تدخل غدا الاحد، الحملة الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر، يومها الرابع، وسط تحركات مكثفة للمترشحين الثلاثة، ومساعديهم في الحملة، لعرض برامجهم الانتخابية، قصد كسب الأصوات وإقناع الناخبين بأنهم الأحق والأجدر بقيادة البلاد.
وعلى ذكر الحملة الانتخابية، كشف كل المترشحين الثلاثة، عن شعار حملته الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر المقبل، إذ عبد العالي حساني شريف رئيس حركة مجتمع السلم (حمس)، كلمة “فرصة” كشعار، في حين فضل المترشح يوسف اوشيش، الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس)، شعار “رؤية”، وكان شعار “من أجل جزائر منتصرة”، هو ما وقف عليه، المترشح الحر عبد المجيد تبون.
يوسف أوشيش: “نهدف لتعزيز الثقة بين المواطن والدولة وتقديم حلول واقعية للمشكلات لأجل إحياء الأمل”
اختار مرشح جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس)، للانتخابات الرئاسية المقبلة، يوسف أوشيش، شعار “رؤية للمستقبل” لحملته الانتخابية، التي يعتبرها موعدًا حاسمًا يمكّن الجزائريين من “تشكيل مستقبلهم وتلبية تطلعاتهم”، وفقاً لما ورد في برنامجه.
ويقدم المشروع الرئاسي ليوسف أوشيش، الذي سيتم عرضه على الناخبين طاول الحملة الانتخابية، مجموعة من المقترحات تهدف إلى “تعزيز الثقة بين المجتمع ومؤسسات الدولة، وتقديم حلول واقعية للمشكلات من أجل إحياء الأمل، خصوصاً بين الشباب”.
على الصعيد السياسي، تعهد مرشح جبهة القوى الاشتراكية، بإقامة “نظام شبه رئاسي يمنح صلاحيات أوسع للبرلمان، بهدف تحقيق التوازن الحقيقي بين السلطات، إلى جانب ضمان استقلالية القضاء من خلال إصلاح المحكمة الدستورية والمجلس الأعلى للقضاء”.
كما يتعهد بإصلاح الإدارة المحلية، عبر “تعزيز اللامركزية والديمقراطية التشاركية، مع منح السلطات المحلية المنتخبة صلاحيات أكبر واستقلالية أكثر”، بالإضافة إلى “إحداث تغييرات في التقسيم الإداري الوطني، من خلال إنشاء ولايات وبلديات جديدة وإلغاء الدائرة”.
وفيما يتعلق بالسياسة الاجتماعية، يركز برنامج يوسف أوشيش، على تعزيز القدرة الشرائية، متعهداً بـ “رفع الحد الأدنى للأجور إلى 40000 دينار، وإعفاء الأجور التي تقل عن 50000 دينار من الضريبة على الدخل، بالإضافة إلى تثبيت أسعار المواد الغذائية الأساسية”.
اقتصاديا، يقترح مرشح جبهة القوى الاشتراكية، “رؤية شاملة تهدف إلى الانتقال من اقتصاد الريع، عبر تنويع الاقتصاد، وتحسين بيئة الأعمال، وتحديث النظام المالي والبنكي، ومكافحة السوق السوداء”.
كما يتعهد باتخاذ إجراءات تهدف إلى تحقيق “السيادة الغذائية من خلال التخطيط الزراعي والإنتاج الحيواني وإدارة العقار الفلاحي”، بما في ذلك إنشاء وكالة وطنية للأمن الغذائي.
وفي محور الهوية والثقافة، يتعهد يوسف أوشيش، بتعزيز اللغة الأمازيغية كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، مع العمل على “إنشاء وكالة وطنية لحماية التراث التاريخي الجزائري وتعزيزه”، بالإضافة إلى إنشاء “مدينة لتطوير الفنون والسينما”.
أما في السياسة الخارجية، فإن يوسف أوشيش، يتعهد بتبني سياسة دبلوماسية نشطة، مع لعب دور بارز كوسيط في حل النزاعات الإقليمية، وتقوية تأثير الجزائر في القارة الإفريقية.
كما سيعمل على إعادة تقييم علاقات الجزائر مع جميع الشركاء الدوليين، بناءً على مبدأ المصلحة الوطنية، المعاملة بالمثل، والاحترام المتبادل، إضافة إلى إعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي، ومواصلة دعم القضايا الفلسطينية والصحراوية.
عبد المجيد تبون: “اعتزم مواصلة الإنجازات على الصعيد الاقتصادي.. تعزيز دعم الشباب والحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة”
أكد عبد المجيد تبون، المترشح الحر لرئاسيات 7 سبتمبر، التزامه بمواصلة السياسة الاجتماعية التي تهدف إلى دعم الفئات الهشة، وتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين، إلى جانب دفع عجلة التنمية الاقتصادية في مختلف المجالات.
وفي مداخلته خلال حصة “التعبير المباشر”، عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية، في إطار الحملة الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر، أكد تبون، عزمه على مواصلة “الإنجازات المحققة على الصعيدين الاقتصادي والمالي”، بالإضافة إلى “تعزيز دعم الشباب والحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة، واستمرار تنفيذ مشاريع الإسكان بمختلف أشكالها”.
وأشار المترشح الحر، إلى التزامه بمحاربة الظواهر السلبية والآفات، مثل الرشوة والفساد، مع التركيز على حماية الفئات الضعيفة، كذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى.
ويؤكد المترشح تبون، على أهمية رفع القدرة الشرائية للمواطنين، عبر تخفيض الضرائب وزيادة الأجور، حيث يهدف إلى مضاعفة الرواتب بنسبة 100% بحلول عام 2027، إضافة إلى رفع منح التقاعد.
كما أشار إلى أنه ملتزم بمحاربة التضخم، الذي انخفض من 11% إلى 6%، مما سيساعد في “تعزيز قيمة العملة الوطنية تدريجياً”.
على الصعيد المحلي، تعهد تبون، بإعادة النظر في قانون البلدية والولاية، مع توسيع صلاحيات المنتخبين، لتعزيز الديمقراطية على مستوى البلديات، بالإضافة إلى مراجعة التقسيم الإداري.
وفي سياق آخر، أشار المترشح الحر، إلى إنجازات عهدته الرئاسية الأولى، منها “استرجاع أموال الشعب المسروقة، من خلال تحرير نحو 285 إنابة قضائية عبر 32 دولة، والتي استهدفت 755 حساباً بنكياً”.
كما تناول تبون، التحديات التي واجهتها العهدة الرئاسية السابقة، مثل الأزمة العالمية الناجمة عن جائحة كوفيد-19، ومحاولات خلق ندرة في بعض المواد الأساسية، إضافة إلى الحرائق التي طالت بعض الولايات، مؤكداً أن الدولة الجزائرية “لم تتخل عن مواطنيها وعملت على تعويض المتضررين”.
وفي الجانب الاقتصادي، شدد المتحدث، على “استعادة القوة المالية للبلاد من احتياطي الصرف دون اللجوء إلى الاستدانة، وذلك لحماية استقلالية القرار السياسي للبلاد”.
للإشارة، ينشط يوم غد الأحد، المترشح الحر عبد المجيد تبون، أول تجمع شعبي له في إطار الحملة الانتخابية لرئاسيات السابع سبتمبر 2024.
وحسب خلية الإعلام لمديرية الحملة الانتخابية للمترشح تبون، فإن أول نشاط سيكون في ولاية قسنطينة اليوم الأحد.
عبد العالي حساني شريف: “برنامجنا هو فرصة جديدة لبناء اقتصاد قوي.. مجتمع متماسك وترقية الجزائر لتصبح دولة محورية”
يدخل عبد العالي حساني شريف، مرشح حركة مجتمع السلم (حمس)، رئاسيات 7 سبتمبر المقبل، السباق الانتخابي، ببرنامج يتمحور حول خمسة ركائز أساسية، يتصدرها التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والتي يراها “الركيزة الأساسية التي ترتكز عليها اهتمامات المواطن بشكل مباشر”.
ويشدد حساني شريف، في برنامجه، الذي يحمل شعار “فرصة”، على العمل لتحقيق “فرص جديدة للتقدم والازدهار عبر تعزيز دور مدرسة الوسطية والاعتدال، واستمرار الجهود لتحقيق التحول الديمقراطي والشراكة السياسية التي تترجم التغيير، مما يبعث الأمل والتفاؤل لدى الجزائريين، وخاصة الشباب، مع مواكبة التحول الرقمي والعلمي”.
كما يسعى البرنامج، إلى “ترقية مكانة الجزائر خلال السنوات القادمة لتصبح دولة محورية”، من خلال “إصلاح النظام السياسي، ترسيخ الحقوق والحريات، وتأكيد عناصر الهوية الوطنية”، مع تقديم “رؤية تنموية شاملة ومستدامة تضمن كرامة المواطن، تعزز الاقتصاد، تحقق الاكتفاء، وتشرك جميع الجزائريين في نمو وازدهار البلاد”.
ويرى المترشح حساني شريف، أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب “إقامة شراكة سياسية واسعة، تعميق الطابع الاجتماعي للدولة، صياغة نموذج اقتصادي طموح، وتعزيز مكانة الجزائر في الساحة الدولية”.
كما يلتزم بخدمة المواطن من خلال “حماية حقوقه وكرامته، تحسين قدرته الشرائية، وتوفير ظروف معيشة كريمة”.
وفي إطار التنمية الاقتصادية، يهدف مرشح حركة مجتمع السلم، من خلال برنامجه إلى “إرساء أسس اقتصاد اجتماعي متنوع ومستدام، يركز على الإنسان ويعتمد على المشاركة”، حيث يسعى إلى تحقيق “معايير نمو سريعة ومتوازنة، بيئة أعمال جاذبة، واستثمار فعال للثروة”.
وأكد بهذا الخصوص، أن برنامجه يقوم على بناء نسيج اقتصادي متنوع، مبني على دعم المؤسسات الاقتصادية المصغرة والناشئة، ولهذا الغرض سيعمل على “إعادة الاعتبار للمؤسسات الوطنية الكبرى، بشكل يساهم في الارتقاء بالاقتصاد الوطني وتوفير مناصب شغل للشباب”.
كما تطرق إلى صناعة السيارات في الجزائر، والتي لم تحقق –حسبه- النتائج المرجوة، مؤكدا أنه سيسعى في حال انتخابه رئيسا للجمهورية، إلى “إرساء صناعة حقيقية للسيارات، بتنويع الشراكات مع المؤسسات المتخصصة الكبرى، والعمل على صناعة سيارة جزائرية بأسعار معقولة”.
أما فيما يتعلق بالتنمية الاجتماعية، فإن برنامج حساني شريف، يركز على “التوزيع العادل للثروة الوطنية، حماية الفئات الضعيفة، ودعم استقرار الأسرة وتماسك المجتمع”.
كما يتطلع إلى “تطوير المعرفة والعلوم، تشجيع البحث العلمي، ترسيخ الانتماء للأمة، وتطوير التراث الثقافي”، إلى جانب “تنشيط دور الذاكرة الوطنية وتحفيز الإبداع والابتكار”.
عليوان شكيب
مناقشة حول هذا المقال