مع دخول الحرب على غزة يومها الـ 304، يترقب العالم ضربة إيرانية محتملة على الكيان الصهيوني رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر، في وقت رجح فيه مسؤول إسرائيلي في تصريح لهيئة البث أنّ يستمر الهجوم المحتمل لعدة أيام، مضيفاً أنّ الهجوم المحتمل قد يشمل صواريخ ومسيّرات قادمة من الشرق والشمال.
وأول أمس الأحد، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرتين جديدتين باستهدافه مدرستين تؤويان نازحين في حي النصر، غربي مدينة غزة، راح ضحيتهما 30 شهيداً وعشرات المصابين، وفق حصيلة أولية. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان، إن جيش الاحتلال الصهيوني “ارتكب مجزرتين مروّعتين بمدينة غزة، الأولى في مدرسة حسن سلامة والثانية في مدرسة النصر، راح ضحية المجزرتين 25 شهيداً وعشرات الإصابات، بينها إصابات خطرة”. ولاحقاً، أعلن الدفاع المدني في غزة ارتفاع عدد شهداء المجزرتين إلى 30.
وعلى صعيد جهود التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، أضاف رئيس المدعو “بنيامين نتنياهو” شروطاً جديدة إلى مقترح صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، منها شرط يتضمن إبعاد قرابة 150 أسيراً فلسطينياً من المتهمين بقتل إسرائيليين إلى خارج البلاد، وفق إعلام عبري. وحسب العديد من المصادر فإن نتنياهو أضاف عدداً من الشروط إلى الخطوط العريضة لصفقة تبادل الأسرى، من بينها ترحيل عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين سيجري إطلاق سراحهم من السجون في الضفة الغربية إلى الخارج، وحسب ذات المصادر فإن عددهم قرابة 150 سجين.
الكيان الصهيوني يسلم جثامين 84 فلسطينياً من غزة
سلمت قوات الإحتلال عبر الصليب الأحمر الاثنين جثامين 84 فلسطينيا من قطاع غزة.
وذكرت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) أن عملية التسلم جرت عبر معبر كرم أبو سالم، مشيرة إلى أنه تم دفن الجثامين بالمقبرة التركية جنوب خان يونس في غزة.
ونشر فلسطينيون مقطع فيديو يوثق التجهيزات وعمليات الحفر لقبر جماعي داخل المقبرة التركية في مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ”حماس” في قطاع غزة الاثنين أن حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة بلغت 39623 قتيلا على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت بين من نقل إلى المستشفيات “40 شهيداً… خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة” حتى صباح الاثنين. وأشارت إلى أن إجمالي عدد الجرحى “بلغ 91469 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي”
أونروا “انتشار متزايد للأمراض المعدية في غزة”
حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية، في جميع أنحاء قطاع غزة، وسط ندرة مزمنة في المياه وغياب الوسائل اللازمة لإدارة النفايات والصرف الصحي بشكل مناسب.
وذكر مركز إعلام الأمم المتحدة أن “الأونروا” أكدت أنه تم تسجيل نحو 40 ألف حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ) في ملاجئها ومراكزها الصحية منذ أكتوبر الماضي، وفي الوقت نفسه، يستعد شركاء الصحة لأسوأ سيناريو محتمل لتفشي شلل الأطفال.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت، في وقت سابق، أن الجهود جارية للحصول على اللقاحات. ودعت إلى وقف إطلاق النار، وعلى الأقل فتح الطرقات وتوفير وصول آمن بهدف السماح للشركاء بالوصول للجميع في غزة بالتطعيمات اللازمة.
وقفة تضامنية أمام مقر الأمم المتحدة بدمشق دعماً لأهالي غزة والأسرى الفلسطينيين
نظمت فصائل المقاومة الفلسطينية أمس وقفة تضامنية مع أهالي قطاع غزة، ودعماً للأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الصهيوني، وذلك أمام مقر الأمم المتحدة بدمشق.
وحمل المشاركون بالوقفة العلمين السوري والفلسطيني وصوراً للأسرى في معتقلات الاحتلال ولافتات عبرت عن التضامن مع أهالي غزة، منددين بالجرائم والانتهاكات الإسرائيلية اليومية بحق المدن والقرى الفلسطينية وعمليات القتل الممنهجة والاعتقالات بالضفة الغربية والقدس المحتلة، في إطار المشروع الصهيوني القائم على الاستيطان والضم والتهجير وتقويض أي إمكانية لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة.
