ستنطلق شهر سبتمبر المقبل.
ويعتبر بيتكوفيتش من بين المدربين الذين يحبذون الاعتماد على عنصر الشباب كثيرا وذلك ما قد يكون في صالح المنتخب الوطني الذي يمتلك أرمادة من النجوم الشباب القادرين على صنع الفارق وتقديم الإضافة للمنتخب والهدف يبقى واحدا سواء بالنسبة للمدرب أو رئيس الاتحادية أو اللاعبين أو حتى الجماهير الجزائرية التي تمني النفس بمنتخب قوي وشاب قادر على قول كلمته في العشر سنوات المقبلة في مختلف الاستحقاقات سواء الإفريقية في صورة كأس إفريقيا 2025 و2027 المقبلتين أو في مونديال 2026 وكتابة انجاز جديد للكرة الجزائرية في المحفل العالمي خصوصا وأن الإمكانيات متوفرة والمواهب موجودة ولا تحتاج سوى بعض الترتيبات من أجل المضي قدما نحو الهدف المنشود.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال