“محرز أفضل لاعب جزائري في السنوات العشر الأخيرة”
“أقضي فترة الحجر مع عائلتي وبعت أقمصتي وتبرعت بأموالها لمستشفى”
“لن أنسى أول مباراة لي مع المنتخب وأقول للجزائريين صحّ رمضانكم”
“حليلوزيتش صارم جدا وأمام ألمانيا ضيعنا التأهل بسبب نقص التجربة”
“ربما لم أكن جيدا دائما كلاعب مع المنتخب لكنّي لم أتهاون أبدا”
في حوار أجرته جريدة “عالم الأهداف” مع أحد ركائز المنتخب الوطني في كأس العالم 2014 وأحد الأعمدة الأساسية للناخب السابق لـ”الخضر” وحيد حاليلوزيتش، ويتعلق الأمر بمتوسط الميدان مهدي مصطفى السبع، تحدث لجريدتنا متطرقا إلى عدة أمور تخص مسيرته في فرنسا، كذلك مشواره مع “الخضر” في مونديال البرازيل، وأمور رائعة نترككم تطالعونها في هذا الحوار…
السلام عليكم مهدي مصطفى، أود أن أجري معك حوارا مطولا لتحكي للجمهور الجزائري عن مشوارك الكروي وحياتك أيضا، هل ممكن ذلك؟
وعليكم السلام، هذا من دواعي سروري وأنا في الخدمة.
سنبدأ مع الحدث الذي جعل كل العالم في حالة طوارئ، كيف تقضي فترة الحجر المنزلي؟
أعلم جيدا خطورة الوضع خاصة في فرنسا وأنا ملتزم بالحجر المنزلي منذ فترة طويلة، أنا في بيتي بمرسيليا أقضي معظم الوقت مع زوجتي وأولادي، أصبحت لدي فرصة الإعتناء بهم أكثر، في نفس الوقت أتدرب يوميا في حديقة منزلي للحفاظ على لياقتي.
لقد قمت ببيع قمصانك في المزاد وتحويل الأرباح لأحد المستشفيات للمساعدة من أجل القضاء على هذا الوباء، حدثنا أكثر عن هذه الفكرة؟
نعم صحيح، كل ما في الأمر أني عرضت بعض القمصان التي تحصلت عليها من عدة لاعبين عالميين على غرار إبراهيموفيتش للبيع، لقد تمكنت من بيعهم وحولت الأرباح لأحد المستشفيات هنا بمارسيليا.
هل تعرف صديقا أو أحدا من أفراد عائلتك أصيب أو توفي بهذا الوباء؟
في العائلة الحمد لله لا توجد إصابات، لكني أعرف صديقا أصيب بهذا المرض وهو حاليا يعالج، أتمنى له الشفاء العاجل.
لنتحدث الآن عن كرة القدم ونبدأ بمسيرتك في الدوري الفرنسي، كيف هي المنافسة في فرنسا بشكل عام؟
في فرنسا الكل يعرف أن باريس سان جيرمان مسيطر في السنوات الأخيرة سواء في الدوري أو في الكأس، لكن عموما المنافسة صعبة هنا صحيح أننا لم نصل إلى مستوى الدوري الإنجليزي أو الإسباني، لكن كما قلت باستثناء باريس سان جيرمان فكل الأندية الأخرى متساوية تقريبا من حيث المستوى وهذا ما يميز الدوري الفرنسي.
لقد تقمصت ألوان العديد من الأندية في الدوري الفرنسي، ما هي الذكرى التي لن تمحى من ذاكرتك؟
لدي العديد من الذكريات مع كل الأندية التي تقمصت ألوانها، أفضلها كانت مع “أجاكسيو” و”نيم” حينما حققت معهما البقاء في آخر جولة في موسمين مختلفين، مع “باستيا” في موسمي الأول أنهينا الدوري في المركز العاشر وكان أفضل مواسمي.
مهدي مصطفى، هل تتذكر أول مباراة لك مع المنتخب الوطني الجزائري؟
إنها الذكرى التي لن أنساها طوال حياتي، كان لقاء وديا أجري في شهر نوفمبر 2010 أمام “لوكسمبورغ” مباشرة بعد مونديال جنوب إفريقيا وانتهى على وقع التعادل السلبي، صدقني لقد كنت فخورا حينها وأنا أدافع عن بلدي وبلد أجدادي.
كما تعلم المنتخب مر بفترة فراغ بعد كأس العالم 2010، ماذا تغير بقدوم حاليلوزيتش آنذاك؟
قدوم “فاهيد” (وحيد حليلوزيتش) جلب العديد من الإيجابيات للمنتخب الوطني، إنه مدرب يعرف كيف يتعامل مع اللاعبين من كل النواحي وأنا أحترمه كثيرا، صحيح أنه شديد اللهجة مع اللاعبين ولا يتسامح كثيرا، لكنه في نفس الوقت يسمع مشاكلنا ويتحدث معنا ويناقش العديد من الأمور رفقة اللاعبين، هذا ما جعله المدرب الأكثر تميزا بالنسبة لي.
في تصفيات كأس العالم 2014 وقعتم في مجموعة في المتناول لكن الأصعب كان أمام بوركينافاسو، كيف كان طريقكم إلى مونديال البرازيل؟
لم نلعب أي لقاء سهل في التصفيات، لكل مباراة حساباتها الخاصة، خاصة عندما كنا نتنقل إلى أدغال إفريقيا عانينا كثيرا، أتذكر أننا في مباراة الذهاب أمام بوركينافاسو خرجنا بأخف الأضرار رغم تحيز الحكم، صمدنا وسجلنا هدفين منحانا الأمل في الإياب من أجل التأهل، بصفة عامة الطريق إلى البرازيل كان صعبا وشاقا جدا.
صراحة، هل كنت تنتظر استدعاءك للمونديال؟ وكيف كان رد فعلك عندما تلقيت الدعوة؟
مشاركتي في أغلب مباريات التصفيات والثقة التي زرعها الناخب حليلوزيتش في نفسيتي جعلتني أتأكد أن مكانتي محجوزة في المونديال، أما عن تلقي الدعوة فقد تلقيت اتصالا من الإتحادية كلمني أحدهم وأخبرني أنني في قائمة المونديال، لقد فرحت كثيرا وكان واقعا جميلا.
شاركت أساسيا أمام ألمانيا في الدور ثمن النهائي، حدثنا عن هذه المباراة التاريخية ولماذا لم تتمكنوا من التسجيل إلا في آخر دقيقة رغم الفرص السانحة ومن بينها كرتك التي جانبت القائم؟
لقد أنهينا دور المجموعات بأفضل طريقة وتأهلنا للدور الثاني لأول مرة في تاريخ الجزائر، جاءت مباراة ألمانيا ومنحت لي فرصة ذهبية لأشارك أساسيا ولأول مرة في مركز الوسط مع المنتخب، كل الفريق قدم مباراة كبيرة وأحرجنا أبطال العالم، لكن عامل الخبرة صنع الفارق، لقد ضيعنا العديد من الكرات، منها فغولي وجها لوجه وغلام أيضا، كما ألغى الحكم هدف سليماني بداعي التسلل، دون أن ننسى تسديدتي التي جانبت القائم… يمكن القول بمفهوم آخر أن الكرة لم ترد الدخول، لكنها حقا كانت ليلة شاقة علينا، كما قلت خبرة العناصر الألمانية صنعت الفارق في الشوطين الإضافيين.
اسمك مدوّن بين من صنعوا تاريخ المنتخب بتأهلكم لأول مرة للدور الثاني من المونديال، كيف هو شعورك عندما تسمع هذا الكلام؟
أنا سعيد جدا، إنه شعور جميل… لقد أسعدنا 40 مليون جزائري وهذا بحد ذاته إنجاز تاريخي، ما فعلناه سنة 2014 هو تحقيق لما حُرم منه سابقونا سنة 1982 و1986، وهذا أمر مشرف جدا لنا.
