كان عشاق الساحرة المستديرة في الجزائر وأنصار المنتخب الوطني يمنون النفس برؤية نجوم الخضر في أكبر الدوريات الأوربية قبيل انطلاق الميركاتو الصيفي الجاري، لكن ما حدث كان مخالفا للتوقعات تماما أين غابت العروض القوية عن مقترحات نجوم المنتخب ما عدى محمد الأمين عمورة الذي رسم انتقاله الى الدوري الألماني من بوابة نادي فولسبورغ في صفقة وصفها العديد من المحللين بالممتازة بالنسبة للاعب، وما عدى ذلك كانت معظم انتقالات نجوم المنتخب الوطني الى دوريات الخليج أو الى أندية مغمورة في أوروبا.
ولم تكن فترة الإنتقالات الصيفية الجارية تعيسة على نجوم الخضر والجماهير الجزائرية فقط، ولكن الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش الذي سبق وأوصى لاعبيه بمواصلة اللعب في الدوريات الأوربية وجد نفسه في حيرة من أمر المنتخب بفعل مرور الميركاتو الصيفي ببرود على معظم لاعبي الخضر، وذلك ما سيجعله مجبرا على إيجاد بدائل جديدة ومغازلة بعض الأسماء من مزدوجي الجنسية في صورة ريان شرقي من أجل سد الفجوات وتعويض ما يجب تعويضه.
صفقة عمورة كانت الأبرز بالنسبة لنجوم المنتخب
برز محمد الأمين عمورة بانتقاله إلى نادي فولسبورغ الألماني خلال الأيام القليلة الماضية، ليكون بذلك صاحب الصفقة الأكبر ما بين نجوم منتخب الجزائر حاليا، حيث خطا خطوة كبيرة بانتقاله من الدوري البلجيكي إلى “البوندسليغا”، حيث ينتظر منه الكثير للارتقاء بمستوياته الفنية، وتحوّله إلى نجم بصفة دائمة في صفوف “محاربي الصحراء”.
ويعد عمورة اللاعب الجزائري الوحيد الذي تحققت بخصوصه كل الأخبار التي تحدثت عن حصوله على صفقة جيّدة، على عكس العديد من الأسماء التي تم ربطها بانتقالات كبيرة، على غرار أمين غويري نجم نادي رين الفرنسي، ورفيق غيتان، نجم نادي إستوريل البرتغالي، ومحمد بشير بلومي، نجم نادي فارينسي البرتغالي (في انتظار غلق ملفه مع أولمبيك مرسيليا)
انتقال ماندي الى ليل الفرنسي سيكون في صالح المحاربين
ومن بين الصفقات المهمة في صفوف محاربي الصحراء انتقال صخرة دفاع المنتخب عيسى ماندي الى نادي ليل الفرنسي قادما من فياريال الإسباني.
ونجح مدافع محاربي الصحراء (32 عامًا) في العودة إلى الليغ 1، بعد أن غادره عام 2016 عندما كان لاعبا في نادي ملعب ريمس، نحو ريال بيتيس الإسباني، الذي تألّق معه لسنوات في البطولة الإسبانية، قبل أن يخوض تجربة غير ناجحة مع فياريال.
وأعلن نادي ليل عن ضم لاعب “الخضر” في تغريدة على حسابه الرسمي على منصة “إكس”. وقال: “نحن سعداء في نادي ليل بإتمام وصول المدافع متعدّد الاستخدامات، الجزائري عيسى ماندي (32 عامًا) من نادي فياريال الإسباني.. وقع اللاعب الدولي (97 مباراة دولية و5 أهداف) مع نادي ليل لمدة عامين، حتى عام 2026”.
