تستعد ولاية تندوف لاحتضان فعاليات الطبعة ال 12 للتظاهرة الاقتصادية الدولية “المقار – 2024” المزمع تنظيمها من 22 إلى 27 فبراير الجاري، من طرف الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية (ألجيكس) بالتنسيق مع مصالح الولاية.
حيث وضعت جميع الترتيبات لتنظيم هذه التظاهرة الاقتصادية الدولية، ومن المنتظر أن تعرف تظاهرة “المقار” الدولية مشاركة واسعة لمختلف الشركات والمؤسسات الاقتصادية الوطنية والأجنبية وحضور رجال أعمال من مختلف الدول الإفريقية.
وستسمح هذه التظاهرة الاقتصادية بعقد شراكات اقتصادية دولية هامة، لا سيما مع دول الجوار الإفريقي، حيث تعد هذه التظاهرة فرصة للمتعاملين الاقتصاديين الراغبين في الترويج لمختلف المنتوجات الجزائرية الموجهة للتصدير وتطوير علاقاتهم التجارية وإبرام شركات وإطلاق مشاريع استثمارية مع نظرائهم من الدول الإفريقية.
ويكتسي هذا الحدث الاقتصادي، أهمية بالغة بالنسبة للجزائر والدول الإفريقية المجاورة، كما أنه يجسد استراتيجية الدولة فيما يتعلق بدفع وتيرة النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل.
كما يشكل فرصة لتعزيز المكانة الاقتصادية للجزائر في إفريقيا، بما فيها دول الساحل وكذا الإسهام في ولوج المنتوج الجزائري إلى السوق الإفريقية وجعل من ولاية تندوف قطبا تجاريا بامتياز مع إعطاء ديناميكية للحركية التجارية في المنطقة.
و تعود تسمية التظاهرة “المقار – 2024” نسبة إلى السوق التاريخي سوق المقار الذي كان بمثابة حلقة وصل بين دول غرب افريقيا ودولة موريتانيا وكل التجار العابرين للصحراء عبر القوافل التجارية المحملة بالملح والتوابل والعطور و غيرها.
حيث تتزامن التظاهرة الاقتصادية “المقار – 2024″مع مشروع الطريق البري الرابط ولاية تندوف الجزائرية ومدينة أزويرات بموريتانيا والذي سيسهم في ترقية التجارة الخارجية وتفعيل عمليات التبادل التجاري بين تجار البلدين وتمتد تلك العلاقة التجارية حتى دول غرب افريقيا عن طريق موريتانيا، كما سيهم المعبر الحدودي في نقل المنتوج الجزائري الى موريتانيا والترويج له لدى بلدان غرب افريقيا.
كما تأتي هذه الطبعة تزامنا مع إطلاق عديد المشاريع الكبرى بولاية تندوف في المدة الأخيرة، على رأسها مشروع استغلال غارا جبيلات وإنجاز خط السكة الحديدية، حيث يعد المشروع، محركا قويا لوتيرة التنمية محليا ووطنيا.
إن اهتمام السلطات العليا للبلاد، بالمناطق الجنوبية عموما وبولاية تندوف خصوصا يندرج ضمن مساعي الدولة الرامية إلى إصلاح سياسي وإداري في البلاد، وتكريس اللامركزية الإدارية ميدانيا.
حيث أكد رئيس الجمهورية خلال زيارة العمل والتفقد التي قام بها إلى ولاية تندوف شهر نوفمبر 2023، أن الولاية ستصبح قطبا حقيقيا في مجال الصناعة.
لقد مثلت زيارة رئيس الجمهورية لولاية تندوف، نقطة الانطلاق في تجسيد الرؤية والاستراتيجية الوطنية الرامية الى جعل من مدينة تندوف مدينة اقتصادية ومنطقة تجارة حرة.
فلقد بدأت بوادر التنمية المحلية تظهر على الولاية، على غرار تعبيد الطرقات والتهيئة الحضرية، تدشين وحدة تصفية الدم، ومصلحة معالجة الامراض السرطانية بسي الحواس، فيما ستعرف التخصصات بالمستشفى بتندوف، مضاعفة أجور الأطباء الاخصائيين وتحسسيين ظروف عملهم.
إن كل تلك الإنجازات بإمكانها إعطاء نقلة نوعية للمنطقة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، لقد أدركت السلطات العليا للبلاد أهمية هذه المناطق التي لطالما عانت في السنوات الفارطة من التهميش والاقصاء.
بوزيان بلقيس
//////////////////////////////////
مناقشة حول هذا المقال