فيما يواصل الاحتلال الصهيوني حربه الشرسة على قطاع غزة لليوم الـ 325 على التوالي، غادر وفد المفاوضات الصهيوني القاهرة حاملاً معه نتائج اجتماع الوسطاء من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما غادر لاحقاً وفد حركة حماس متجهاً إلى الدوحة للتباحث مع قيادة الحركة بشأن ما عرض عليه من أطروحات من جانب المسؤولين في مصر، ووفقاً لعديد من المصادر فقد تضمنت المقترحات المقدمة محاولات للقبول باتفاق جزئي في الوقت الراهن، مع تأجيل استكمال باقي المراحل لاحقاً.
كما تشير ذات المصادر إلى أن المفاوضات العامة بشأن التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غزة تشهد حتى الآن تعثراً، في ظل رفض الكيان الانسحاب الكامل من قطاع غزة، أو التعهد بوقف نهائي لإطلاق النار، وهي المسائل التي لا تقبل حركة حماس بتجاوزها.
ميدانياً، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الأحد، قصف مدينة تل أبيب بصاروخ من طراز “مقادمة M90“، وذلك “رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين والتهجير المتعمد لأبناء شعبنا”. وجاء قصف كتائب القسام لتل أبيب في اليوم الـ 324 لحرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وفي آخر إحصائياتها، أفادت وزارة الصحة في غزة بارتكاب قوات الاحتلال الصهيوني خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ثلاث مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 71 شهيداً و112 مصاباً، ما يرفع مجمل حصيلة العدوان الصهيوني الغاشم على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 40 ألفاً و405 شهداء و93 ألفاً و468 مصابا.
الكيان الصهيوني يمهد لإقتحام مستشفى شهداء الأقصى
يمضي الاحتلال الصهيوني في إصدار أوامر الإخلاء في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مهجرا الفلسطينيين من بقعة إلى أخرى، ومفاقما الأزمة الإنسانية وسط الحرب التي تواصل قواته شنها. ومن بين أوامر الإخلاء الأخيرة، ما وجه إلى سكان منطقة قريبة من مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وسط القطاع، وهو ما دفع منظمة أطباء بلا حدود التي تشغله ووزارة الصحة الفلسطينية في القطاع إلى المطالبة بحماية المنشأة الطبية ومن في داخلها، سواء المرضى أو الجرحى أو الأطقم العاملة فيها.
وقد أكدت منظمة أطباء بلا حدود، بحسب إفادة نشرتها في وقت مبكر من الاثنين، في سلسلة تدوينات على موقع إكس، أنّ قوات الإحتلال أصدرت أوامر إخلاء استهدفت فيها المنطقة الواقعة إلى جوار مستشفى شهداء الأقصى، وقد “أجبرت الناس على الفرار”، وأشارت إلى أن “انفجاراً وقع على بعد نحو 250 مترا (من المستشفى) أثار الهلع بين أشخاص كثيرين فضلوا مغادرة المستشفى“.
ولم تخف المنظمة أنّها تدرس احتمال “تعليق العمل بوحدة رعاية الجروح في الوقت الراهن، في حين تحاول الحفاظ على العلاج المنقذ للحياة”. أضافت أنّ من بين نحو 650 مريضاً (وجريحا ضمنا)، لم يتبقَّ في المستشفى إلا 100 مريض، من بينهم سبعة في وحدة العناية المركزة وفقاً لوزارة الصحة”.
وزارة الصحة تعلن عودة الخدمات الطبية في مستشفى غزة الأوروبي
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، إعادة تشغيل مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس جنوب القطاع، بعد إعادة تأهيله.
وأوضحت الصحة، في بيان صحفي الأحد، أن المستشفى أعيد تشغيله بعد 50 يوما من خروجه عن الخدمة، وذلك رغم شح الإمكانيات وصعوبة التشغيل.
