قد يحدث وان يجد بعض الشباب المتخرج نفسه في مواجهة حالة من القلق و الاضطرابات ، هي حالة يطلق عليها الاخصائيون النفسانيون “اكتئاب ما التخرج” ، فما طبيعة هذه الحالة و ماهي مسبباتها و ماهي تداعياتها و الى أي حد يمكن ان تربك اختيارات الشباب وهو في هذه المحطة و كيف ينبغي ادارتها؟
هي مجموعة من الأسئلة التي سنحاول الإجابة عليها برفقة الأستاذ الدكتورة نوال حنافي المستشارة الاسرية المتخصصة في التنمية الذاتية
الكثير يعرف معنى الاكتئاب كحالة قد تمس الشاب وغير الشاب لكن ماذا عما يسمى باكتئاب ما بعد التخرج حبذا لو تقدم لنا تعريف يوضح هذه الحالة؟
اكتئاب ما بعد التخرج هي الحالة التي يعيشها الطالب بعد تخرجه الجامعي بفترة صغيرة يتبادر الى ذهنه مجموعة من الأسئلة ، أسئلة جوهرية لها الأثر البليغ في حياته ماذا بعد التخرج، ما هو هدفي ، كيف أستطيع وضع خطة واضحة لمساري؟ ، كيف لي أن أحقق ذاتي؟ هذه الاسئلة وغيرها قد تجعل من الشاب المتخرج للتو يشعر بالارتباك و التفكير الكثير اين يصيبه مشاعر من القلق والخوف والكآبة ومما زاد الأمر تعقيدا في زماننا هذا و مع مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يكتشف المتخرج من خلالها، أن زملاؤه بالأمس تحصلوا على فرصهم في العمل ، فيُصاب الشاب عندها بمشاعر من الإحباط المحدد.
ينتاب الكثير من المتخرجين مشاعر مختلفة كيف ذلك ؟
صحيح عند تخرج الشاب بعد سنوات من الدراسة والتحصيل، وبعد ان كان معتمدا على والديه يطوي بذلك مرحلة من حياته ليبدأ مرحلة جديدة ،سيكون فيها هو المسؤول الاول عن كل قراراته و مخططاته و اهدافه و ما يتبعها من نتائج سواء كانت ناجحة ايجابية او سلبية.
ماهي أعراض هذه الحالة، خاصة وان بعض الطلبة يمرون بها دون علما منهم؟
التشتت يغيب التنظيم والرؤية الواضحة عن الشاب حديث التخرج، إذ إنَّ عليه الاعتماد على ذاته وحسب، لبناء جدول أعمال يتناسب مع أهدافه ومخططاته المستقبلية، ثم إنَّ عليه مراقبة أدائه بذاته، وقياس النتائج المرافقة له
الخوف واليأس : يجد حديث التخرج نفسه فجأة في سوق العمل الكبير المختلف جذرياً عن بيئة الجامعة والدراسة ٫فيصاب بمشاعر الخوف والاضطراب والهلع من المستقبل المجهول الذي سيواجهه مما قد يصيبه باليأس والاحباط .
سياسة الهروب من الواقع: يصاب حديث التخرج، بحالة من الفتور وانعدام الطاقة؛ إذ يجد من النوم وسيلة للهروب من الواقع المر، أو يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ويعيش روتين ممل متكرر يوميا يأكل وينام.
قد تختلف الاسباب و التوقعات لهذه الحالة و قد تكون مواقع التواصل الاجتماعي العلة الأساسية كيف ذلك؟
ان الكثير من الطلبة حديثي التخرج يبنون في اذهانهم أحلاماً للمستقبل، فقد يحلم البعض في دخول مضمار المشاريع الناشئة وريادة الأعمال start-up ، الذي يضعهم أمام دهشة وتشتت حقيقي عند البداية٫ إذ يكتشفون أن الأمور ليست بهذه السهولة، ، فيصاب الطالب بانسداد الافق ، ومواقع التواصل الاجتماعي، لها دور من هذه الحالة التي ترافق الطالب فالمتخرج كثير التصفح لمواقع التواصل الاجتماعي، كونه يمتلك فراغ كبير في وقته ؛ وأمام الكمٍّ الهائل من المنشورات و الستوري و البوستات التي تضفي على نفسيته احاسيس سلبية.
لا يوجد حالة نفسية دون علاج او حلول مساعدة، فماهي الطرق السليمة في التفكير لتجاوز مرحلة اكتئاب ما بعد التخرج ؟
صحيح، الحل هو متعلق بالشاب المتخرج نفسه، بأن يتذكر ان الحياة هي طريق مملوء بالحجارة حاول أن لا تتعثر بها بل اجمعها لتبني بها سلما يرفعك نحو النجاح و لاتدع حلمك يفلت منك وحققه باستعانتك بالقوى الثلاث القرار، الاختيار، المسئولية.
تقبَّل الرفض: قد تُرفَض في كثير من مقابلات العمل إلى أن تصل إلى فرصة عمل مناسبة لك، واقلب تعاملك مع كل رفض من محنة إلى مثابة تحد ،وذلك بالعمل على تنمية مهاراتك وقدراتك للوصول إلى مستوى التطلعات
حدد مجال عملك و اطرح على نفسك جملة من الاسئلة عن مهاراتك: الأعمال التي تحب القيام بها، الاعمال التي تتناسب مع فروع تخصصك او القريبة منها وقد تحتاج الى بعض المهارات الناقصة لتكملها اما بالتدريب الذاتي او في دورات مبرمجة سواء حضوريا او عبر الانترنت ٫ ومن ثمّ حدد المجال الذي ترغب في العمل فيه.
لا تيأس ولا تستسلم وحول القلق الى تحدي واصرار للوصول إلى اهدافك فالكثير من المتخرجين مروا بهذه المرحلة واصبحوا بعدها من رواد الأعمال:
كما اضافت الأستاذة حنافي حول النصائح للشباب المتخرج ” النصائح التي اقدمها لأي طالب يمر بقلق او اكتئاب ما بعد التخرج بألا ييأس ولا يستسلم، وان يحول القلق الى تحدي واصرار للوصول إلى اهدافه فالكثير من المتخرجين مروا بهذه المرحلة الانتقالية الصعبة واصبحوا بعدها من رواد الأعمال واصحاب شركات ، لذا على كل طالب حديث التخرج ان يستفيد من اخفاقاته في مقابلات العمل ويركز النقائص وعلى اسباب الرفض ويطور مهاراته ويعدل سيرته الذاتية وفق ما تحتاجه الوظيفة ان يسعى ويجتهد لتكوين رصيد من الخبرة.
حاورتها سادات يمينة
مناقشة حول هذا المقال