وفي مذكرة موجهة للأمين العام للأمم المتحدة طالب المشاركون في الوقفة بإنهاء العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني والإسراع بإدخال المساعدات الطبية والغذائية إلى قطاع غزة، ووقف الاقتحامات والقتل والاعتقالات اليومية في المدن والقرى الفلسطينية، ووضع حد لكل أشكال التعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين والإفراج عنهم.
وأكد المشاركون ضرورة الوقف الفوري للانتهاكات الصهيونية بحق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والسماح لمنظمة الصليب الأحمر الدولي بالوصول إلى الأسرى في معتقلات الاحتلال والاطلاع على أوضاعهم، والإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة لدى الكيان الغاصب.
حماس تواصل العمل لاختيار خليفة هنية
لا تزال قيادة حركة حماس (مجلس الشورى) تجري مشاورات داخلية، قبل عقد اجتماعها العام، لاختيار رئيس مكتب سياسي جديد خلفا لإسماعيل هنية، حيث نفى مصدر مطلع في الحركة ما أشيع حول اختيار رئيس مجلس الشورى مؤقتا لهذا المنصب حتى إجراء الانتخابات القادمة بعد أشهر.
وحسب المصدر، فإن المشاورات التي يقوم بها مجلس الشورى لا تزال قائمة، وتشمل امتزاج الآراء لمعرفة أكثر الأسماء التي عليها توافق لتولي هذا المنصب من بين الأسماء المرشحة.
وكان من المفترض حسب النظام الداخلي للحركة أن يعقد “مجلس الشورى” اجتماعه في اليوم الثالث لعزاء رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، الذي اغتاله الكيان الصهيوني في العاصمة الإيرانية طهران، غير أن استمرار المشاورات الداخلية أجل الجلسة.
وكانت قيادة الحركة أصدرت بيانا، أكدت فيه أنه ومنذ الساعات الأولى لعملية الاغتيال، تداعى المكتب السياسي للحركة وهيئة مجلس شوراها، إلى اجتماعات عاجلة “سادتها المعاني الإيمانية والأخوية، ونقاشات معمَّقة اتسمت بالمسؤولية العالية”، لافتة إلى أنه تم الاتفاق على مجموعة من النقاط.
وقالت “إن الحركة تمتاز بمؤسسيتها العالية، وشوريتها الراسخة التي عكستها الوقائع والأحداث خلال العقود الماضية التي شهدت استشهاد عدد من قياداتها، إذ كانت تسارع إلى اختيار بدائل عنهم وفق لوائح وأنظمة الحركة”، موضحة أنه بعد استشهاد هنية باشرت قيادة الحركة بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة.
وأوضحت أن مؤسساتها التنفيذية وأطرها الشورية تواصل أعمالها، “ولديها الآليات الفاعلة والعملية لاستمرار مسيرة المقاومة في أصعب الظروف”، وقالت إنها ستبادر إلى الإعلان عن نتائج مشاوراتها حال الانتهاء منها، ونفت ما تتداوله بعض وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي عن تكليف أسماء معينة بشغل موقع رئاسة الحركة، وقالت إنه “لا أساس لذلك من الصحة”
وفي دلالة على ذلك، كان عضو المكتب السياسي لحماس ونائب رئيس الحركة في غزة خليل الحية، قال في اليوم الثالث من عزاء هنية مساء الأحد في العاصمة القطرية “نحن قيادة موحدة بفضل الله، نعقد اجتماعاتنا وندير أعمالنا بكل مسؤولية وبكل حب بيننا، وإن شاء الله تعالى، ما هي إلا أيام وننهي مشاوراتنا لاختيار قائد جديد لحركة حماس”.
وقد أكد الحية أن هنية قضى شهيداً على طريق مبادئ الشعب الفلسطيني وقضيته، وأضاف “نحن نقول لكم، وليشهد القاصي والداني أننا سنبقى أوفياء لشعبنا ولأمتنا ولشهدائنا ولأبطالنا ولإسماعيل هنية” وتابع “وسنمضي على طريق النضال والجهاد والمقاومة حتى تحرير فلسطين بإذن الله سبحانه وتعالى”
ومضى يقول “إرادتنا قوية صلبة، لا يكسرها استشهاد قائد ولا اثنين ولا ثلاثة، فنحن ماضون بإذن الله”
ووفق ما يتردد داخل أروقة الحركة فإن هناك عدة مرشحين يتنافسون على هذا المنصب، وهم رؤساء الحركة في الخارج خالد مشعل وفي غزة يحيى السنوار وفي الضفة زاهر جبارين، إضافة إلى عضو المكتب السياسي المعروف خليل الحية.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال