تعرض نادي اتحاد الجزائر الى حملة استفزازات كبيرة مارسها نادي نهضة بركان المغربي، الذي حل أول أمس بأرض الوطن تحسبا لمباراة أبناء سوسطارة في ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، واستقبل النادي المغربي استقبال الأشقاء من طرف مسيري نادي اتحاد الجزائر، لكن هذا الأخير لم يأت الى الجزائر للتنافس الرياضي بل جاء مصمما على افتعال المشاكل ومحاولة خلق الارباك، وإخراج مسرحية لا تمت بأي صلة للرياضة ولمبادئ كرة القدم، ولكن هيهات..
الهيئات الوطنية المخولة وبمطار هواري بومدين الدولي ضبطت ورصدت تواجد شعارات سياسية على أقمصة لاعبي النادي المغربي، بشكل مغاير لأخلاقيات الرياضة وقوانينها، فقررت حجز تلك الأقمصة المخالفة للوائح وقوانين الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”.
واقترحت مديرية المطار على الفريق المغربي قمصان جديدة لا توجد فيها شعارات سياسية ممنوعة، لكن النادي المغربي لم يكن متعاونا في الإجراءات وحاول خلق نوع من الفوضى والتأويلات.
كما حاولت بالموازاة وسائل اعلام مغربية استغلال الظرف والشروع في استنساخ الدعاوى والاقاويل والترويج لما اسمته باحتجاز النادي المغربي من طرف السلطات الجزائرية لكن الصور المنشورة والفيديوهات كانت تشير الى عكس ذلك تماما، حيث كان لاعبو النادي المغربي يتجولون بكل حرية في مطار هواري بومدين والتقطوا بعض الصور مع المسافرين ولم يتعرضوا لأي مضايقات تذكر، بل استقبلوا بما تقتضيه آداب واخلاقيات الضيافة والتكريم.
قانون الإتحاد الإفريقي واضح في هذا الشأن
تعتبر كرة القدم من بين الرياضات الأكثر شعبية في العالم لما تحمله من أهداف وقيم أخلاقية وتربوية ، وما فعله نادي نهضة بركان المغربي بهذه المناسبة سيبقى وصمة عار في سجله الرياضي لاسيما بالنظر لطريقة الاستقبال المعبرة على الاصالة.
النادي المغربي حاول من البداية إخراج المباراة عن نطاقها الرياضي و”تسييسها” بعد إصراره الكبير على لعب مباراة ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية أمام اتحاد العاصمة بأقمصة تحمل شعارات سياسية منافية لمبادئ وقوانين وأحكام كرة القدم.
وتدخل الهيئات الوطنية في مطار هواري بومدين الدولي بمنع النادي من ادخال أقمصة تحمل شعارات سياسية هو رسالة تؤكد يقظة وحرص على تطبيق القوانين، حيث تنص قوانين المسابقات التابعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، في الفصل السادس الخاص بأقمصة اللاعبين على ضرورة ارتداء قميص مسموح به من قبل الدولة المضيفة، وتشدد على أن يكون موافق للوائح.
وتشدد اللائحة في الفقرة السابعة على أن يحضر كل فريق زائر على نوعين من الأطقم بحيث لا يحتوي الطقم الثاني على أي إشهار أو دعاية.
وبالنسبة لقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، فإن المادة الرابعة بالفقرة الأولى والثانية تمنع استعمال أي رموز سياسية أو دينية أو ما يميز بين أي بلد أو شخص أو مجموعة بسبب العرق والدين والسياسة.
وتحرص قوانين “الفيفا” على أن ألا يحتوي العتاد الرياضي على أي شعارات أو بيانات أو صور سياسية أو دينية أو شخصية، وتعاقب كل من يستعمل ذلك.
وتلتزم “الفيفا” من خلال لوائحها بأن تبقى محايدة في الأمور السياسية والدينية، ولذلك فإن ما حدث لنادي نهضة بركان مخالف للوائحها، بحيث تلتزم “الفيفا” بالقوانين الدولية، ولا يمكن أن تسمح باعتماد خريطة لا تعتمدها الأمم المتحدة أو الاتحاد الإفريقي.
