شهدت الأسواق المالية العالمية خصوصا سوق البورصة العالمي، هذا الأسبوع، تراجعاً حاداً. أثار قلقاً واسعاً بين المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي.
بدأت موجة الهبوط، بعد أن أعلن بنك اليابان، بشكل مفاجئ عن رفع أسعار الفائدة. مما أدى إلى انهيار مؤشر “نيكاي” الياباني، بأكثر من 12% في يوم واحد، في واحدة من أكبر الخسائر اليومية منذ “الإثنين الأسود” في عام 1987.
الأسواق الأوروبية والأمريكية، لم تكن بمعزل عن هذا الهبوط، حيث تراجع مؤشر “ناسداك” التكنولوجي. بنحو 9% خلال يومين فقط، مما يعكس مدى تأثر الأسواق المالية العالمية بالسياسات النقدية المفاجئة.
هذا الانهيار لم يكن نتيجة قرار بنك اليابان وحده، بل ترافق مع مخاوف متزايدة من دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود. بعد صدور تقرير وظائف ضعيف لشهر جويلية الجاري، التقرير أظهر نمواً أقل من المتوقع في عدد الوظائف وزيادة في معدل البطالة إلى 4.3%. وهو ما أثار قلق المستثمرين حول قدرة الاقتصاد الأمريكي على تحقيق “هبوط ناعم” دون الدخول في ركود.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت مستويات القلق بين المستثمرين بسبب تقلبات حادة في أسعار العملات. حيث أدى ارتفاع قيمة “الين” الياباني، إلى خسائر فادحة في الاستثمارات المعروفة بتداول “الين كاري”. هذه الاستثمارات تعتمد على الاقتراض بالين ذي الفائدة المنخفضة للاستثمار في أصول ذات عوائد أعلى، ومع ارتفاع قيمة الين. وجد المستثمرون أنفسهم في مواجهة خسائر غير متوقعة.
تسببت هذه الأحداث في تبخر ما يقارب 3 ترليون دولار من القيمة السوقية للأسهم العالمية في غضون أيام قليلة. هذه الخسائر الفادحة تعكس هشاشة الأسواق المالية في مواجهة التغيرات المفاجئة في السياسات النقدية والمخاوف الاقتصادية. وتزيد من حالة الترقب والحذر بين المستثمرين في الفترة المقبلة.
عليوان شكيب
مناقشة حول هذا المقال