وفي الثالث من جوان، خرج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة بعد أن اضطرت طواقم المستشفى لنقل الأجهزة الطبية والمعدات من داخل المستشفى، وإخلائه من الجرحى والمرضى، إثر تهديدات الاحتلال الصهيوني وأوامر إخلاء قسري أصدرها للمواطنين في مناطق شرق مدينة خان التي حيث يوجد المستشفى.
وأوضحت الوزارة أن المستشفى سيقدم خدماته في التخصصات الرئيسية؛ الجراحية، والأطفال، والباطنة، على مدار الساعة.
وذكرت أن مدير عام المستشفيات د. محمد زقوت تفقد برفقة عدد من المسؤولين المستشفى الأوروبي مع البدء بإعادة تشغيله.
الاحتلال يهجر 250 ألف فلسطيني قسراً من دير البلح خلال 72 ساعة
أعلنت بلدية دير البلح وسط قطاع غزة، الاثنين، أن الـ 72 ساعة الأخيرة شهدت تعرض 250 ألف فلسطيني للتهجير القسري وخروج 25 مركز إيواء عن الخدمة، إضافة إلى خروج عدد من منشآت الخدمة الإنسانية ومستشفى شهداء الأقصى الحكومي الوحيد الذي لا يزال يعمل في جنوب قطاع غزة عن الخدمة.
ووفقا لبيان البلدية يقيم في مدينة دير البلح نصف سكان قطاع غزة تقريبا، مما يضاعف معاناة الأهالي مع فرض الاحتلال الصهيوني تهجيرا جديدا لأحياء جديدة في الشمال الشرقي للمدينة، حيث تسببت القرارات الأخيرة التي فرضها الاحتلال في خروج أربع آبار مياه جديدة عن الخدمة ليصبح عدد الآبار التي خرجت عن الخدمة 14 بئرا كانت تغذي قريبا من 70% من الموجودين في المدينة مما سيفاقم على الأهالي وصعوبة حصولهم على الماء وكذلك. إضافة إلى تهديد لخزان مياه رئيس في المدينة للخروج عن الخدمة بسبب تواجده بحوار مستشفى الأقصى وهو الخزان الوحيد المتبقي بعد خروج خزانين سابقين عن الخدمة بسبب وقوعها في منطقة عمليات العدو الصهيوني.
وحذرت بلدية دير البلح من مخاطر مغادرة عدد من مؤسسات الإغاثة الدولية والتي كانت تقدم خدمة الإغاثة للأهالي من المنطقة، مما سينتج عنه مضاعفة أزمة الغذاء التي تعاني منها المنطقة بسبب إغلاق معبر رفح منذ أربعة أشهر.
ودعت البلدية المجتمع الدولي للتدخل العاجل لتمكين طواقم الخدمة الإنسانية العاملة في الميدان الإنساني من بلديات ومستشفيات وجمعيات إغاثة من القيام بواجبها الإنساني لتقديم الخدمة المطلوبة منها للمواطنين.
هيومن رايتس: الجيش الإحتلال عذب عاملين صحيين
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الجيش الصهيوني احتجز تعسفياً فلسطينيين يعملون في مجال الرعاية الصحية في غزة منذ العدوان الصهيوني على غزة، ورحّلهم إلى منشآت الاحتجاز في الأراضي المحتلة، ويزعم أنه عذبهم وأساء معاملتهم، مشيرة إلى أن احتجاز الكوادر الطبية في سياق الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتكررة على المستشفيات في غزة يساهم في التدهور الكارثي لنظام الرعاية الصحية في القطاع المحاصر.
ووصف أطباء وممرضون ومسعفون مفرج عنهم لـ”هيومن رايتس ووتش” سوء المعاملة في سجون الإحتلال، بما يشمل الإذلال، والضرب، والوضعيات المجهدة القسرية، والتقييد وعصب الأعين لفترات طويلة، والحرمان من الرعاية الطبية، وأبلغوا أيضاً عن تعرضهم للتعذيب، بما في ذلك الاغتصاب والاعتداء الجنسي من قبل القوات الصهيونية، والحرمان من الرعاية الطبية، وظروف الاحتجاز السيئة لعموم المحتجزين.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال