في قلب كل أمة قوية، يبرز دور الجيش كرمز للأمان والاستقرار، الجيش الوطني الشعبي الجزائري ليس استثناءً، فهو يؤدي دورًا حيويًا في حماية سيادة الوطن وتعزيز استقراره.
“في الأوقات الصعبة، نجد أن القوة العسكرية والقدرة على القتال تكون أكثر أهمية من أي وقت مضى للحفاظ على قيمنا وحرياتنا”، على ضوء مقولة السياسي البريطاني، ويستون تشرشل، تبرز قيمة الجيش للوطن والبلاد، فحسب مؤلف الكتاب الشهير “فن الحرب”، صن تزو، فإن “الجيش هو ركيزة الدولة، فإذا كانت الركيزة قوية، كانت الدولة آمنة، وإذا كانت ضعيفة، كانت الدولة في خطر”.
تحتفل الجزائر، في الرابع من أوت /أغسطس من كل سنة، باليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، يوم احتفال أقره ورسمه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اختير هذا التاريخ، كرمزية لتحوير وتغيير جيش التحرير الوطني، الذي كان صنديدا في الثورة، الى الجيش الوطني الشعبي، في نفس التاريخ من سنة 1962.
الجيش الوطني الشعبي، يعتبر سليل جيش التحرير الوطني الأبي، هو جيش من الشعب، ومن قلب الشعب، قوامه وعناصره من عامة الشعب الجزائري، تكون من رحم الثورة التحريرية المجيدة، وليس بمرسوم رئاسي أو أي مراسيم رسمية أخرى.
عقيدة جيشنا الوطني الشعبي، هي عقيدة راسخة، في الدفاع عن سماء وبر وبحر وحدود الوطن العزيز، للحفاظ على أمانة الشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس في سبيل تحرير الجزائر العظيمة من براثن الإستدمار الفرنسي الغاشم.
الجيش الوطني الشعبي، جيش احترافي، يتطور باستمرار، ويواكب كل التطورات، جيش احترافي، بمهام دستورية واضحة، وأهداف جلية، محافظ على أمن وأمان الجزائر.
إن جيشنا الوطني الشعبي، بكل أفراده يضحي في سبيل الوطن، وكان دائما عبر مسيرة الجزائر المستقلة، يجابه باستمرار، وبكل حزم وإصرار وصرامة، التحديات التي واجهت هذا الوطن، حيث كانوا سدا منيعا أمام الإرهاب الهمجي، وصدو عن البلاد، المتربصين بها، الذين كانوا يبحثون عن تدمير الدولة ونظامها.
إلى جانب دوره العسكري، يتجلى التفاني الإنساني للجيش الوطني الشعبي، في استجابته السريعة للأزمات والكوارث الطبيعية والإنسانية، من الزلازل والفيضانات إلى الأزمات الصحية، كان الجيش دائمًا في المقدمة لتقديم الدعم والإغاثة، بفضل جهوده في تقديم المساعدات، يسهم الجيش في التخفيف من معاناة المتضررين ويعزز من الروح الوطنية والتعاون.
الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، كان دائما حاضرا في الازمات التي عصفت بالبلاد، في كل الأوقات، بدءا من العشرية السوداء، لفيضانات باب الواد، لزلزال بومرداس، وحتى عندما تغلق الطرق بفعل الطبيعة، أو تندلع الحرائق، يكون أول الملبي للنداء، ويهب للمساعدة، إيمانا منه بنبل مهامه، وانطلاقا من إخلاصه للوطن ووفاء للشعب ومبادئ البلاد.
بالإضافة، على مساهمته في الاقتصاد الوطني، وقوافل المعالجة والفحص الدوري للمواطنين البعيدين في المناطق النائية، فضلا عن مراقبة وتأمين حدود الجزائر الشاسعة، ومساهمته في دحض الجريمة بكل أنواعها خاصة المنظمة والعابرة للقارات.
إن الجيش الوطني الشعبي، هو المرافق والجدار الأول للبلاد في وجه الأعداء والمتربصين، الذين لا يريدون ان يروا الجزائر في السكة الصحيحة، وتشق طريقها نحو نهضتها التنموية، لذا فإنه يحرص نفسه وأفراده، للمحافظة على أمانة الشهداء، وأمن واستقرار الجزائر، وطمأنينة شعبها الأبي.
يظل الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، رمزًا للوطنية والقوة، من خلال حمايته للوطن وتقديمه الدعم في أوقات الأزمات، يستمر جيشنا الشعبي الوطني، في تعزيز استقرار وازدهار الجزائر.
إن تقديرنا لجهودهم لا يمكن أن يكون إلا انعكاسًا للامتنان والفخر الذي نشعر به تجاههم، وتجاه ما يقوم بهه في سبيل البلاد والعباد، فاللهم أدمه للأرض حامياً، وللشعب درعاً واقياً، وللجزائر صلباً وشامخاً، وللأعداء مرعباً ورادعاً.
عليوان شكيب
مناقشة حول هذا المقال