أسالت مباراة اتحاد الجزائر أمام نظيره نهضة بركان المغربي حبر الصحافة المحلية والعالمية على حد سواء رغم أن المباراة لم تلعب ذهابا وإيابا ولم يعطي فيها الحكم شارة الانطلاق بسبب ما فعله النادي المغربي ومحاولته اخراج المباراة عن نطاقها الرياضي بالقدوم الى الجزائر بأقمصة تحمل خريطة لا تمت للواقع بصلة وغير معترف في المنظمات الدولية.
الإتحادية الجزائرية لكرة القدم ونادي اتحاد الجزائر تصرفت مع القضية بحكمة كبيرة وطبقت قوانين “الكاف” و”الفيفا” بحذافيرها ووفرت أقمصة مغايرة للنادي المغربي لا تحمل تلك الخريطة المزيفة وذات جودة عالية الا أن الفريق المغربي رفض الدخول الى المباراة وأصر على اللعب بتلك الأقمصة التي تحمل شعارات منافية لمبادئ كرة القدم والرياضة بصفة عامة.
لكن الأمر الذي يدعو الى الحيرة في قضية اتحاد الجزائر ونظيره المغربي هو قرارات الإتحاد الإفريقي لكرة القدم التي اعتبرت اتحاد الجزائر خاسرا بثلاثة أهداف دون مقابل رغم دخوله أرضية الملعب وتوفيره لكل شيء للفريق الضيف، واعتبرته خاسرا كذلك بثلاثة أهداف دون مقابل في مباراة الإياب على الأراضي المغربية رغم أنه لم يدخل الى أرضية الميدان.
“التاس” رفضت الطالب الاستعجالي لاتحاد الجزائر من أجل تأجيل النهائي رغم استيفائه كل الشروط
هذا ورفضت محكمة التحكيم الرياضي بلوزان، طلب نادي اتحاد الجزائر بتجميد نهائي كأس “الكاف”، ورغم أن طلب اتحاد الجزائر، حامل لقب الطبعة الأخيرة، يستوفي الشروط المنصوص عليها في المادة 37 من قانون “التاس”، إلا أن رئيس المحكمة رفضت طلب التجميد.
وتنص المادة 37 من قانون “التاس” صراحة على أن طلب تجميد منافسة يرتكز على مدى تقدير رئيسة المحكمة للضرر الجسيم الذي قد يتعرض له صاحب الطلب ومدى سلامة مبرراته المودعة في الشكوى ومصلحته من وراء طلب التجميد مقارنة بالمنافس.
ورغم استيفاء اتحاد الجزائر لشرط طلب التجميد إلا أن رئيسة محكمة لوزان رفضت طلب إتحاد الجزائر.
نادي نهضة بركان المغربي يمتلك تاريخا أسود في الكولسة
هذا ولا تعتبر قضية اتحاد الجزائر هي الأولى من نوعها بالنسبة لنادي نهضة بركان المغربي، الذي وعلا ما يبدوا أنه متمرس في الكولسة والطرق الملتوية تماما كالهيئة الكروية التي ينتسب لها، ففي سنة 2022 أصدر نادي تي بي مازمبي بيانا يؤكد فيه طرد محضره البدني أليكس كوبولاني، بسبب تهمة إغراء حارس مرمى الفريق، للمساهمة بالغياب عن مواجهة نهضة بركان لحساب ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
وأكد الفريق الكونغولي من خلال بلاغ له نشره على موقعه الرسمي آنذاك، أن المعد البدني الفرنسي ارتكب خطأً فادحاً، إذ زعم مازيمبي أنه ساهم في إقصائه أمام نهضة بركان من خلال إغراء حارس مرماه لتفويت اللقاء، مقابل قيمة مالية بلغت 40 ألف يورو، مقدمة من إدارة الفريق البركاني، حيث بعث النادي بمراسلة إلى المعد البدني تتضمن ذلك.
جدير بالذكر أن نهضة بركان كان قد فاز على نظيره “تي بي مازيمبي الكونغولي” في مدينة بركان بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف واحد، في إياب نصف نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم.
وبذلك تتأكد الشكوك ويزاح الضباب حول قضية الأقمصة التي أثارت جدلا واسعا ويثبت أن النادي المغربي الذي كان مملوكا لرئيس الجامعة المغربية “فوزي لقجع” امتهن ممارسة مثل هاته السيناريوهات بمساعدة مختطف “الكاف” من أجل الوصول الى منصات التتويج في البطولات القارية، لكن كيف سيكون طعم تتويج نهضة بركان المغربي بكأس الكونفدرالية هذا الموسم ان تفوق على نادي الزمالك المصري في النهائي؟ وهل ستفرح الجماهير المغربية بتتويج غير رياضي جاء بالطرق الملتوية والكولسة؟
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال