أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن قوات الاحتلال الصهيوني تشن حرب ترهيب وتهجير قسري، بحق سكان مدينة غزة وشمالها، دفع بموجة نزوح قسرية أخرى ضخمة على وقع الهجمات العسكرية، والغارات الشديدة التي يشنها هناك في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها في القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ووثق المرصد، نزوح عشرات آلاف من سكان غزة، من مناطق متعددة في المدينة، وقد أصبحوا في العراء بفرض الأمر الواقع من دون توفير أي ممرات للنزوح الآمن أو مكان آمن يلجؤون إليه، في ظل تضارب التوجيهات الواردة من قوات الاحتلال في أوامر الاخلاء القسري، وذلك تزامنا مع تواصل حرب التجويع، والقتل العمدي والعشوائي الممنهج وواسع النطاق ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع المحاصر أصلا منذ عام 2006.
وقال المرصد الأورومتوسطي، الذي يوثق بشكل يومي التطورات في غزة، أن “جيش الاحتلال أطلق عملية توغل بري، وسط قصف مكثف بالصواريخ والقذائف في منطقة (الصناعة)، استهدف فيها على نحو مباشر المقر الرئيسي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ومقرات عدة لجامعات مدمرة غرب غزة، وهو ما شكل تضاربا صارخا للتوجيهات التي أصدرها لعشرات آلاف من السكان المهجرين قسرا”.
وأعرب المرصد عن بالغ قلقه، إزاء تواتر التقارير عن عشرات الشهداء والجرحى بفعل مباغتة قوات الاحتلال النازحين قسرا من سكان مدينة غزة دون سابق إنذار، وتضارب توجيهات الإخلاء، خلال توغله بشكل مفاجئ في شرق مدينة غزة، ومن ثم في الأحياء الجنوبية الغربية بالمدينة، تحت غطاء ناري كثيف استهدف طرقات ومنازل ومباني سكنية.
ووثق الفريق الميداني للمرصد الحقوقي، سلسلة غارات صهيونية بعشرات الأحزمة النارية، وإطلاق القذائف المدفعية بالتزامن مع التوغل البري المستمر في مناطق واسعة من مدينة غزة، ويتخلله حملات دهم وتفتيش، واعتقالات تعسفية للمدنيين فضلا عن جرائم قتل عمدية يجرى توثيقها على مدار الساعة.
وأبرزت الهيئة ذاتها، أن “الكيان الصهيوني كان ولا يزال يتبنى سياسة ممنهجة باستهداف المدنيين في قطاع غزة، أينما كانوا، وحرمانهم من أي استقرار ولو مؤقت في مراكز النزوح والإيواء، من خلال تكثيف قصف هذه المراكز على رؤوس النازحين داخلها، وتعمد تهجيرهم قسرا بشكل متكرر من منطقة إلى أخرى، واستهداف المناطق المعلنة كمناطق إنسانية.
عليوان شكيب
مناقشة حول هذا المقال