حذّر خطباء مساجد الجمهورية، امس، من المخدرات، ودعوا لتحصين الشباب ضدّ آفة المخدرات التي أصبحت ظاهرة خطيرة على المجتمع عموماً وعلى شبابنا بصورة خاصة.
في خطبة الجمعة، حذّر خطباء المساجد من الوقوع في شراك المخدرات التي هي أحد أسباب فساد العقل المؤدي إلى التهلكة، من خلال قول الله تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُم إلى التهلكة﴾.
وبيّن خطباء المساجد أهمية العقل في الإسلام باعتباره من الكليات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية لصيانتها والمحافظة عليها، والتذكير بتحريم الشريعة الإسلامية للمخدرات والمؤثرات العقلية كونها أم الخبائث، فقد قال الله تعالى:﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائثَ﴾، وكونها من المسكرات لقوله ﷺ: “كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام”، وهي من فعل الكبائر والمعاصي التي تؤثر على الفرد والمجتمع، كونها تُسيء للعقيدة وتضر بالعباد والبلاد قال ابن عباس رضي الله عنهما: “إن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق، وبغضةً في قلوب الخلق”.
ودعا الخطباءُ الأولياءَ والأساتذة والمربين إلى ضرورة مرافقة أبنائهم على اختلاف فئاتهم العمرية، وتوعيتهم بخطر الآفات الاجتماعية وصنوف المخدرات والمؤثرات العقلية، مذكرين بقول الله تعالى: ﴿يأيُّها الذينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾.
وثمّنوا في السياق ذاته، العمل الجبار الذي تقوم به مصالح الأمن بمختلف مكوناته في التصدي لمحاولات إغراق البلاد بالمخدرات، وحجز أطنان من مختلف أنواع المخدرات والمهلوسات، داعين الله أن يحفظ للبلاد أمنها وأمانها وسلمها وإسلامها وأن يردّ كيد الكائدين لها.
ولجنة الفتوى توجه نداء للجزائريين وتحذّر من “حملة ضد الجزائر” بنشر المخدرات
حذّرت لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف اليوم في بيان، مما اعتبرته “حملة تُحاك ضد الجزائر بنشر المخدرات في أوساط الشباب”، ودعت الأسر إلى حماية أبنائها من هذه الآفة.
وقالت اللجنة إن بيانها:”أمام الحملة الممنهجة الشعواء التي تُحاك ضد الجزائر بنشر المخدرات والمهلوسات والمؤثرات العقلية، خاصة في أوساط الشباب. ووعيا بالخطط التي تستهدف إغراق المجتمع بهذه السموم”.
وشدّدت اللجنة على “تحريم المخدرات تعاطيا واستهلاكا وترويجا وبيعا”، وقالت إن ذلك “من كبائر الذنوب، لدلالة النصوص على تحريمها. ولما فيها من الأضرار البالغة”.
“فلا يخفى أن خطورتها كالخمر بل هي أشد خطرا. وقد قال الله تعالى:﴿ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخمر والميسر والانصَابُ وَالازلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة 190]”، يضيف البيان.
كما دعا البيان “الأسرة الجزائرية إلى العناية بأولادها، والحرص على حمايتهم من المخدرات والمهلوسات، بما في ذلك المخدرات الرقمية والإلكترونية. وهي مهمّة ملقاة على الآباء والأمهات بصفة خاصة”.
ونوّهت لجنة الفتوى في ختام بيانها “بالدور الكبير الذي تضطلع به المصالح الأمنية والعسكرية، من السهر على محاربة هذه الظاهرة، وحماية الوطن وأبنائه من المروّجين لهذه الآفات”.
ن ع
مناقشة حول هذا المقال