وتابع: “وُلد الجزائري عيسى ماندي في فرنسا. برز في بطولة الدرجة الأولى الفرنسي، وتألّق في الدوري الإسباني، ثم تُوّج مع الجزائر، وهو وجه معروف في كرة القدم العالمية”. وأردف: “بدأ المدافع الجزائري مسيرته في ملعب ريمس. وهو النادي الذي انضم إليه في سن الثامنة. وتدرّج معه إلى أن وصل إلى الفريق الأول، الذي قدّم معه 4 مواسم بجودة عالية (2012- 2016) في “ليغ 1″، حيث ارتدى شارة القيادة”. وأضاف: “المدافع الذي يجيد اللعب في مركز الظهير الأيمن ووسط الدفاع، انتقل بعدها إلى بيتيس؛ حيث ثبت نفسه بسرعة كبيرة لاعبا أساسيا في وسط الدفاع.. موهبته وثباته وحالته الذهنية جعلته أحد قادة النادي اعتبارا من عام 2020″. وواصل النادي الفرنسي: “كما تألّق مع منتخب الجزائر من خلال 5 مشاركات في كأس الأمم الإفريقية (2015، 2017، 2019، 2021، 2023)، وهو الحدث الذي فاز به في عام 2019. كما شارك في مونديال البرازيل. وخاض تجربة ثريّة في دوري أبطال أوروبا”. وتابع: “الآن يبلغ من العمر 32 عاما. وخاض أكثر من 400 مباراة احترافية (بما في ذلك 206 في البطولة الإسبانية، و126 في البطولة الفرنسية الأولى). ويستعد عيسى ماندي للعودة إلى البطولة الفرنسية من بوابة ليل. إنّه لاعب متعدّد الاستخدامات، وذو خبرة، ويتمتّع بقدرات قيادية معيّنة، وهو عنصر قويّ يمكن أن يعتمد عليه برونو جينيسيو”.
ومن المرجح ان تكون صفقة انتقال ماندي الى ليل الفرنسي بمثابة الحل لدفاع المنتخب الذي لم يكن على ما يرام في آخر أربعة مباريات على الأقل وذلك بفعل نقص المنافسة الحاد الذي كان يعاني منه ماندي مع ناديه السابق فياريال الإسباني والذي أثر عليه سلبا من الناحيتين البدنية والفنية على حد سواء.
أسماء ثقيلة في المنتخب متواجدة بدون أندية
وفضلا عن الأسماء التي خالفت توقعات الجماهير الجزائرية بانتقالاتها، يتواجد البعض من نجوم المنتخب بدون أندية الى غاية كتابة هاته الاسطر على غرار كل من النجمين اسلام سليماني، يوسف عطال وآدم وناس الذي قضى قرابة نصف موسم أبيض رفقة ناديه السابق ليل الفرنسي بسبب أسباب انضباطية حسب بيان النادي.
ولم يتلق الهداف التاريخي للمنتخب الوطني اسلام سليماني أي عرض جدي لحد الساعة، رغم ارتباطه بأخبار تتحدث عن إمكانية عودته إلى الدوريين الفرنسي والبرازيلي، في وقت يبدو فيه مصير يوسف عطال مجهولا رغم تلقيه بعض العروض من أندية الدوري التركي بعد “المعارضة” لانتقاله إلى أولمبيك مرسيليا الفرنسي.
بيتكوفيتش مجبر على إيجاد حلول بديلة
وبالنظر الى مجريات الميركاتو الصيفي الجاري، سيكون الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش مجبرا على إيجاد حلول بديلة لبعض اللاعبين الذين لم يوقعوا رفقة أندية جديدة في صورة يوسف عطال وآدم وناس، كما ان هذا الأخير سيكون مجبرا كذلك على البحث عن مواهب جديدة في القارة العجوز من أجل خلق نوع من المنافسة في صفوف كتيبة المحاربين من جهة، ومن أجل تعويض اللاعبين الذين اختاروا دوريات الخليج كوجهة لهم في صورة المنتقل حديثا الى صفوف نادي اتحاد جدة السعودي حسام عوار والذي تلقى كما هائلا من الإنتقادات من الجماهير السعودية بسبب مردوده المتذبذب في المباريات الودية.
وبين هذا وذاك سيسعى الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش الى العمل على بناء مجموعة متكاملة من اللاعبين انطلاقا من التصفيات المؤهلة الى كان المغرب التي ستنطلق شهر سبتمبر المقبل، من أجل مواصلة التحليق عاليا في سماء التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2026 والدخول بقوة في غمار البطولة الإفريقية التي ستقام العام المقبل على الأراضي المغربية، بعد خيبتين متتاليتين في المنافسة الإفريقية على أرضي الكاميرون والكوت ديفوار عندما ودعت كتيبة المحاربين المنافسة من الدور الأول وعجزت حتى عن تحقيق انتصار واحد في المنافستين.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال