على بعد شهر تحديدا من اليوم، ستكون الجزائر على موعد مع أكبر حدث انتخابي في البلاد، الانتخابات الرئاسية المسبقة، التي قرر رئيس الجمهورية، تسبيقها عن موعدها وستقام في الـ 07 من سبتمبر المقبل. حيث أنه بعد القرار ترشح العديد من الشخصيات. لكن في الأخير اختارت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات والمحكمة الدستورية، ملفات ثلاثة مترشحين فقط. كانوا قد اجتازوا وحققوا كل الشروط اللازمة للترشح، في هذ الورقة سوف نستعرض السيرة الذاتية لكل مترشح لرئاسيات 7 سبتمبر.
عبد المجيد تبون (مترشح حر)
ولد عبد المجيد تبون، بتاريخ 17 نوفمبر 1945 بالمشرية ولاية النعامة، ثمانية أشهر بعد ولادته، تنقلت عائلته من ولاية النعامة للعيش في ولاية سيدي بلعباس. بسبب مضايقات وتعسف المستعمر الفرنسي (الإدارة، الدرك.. إلخ) ضد والده بسبب خطاباته الوطنية، بالنظر إلى انتمائه إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
بدأ عبد المجيد تبون، مسيرته الدراسية بالمدرسة الابتدائية “أفيونس” بولاية سيدي بلعباس، ثم المدرسة الحرة للأئمة، في سنة 1953. وبعد حادث عائلي، قام والد عبد المجيد تبون، بإرساله إلى البيض، للعيش عند خاله حمادة، لمواصلة الدراسة في الطور الابتدائي.
تمكن عبد المجيد تبون، من إتمام دراسته في الطور الابتدائي. واجتياز امتحان مسابقة الطور المتوسط (السنة السادسة)، سنة 1957، بعدها درس في الثانوية الجهوية (الإسلامية الفرنسية). المعروفة باسم “المدّرسة” ثم في ثانوية بن زرجب.
في عام 1965، حصل عبد المجيد تبون، على شهادة البكالوريا بتفوق. مما أهله للتقدم إلى مسابقة الدخول للمدرسة الوطنية للإدارة، من بين 600 مترشح، كان عبد المجيد تبون من بين 37 طالبًا فقط تمكنوا من النجاح في هذه المسابقة الصعبة. حيث تخرج في 1969 متخصصًا في الاقتصاد والمالية، ضمن دفعة “الشهيد البطل العربي بن مهيدي”.
بدأ تبون، مسيرته المهنية في ولاية الساورة سابقا، التي كانت تضم آنذاك بشار، تندوف وأدرار، بعد أدائه للخدمة الوطنية بين 1969 و1971. عاد ليواصل مسيرته الإدارية حيث تقلد العديد من المناصب الهامة، بدأ كإداري، ثم مكلف بمهمة. قبل أن يتم ترقيته إلى أمين عام بولاية الجلفة التي كانت حديثة النشأة آنذاك في عام 1974. بعد ذلك، تم تحويله إلى ولاية أدرار في 1976، ثم إلى ولاية باتنة في 1977، وأخيرًا إلى ولاية المسيلة في 1982.
في 1983، عين واليًا على ولاية أدرار، ثم انتقل إلى ولاية تيارت في 1984. وولاية تيزي وزو في 1989.
بفضل خبرته وكفاءته، التحق بحكومة سيد أحمد غزالي في 1991 كوزير منتدب مكلف بالجماعات المحلية. وهي مسؤولية كبيرة تركت بصمة واضحة في مسيرته السياسية، ترك الحكومة في 1992.
في عام 1999، تم استدعاؤه مجددًا للحكومة ليشغل منصب وزير الاتصال والثقافة، ثم وزيرًا منتدبًا مكلفًا بالجماعات المحلية للمرة الثانية. بعدها تولى وزارة السكن والعمران بين 2001 و2002، واستدعي مرة أخرى لنفس الوزارة في 2012، في عام 2017 تولي منصب وزير التجارة بالنيابة. وفي ماي من السنة ذاتها عُين وزيرًا أول.
انتخب عبد المجيد تبون، رئيسا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في الانتخابات الرئاسية التي أقيمت بتاريخ 12 ديسمبر 2019 بنسبة 58.13%.
يوسف أوشيش (الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الإشتراكية)
يوسف أوشيش، هو شخصية سياسية بارزة في الجزائر، ولد في جانفي سنة 1983 بمدينة بوغني في ولاية تيزي وزو. ونشأ في عائلة بسيطة تنحدر من بلدية آس يوسف. تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مسقط رأسه، وحصل على شهادة الباكالوريا، قبل أن يلتحق بجامعة الجزائر. حيث حصل على شهادة ليسانس في العلوم السياسية، تخصص العلاقات الدولية.