قضيت 4 سنوات مع المنتخب الوطني، هل لديك حادثة طريفة تقصها علينا؟
أتذكر في أول مشاركة لي مع المنتخب الوطني، لقد تنقلت مباشرة من فرنسا إلى لوكسمبورغ وفندق إقامة المنتخب، عندما وصلت توجهت إلى قاعة الإستقبال وقلت أنني جئت من أجل المنتخب الوطني، فقالت لي السيدة في قاعة الإستقبال أن فندق منتخب لوكسمبورغ في الفندق المقابل، لكني قلت لها أني لاعب جزائري، نظرت إلي باستغراب ولم تصدقني، بقيت أنتظر هناك حتى تأكدت من هويتي وسألت ممثل الوفد الجزائري، وهذا بسبب بشرتي البيضاء.
بعيدا عن إنجازاتك ومسيرتك في عالم الكرة، هل تابعت مشوار المنتخب في كأس إفريقيا الماضية؟
لقد كنت المشجع الأول للمنتخب الوطني في كأس إفريقيا الأخيرة وشاهدت جميع المباريات حتى في التصفيات، لقد عشت المباريات على أعصابي وكأني أنا من يلعب في الفريق، أتذكر أن زوجتي كانت تصرخ دائما عليّ عندما كنت أصرخ على اللاعبين وراء التلفاز خاصة في مباراة النهائي.
ما رأيك في المدرب جمال بلماضي وأداء تشكيلته في “الكان” الأخيرة؟
بلماضي من المدربين المميزين الذين يعرفون كيفية التعامل مع ضغط الصحافة الجزائرية والجمهور الجزائري، إنه مدرب كبير وأثبت ذلك حتى قبل كأس إفريقيا، اختار التشكيلة المثالية لدخول غمار “الكان” وراهن عليها ولم تخيبه، رياض محرز وزملاؤه شرفوا الجزائر في إفريقيا وتوجوا بالكأس بعد طول انتظار، لقد خرجنا من الدورة ونحن نملك فريقين وهذا بحد ذاته يعطيك صورة عن جودة التشكيلة وعمل بلماضي مع المنتخب.
بالحديث عن رياض محرز، هل أقنعك مردوده في “الكان”؟
الجزائر في السنوات العشر الأخيرة لم تنجب لاعبا بمواصفات رياض محرز، ولو كان متواجدا معنا أمام ألمانيا بنفس مستواه الحالي لانتصرنا في ذلك اللقاء، إنه لاعب يمكنه تغيير مجرى المباراة بلمسة واحدة، لقد تحلى بالروح القيادية في مصر ورفع كأس إفريقيا في سماء القاهرة، هدفه أمام نيجيريا دليل على أنه لاعب من طينة الكبار، حسب رأيي هو أفضل لاعب في “الكان” من جانب المنتخب الوطني رفقة بن ناصر، دون أن ننسى فضل مبولحي والبقية.
هل هناك لاعبون جزائريون سواء حاليون أو قدامى مازلت في اتصال معهم؟
نعم، هناك الكثير منهم كمهدي لحسن، كارل مجاني، مجيد بوقرة، عنتر يحيى وسفيان فغولي أيضا، فالمنتخب الجزائري هو عائلتي وجميع اللاعبين بمثابة إخوتي وسنبقى هكذا إلى الأبد.
كلمة أخيرة توجهها للشعب الجزائري ومحبي مهدي مصطفى…
أشكرهم على مساندتهم لي طوال مشواري مع المنتخب، أعلم أنني خيبتكم بأدائي في بعض المباريات وأقنعتكم في أخرى، أعلم أن الكثير انتقدوني في العديد من المرات، لكن الأكيد هو أني لم أتهاون يوما تجاه قميص المنتخب الوطني، لقد دافعت عنه بكل قوة في كل فرصة متاحة، وفي الأخير أتمنى لكم رمضان كريم وشكرا لكم جميعا.
شكرا لك مهدي على رحابة صدرك ونتمنى لك حظا موفقا…
لا شكر على واجب وحظ موفق لكم أيضا.
حاوره هاتفيا: عبد الحفيظ بوعدة
مناقشة حول هذا المقال