تمكن المنتخب السعودي من تحقيق فوز تاريخي أول أمس، عندما واجه منتخب الأرجنتين بقيادة نجمه ليونيل ميسي لحساب الجولة الأولى من مونديال قطر 2022.
الأخضر السعودي أطاح بمنتخب “راقصي التانغو” في ملحمة كروية ستبقى حاضرة في ذاكرة كل عربي شاهد المباراة، فبعد أن انتهى الشوط الأول بتقدم الأرجنتين بهدف لصفر، عاد رفقاء صالح الشهري من بعيد، وتمكن هذا الأخير من تسجيل هدف التعادل بتسديدة خادعت الحارس مارتينيز، ليواصل السعوديون سعيهم للفوز إلى غاية الدقيقة 53، عندما أحرز النجم صالح الدوسري هدفا رائعا خطف به الأضواء عن الأرجنتيني ليو ميسي، وتواصلت الإثارة إلى غاية إطلاق الحكم لصافرة النهاية التي أعلنت انتصار السعودية بهدفين لهدف.
وخالفت الكتيبة السعودية كل التوقعات التي صبت في مصلحة بطل كوبا أمريكا، كما ردت على الإعلام الأرجنتيني الذي سخر من “الأخضر” وتوقع فوزا عريضا لدي ماريا ورفقائه. وقبل المباراة صرح لاعب الوسط السعودي عبد الإله المالكي أن الميدان سيكون هو الفيصل بقوله “الميدان يا حميدان” .. وبالفعل تمكن المالكي وبقية المحاربين من إلحاق الهزيمة بمنتخب الأرجنتين الذي لم يخسر منذ 36 مباراة.
نفس الإنجاز حققه رفقاء بلومي أمام الألمان
ولا شك أن فوز المنتخب السعودي جعل الكثير من الجزائريين يستعيدون ذكريات “ملحمة خيخون”، عندما تأهل الخضر إلى مونديال إسبانيا 1982 ليواجهوا منتخب ألمانيا الغربية في جولة الافتتاح، وقبل المباراة صرح المدرب الألماني يوب ديرفال ساخرا: “لو خسرنا أمام الجزائر فسوف أعود إلى ألمانيا مشيا على الأقدام”، ليرد عليه لخضر بلومي بكل ثقة: “نحن لسنا لوكسمبورغ أو ليشتنشتيان، سنهزم ألمانيا غدا وسوف ترون ذلك بأنفسكم”.
وجاءت المواجهة الرائعة أمام منتخب ألماني سبق له الفوز باللقب العالمي مرتين حتى ذلك الحين، وانتهى الشوط الأول بدون أهداف ليتمكن رابح ماجر من افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 54 من الشوط الثاني بعد متابعة ذكية، هذا الهدف رد عليه المهاجم الألماني رومينيغه معدلا النتيجة في الدقيقة 67، لكن بلومي أوفى بوعده وأحرز هدف الانتصار في الدقيقة 68، ومنذ منتصف الشوط الثاني حتى نهاية المباراة صمدت التشكيلة الجزائرية وخرجت فائزة بهدفين لهدف في واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ كأس العالم.
ملحمتان كرويتان ودروس للاستخلاص
وأثبتت كتيبة المدرب محي الدين خالف في أولى مشاركاتها المونديالية آنذاك أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء وأن الفرق الصغيرة يمكنها تحقيق المفاجآت، كما ردت بأفضل طريقة على الألمان الذين استهزؤوا بقدرات الجزائريين.
نفس الكلام ينطبق على منتخب الأخضر السعودي الذي لطالما تعرض للسخرية من طرف متتبعي الكرة، حتى أن بعض الأطراف أكدوا أن البطولة السعودية ضعيفة وغير قابلة للتطور، لكن هؤلاء المنتقدين نسوا أن المجد يصنع بالعمل والاجتهاد، لا بالكلام والسخرية من الآخرين.
محند علي طارق
مناقشة حول هذا المقال