منذ سنواته الجامعية، أبدى أوشيش، اهتمامًا كبيرًا بالعمل النقابي. حيث تولى مسؤولية في أحد التجمعات الطلابية المستقلة، ما كان بداية لمشواره السياسي.
بدأ أوشيش، مسيرته المهنية كصحفي في إحدى اليوميات الوطنية من عام 2008 إلى 2012، بعد ذلك. انتقل للعمل كملحق برلماني في الفترة من 2012 إلى 2017، حيث اكتسب خبرات قيمة في العمل السياسي والتشريعي.
في سن مبكرة، انضم يوسف أوشيش، إلى حزب جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس) وكان عمره حوالي 19 عامًا. خلال فترة انخراطه في الحزب، تقلد العديد من المناصب الهامة، بما في ذلك انتخابه أمينًا أولًا للفرع الجمعي بجامعة الجزائر بين 2005 و2007. كما شغل مناصب رئيسية في الحزب مثل أمين وطني للحركة الجمعوية من 2011 إلى 2013، أمين وطني للإعلام والاتصال من 2013 إلى 2016. وأمين وطني للتنظيم من 2016 إلى 2017، بالإضافة إلى ذلك، تولى منصب الأمين الوطني الأول بالنيابة في مناسبتين عامي 2014 و2016.
في نوفمبر 2017، تم انتخاب يوسف أوشيش، رئيسًا للمجلس الشعبي لولاية تيزي وزو. ما عكس الثقة الكبيرة التي يضعها فيه أعضاء الحزب، لاحقًا، في جويلية 2020، عينته الهيئة الرئاسية للحزب كأمين وطني أول. وفي 2022، تم انتخابه عضوًا في مجلس الأمة عن ولاية تيزي وزو، مما يعزز مكانته كأحد الشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي الجزائري. وفي 24 ديسمبر 2022، توج مسيرته بانتخابه بالإجماع على رأس حزب جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس). ليقود الحزب في مرحلة جديدة من تاريخه.
عبد العالي حساني شريف (رئيس حركة مجتمع السلم)
عبد العالي حساني شريف، هو شخصية بارزة في الساحة السياسية الجزائرية، وُلد في عام 1966 بمدينة مقرة في ولاية المسيلة، منذ سنوات شبابه، كان ملتزمًا بالتعليم والتطوير الشخصي. حيث حصل على شهادة مهندس دولة في الهندسة المدنية عام 1992 من جامعة محمد بوضياف بالمسيلة، مما يعكس تفوقه الأكاديمي والتقني. لم يتوقف طموحه عند هذا الحد، بل واصل مسيرته التعليمية بحصوله على شهادة ليسانس في العلوم القانونية والاجتماعية، من الجامعة نفسها عام 2004، مما أضاف إلى خبراته بُعدًا قانونيًا واجتماعيًا مهمًا.
منذ بداية مسيرته المهنية والسياسية، لعب حساني شريف. دورًا حيويًا في حركة مجتمع السلم (حمس)، حيث بدأ كعضو في المكتب الولائي للحركة بولاية المسيلة عام 1995. بفضل عمله الدؤوب والتزامه بأهداف الحركة، تم انتخابه نائبا في المجلس الشعبي الولائي من 2002 إلى 2007. وبعدها نائبا في المجلس الشعبي الوطني بين سنتي 2007 و2012، حيث قدم إسهامات جلية في تطوير السياسات العامة ومتابعة القضايا الوطنية.
في عام 2008، تم انتخابه لرئاسة المكتب الولائي لحركة مجتمع السلم بولاية المسيلة. وهو المنصب الذي عزز من خلاله تأثيره السياسي والتنظيمي على الصعيدين المحلي والوطني. بعد مرور عشر سنوات من العمل الفعّال في المكتب الوطني للحركة. وتحديدًا بين 2013 و2023. تم تزكيته بالإجماع كرئيس لحركة مجتمع السلم في مؤتمرها الثامن الذي عقد في مارس 2023، خلفًا لعبد الرزاق مقري.
بهذا التتويج، أصبح عبد العالي حساني شريف، خامس رئيس لحركة مجتمع السلم (حمس). حيث يتولى مسؤولية قيادة واحدة من أبرز الحركات السياسية في الجزائر.
إعداد: عليوان شكيب
مناقشة حول هذا المقال