في إطار اليوم الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية و المصادف للذكرى 83 لاستشهاد المؤسس القائد الراحل محمد بوراس، اين انطلقت اليوم فعاليات الحفل الرسمي بالقاعة البيضاوية بالجزائر العاصمة، وفي هذا الاطار كان لنا حوار مع القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية عبد الرحمان حمزاوي الذي أجاب عن أسئلتنا بخصوص هذه المنظمة الشبانية ودورها في تأطير ومرافقة هذه الشريحة الهامة من المجتمع .
تجسيدا لقرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بترسيم يوم وطني للكشافة الإسلامية الجزائرية ماهي أبرز الدلالات ؟
تحتفل الكشافة الإسلامية الجزائرية باليوم الوطني للكشافة والذي يصادف الذكرى الـ83 لاستشهاد مؤسسة الكشافة الشهيد محمد بوراس، و تأتي الاحتفالات هذه السنة بعد ترسيم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لهذا اليوم الوطني، و هذا يعبر على عرفان السيد رئيس الجمهورية و السلطات العليا في البلاد بتضحيات هذه المدرسة التي أسسها الشهيد محمد بوراس و كانت مهدا و قاطرة للثورة التحريرية و ضحت بالكثير في سبيل هذا الوطن قبل و أثناء الثورة التحريرية وبعد الاستقلال، أين ساهمت في مسيرة التشييد و البناء، و أيضا تقديرا لدورها الفعال في تأطير و تربية الناشئة والشباب من خلال برامجها و مناهجها التي تهدف الى تكوين المواطن الصالح الذي يتميز بالشخصية المتكاملة والذي يخدم وطنه و مجتمعه.
تعتزمون تنظيم أنشطة هامة بالمناسبة، لو تحدثوننا عن بعض التفاصيل و أهم الابعاد ؟
تنظم الكشافة الإسلامية الجزائرية أنشطة كثيرة بهذه المناسبة، أهمها تقديم عروض وأيضا لقاءات وتجمعات و ندوات متنوعة تهدف الى التعريف بالحركة الكشفية أولا في أوساط المجتمع، التعريف بتاريخها بنضالاتها برصيد هاته المدرسة، و الأمر الآخر أيضا يتعلق بانتساب المزيد من الشباب و الأطفال و تشجيعهم على الانضمام الى هذه المدرسة من خلال الأيام المفتوحة و الندوات التي سيشرف على تقديمها قادة كشفيون و أساتذة و إطارات و قدماء الحركة الكشفية.”
المنظمة الكشفية قدمت الكثير إبان الثورة التحريرية المظفرة هل من توضيحات أكثر في هذا الجانب ؟
قدمت الكشافة الإسلامية الكثير إبان الثورة التحريرية وذلك من خلال قادة الثورة الذين كانوا في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية، إذ ان 18 من مجموعة 22 كانوا من أبناء الحركة الكشفية، كما أن التكوين في المدرسة الكشفية أهل الكثير من الشباب الجزائري ليكون مستعدا للتضحية من أجل تحرير الوطن، وبالتالي الكشافة كانت هي الفضاء الذي غرس الوعي في أوساط الشباب الجزائري و المجتمع، لإيمانهم بضرورة تحرير الوطن من الاستعمار، فانضموا الى صفوف الحركة الوطنية و كانوا في مقدمة هذه الثورة التحريرية، وأيضا كانت الكشافة الإسلامية الجزائرية خزانا ووقودا للثورة التحريرية من خلال أبنائها الذين التحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني وكانوا ضمن قادة و جنود جيش التحرير في الثورة التحريرية.
الكشافة الإسلامية الجزائرية من أكثر المنظمات المستقطبة و المؤطرة للشباب و الفتية فكريا و تربويا، هل من برنامج للوصول الى كل البيوت و أعماق المجتمع؟
الكشافة الإسلامية الجزائرية تعمل اليوم على تأطير أزيد من 300 ألف منتسب عبر كافة التراب الوطني و ذلك من خلال فتح أفواج في كل الأحياء و في كل المدن و حتى القرى لإعطاء الفرصة للشباب من الجنسين للانتساب للحركة الكشفية، فاليوم يوجد أزيد من 2000 فوج كشفي مفتوح على مستوى التراب الوطني، كما نعمل اليوم على إعطاء الفرصة للشباب لفتح المزيد من الأفواج الكشفية لتأطير الأطفال في صفوف الحركة الكشفية و طبعا نعمل على التعريف بالحركة الكشفية من خلال كل الوسائل المتاحة سواء وسائل الاعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال الأنشطة التي تنظمها الكشافة الإسلامية الجزائرية بالتعريف بأهدافها والتعريف أيضا بدورها و بأهمية انتساب الأطفال و الشباب إليها ليكون دورها مكمل للمدرسة و الاسرة في تأطير وتعليم الفتية و الشباب.
على غرار الكشافة الإسلامية الجزائرية، أصبحنا نلاحظ اليوم في المشهد الوطني منظمات شبابية كالمجلس الأعلى للشباب و المرصد الوطني للمجتمع المدني، كيف ترون هذه الخطوات لاسيما مع تشجيع الدولة للشباب للانخراط في العمل الجمعوي و المشاركة في الشأن العام ؟
طبعا، اليوم الساحة الوطنية تعززت بهيئات دستورية مهمة كالمجلس الأعلى للشباب و المرصد الوطني للمجتمع المدني و التي جاءت ضمن جملة من الإصلاحات و جملة من الهيئات التي استحدثها السيد رئيس الجمهورية في دستور 2020، هذه الهيئات الجديدة المستحدثة جاءت لتحقق العديد من طموحات هذه الفئات و نقصد الشباب و المجتمع المدني باعتبار هذه الهيئات كأطر جديدة للحوار و لرفع انشغالات هاته الفئات الى أعلى السلطات حتى يتم اتخاد القرارات المناسبة و التي تلبي احتياجات و مطالب الشباب و المجتمع المدني، كما تعكس هذه الهيئات الإرادة السياسة لدى رئيس الجمهورية لتمكين الشباب و المجتمع المدني ليكون لهم دور هام في الساحة الوطنية.
لم يعد يفصلنا سوى بضعة أشهر على موعد الانتخابات الرئاسية، أولا أهمية الحدث بالنسبة للشباب و كيف ترون دوره في هذا الاستحقاق، تحضيرا تحسيسا و مشاركة ؟
الانتخابات الرئاسية المقبلة هو موعد له أهمية بالغة، فلهذا الكشافة الإسلامية الجزائرية قامت بمبادرة ” أشارك من أجل وطني”، تهدف هذه المبادرة الى المساهمة في إنجاح المحطة الانتخابية المقبلة و ذلك من خلال تشجيع المشاركة الواسعة لجميع شرائح المجتمع و بالخصوص الشباب في هذ الاستحقاق الانتخابي المهم، و هذا عن طريق توعية و تحسيس كل فئات المجتمع عن طريق العمل الجواري و عن طريق الندوات و اللقاءات لتفعيل دور منتسبي الكشافة الإسلامية الجزائرية و فواعل المجتمع المدني للعب دورهم في اقناع الناخبين و المواطنين بضرورة أداء هذا الواجب المهم باعتبار أهمية هاته المحطة الدستورية و باعتبارها أيضا محطة ديمقراطية للاختيار الحر و النزيه، والتي تعبر عن الإرادة الشعبية والتي تعكس الإرادة الشعبية و تجسد الديمقراطية.
فهذه المحطة هي محطة مهمة لتجسد العديد من المعاني المهمة، وأهمها الحفاظ على الوطن و مقوماته، تعزيز اللحمة الوطنية و أيضا المحافظة على المكاسب و الإنجازات التي تحققت خلال هذه السنوات ، و مواصلة دعم جهود المبذولة في تحقيق المزيد من المكاسب و تلبية الكثير من الاحتياجات و مطالب الشعب الجزائري .
حاورته يمينة سادات
مناقشة حول هذا المقال