النادي المغربي حاول بشتى الطرق “تسييس” المباراة وإخراجها عن نطاقها الرياضي
ورغم كل هذا، لم تعدل إدارة نادي نهضة بركان عن قرارها، محاولة بشتى الطرق اللعب بقميص يحمل شعارات سياسية تتنافى مع قوانين ولوائح الإتحاد الإفريقي لكرة القدم والبلد المستضيف على حد سواء.
كما هدد مسؤولو نادي بركان بمقاطعة مباراة الذهاب للدور نصف النهائي لمسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وهددوا كذلك بالعودة إلى المغرب، دون اجراء المباراة في حال عدم السماح للفريق خوض المباراة الكروية بهذا “القميص”.
ولا تعتبر هذه المسرحية التي أساء النادي المغربي إخراجها، خاصة وأن النادي يرتبط ارتباطا وثيقا وبالتالي يأخذ كثيرا من رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم المدعو فوزي لقجع المعروف بممارساته داخل أروقة “الكاف” من أجل عرقلة كل ما هو جزائري والخلط بين السياسة والرياضة، وابسطها ما تجلى للعيان عندما تم تجاهل “الكاف” نجم الخضر رياض محرز في جوائز “الكاف” لأحسن لاعب افريقي رغم تتويجه مع مانشستر سيتي بلقب دوري أبطال أوروبا وتقديمه لموسم مميز بكل المقاييس، كذلك استبعاد نادي اتحاد الجزائر من جائزة أحسن نادي افريقي وهو الذي توج بكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم وكأس السوبر الإفريقي.
تضامن واسع يتلقاه الاتحاد من أندية الرابطة المحترفة
هذا وعبرت العديد من أندية الرابطة المحترفة الأولى عن تضامنها مع اتحاد الجزائر، على غرار شباب بلوزداد، شبيبة الساورة، مولودية الجزائر ومولودية وهران، مولودية البيض وشباب قسنطينة.
ونشرت الفرق المذكورة سالفا بيانات على صفحاتها في “فايسبوك”، تؤكد فيها أن سيادة ووحدة الجزائر خط أحمر.
وليد صادي: “تابعنا القضية ببالغ الأهمية ونتمنى أن تبقى المباراة في اطارها الرياضي”
هذا وصرح الرجل الأول في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي لموقع “فوناك فوتبول” وأكد أن هيئته تعمل على إبقاء المباراة في اطارها الرياضي وتتابع كل جديد في القضية.
وأكد ذات المتحدث أن “الفاف” تلتزم كل الالتزام بقوانين الإتحاد الدولي والاتحاد الإفريقي لكرة القدم وقال في هذا الشأن: ” الاتحاد الجزائري لكرة القدم، يتماشى دائماً مع القوانين التي تنص عليها لوائح الفيفا والكاف”
“موقف الجزائر واضح وصارم ومستعدون للذهاب لأبعد الحدود”
وكان رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وليد صادي، قد بين صبيحة المباراة، أن “الفاف اشترت ألبسة رياضية من نوعية رفيعة، لفريق نهضة بركان، ووجدها في الملعب”، مؤكدا أن “كل الظروف ستكون مهيئة للعب المباراة”.
وأكد صادي: “راسلنا كل الجهات والاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، بشأن القضية، وموقفنا ثابت”، مشيرا إلى أنه “تقدم بطعن على مستوى (الكاف)، والرد عليه سيكون قبل انطلاق المباراة، وأن “الكاف أوعزت أن نهضة بركان يلعب بالقميص منذ بداية الدورة”.
وشدد المسؤول ذاته، على أن “رد الجزائر صارم، ونرفض أن يلعب نهضة بركان بهذا القميص”، مؤكدا القول: “موقفنا واضح ولن نتراجع ومستعدون للذهاب إلى أبعد الحدود”.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال