نظمت أول أمس الهيئة الاستشارية العليا للدراسات الاستراتيجية والاستثمار بقاعة المحاضرات
بفندق حياة ريجنسي بالمطار الدولي هواري بومدين، فعاليات الملتقى الدولي تحت عنوان “البعد الإستراتيجي لإقتصاد الممرات في إفريقيا”،
هذا الملتقى حضره عديد الفاعلين من ممثلي الوزراء كممثل وزارة اقتصاد المعرفة و المؤسسات الناشئة،
ممثل عن وزارة الفلاحة والتنمية الريفي و أعضاء من السلك الديبلوماسي، سفراء وممثلي السفراء للدول الإفريقية المعتمدة في الجزائر
( مالي، كوت ديفوار، أنغولا، نيجيريا، تونس، ناميبيا، موريطانيا، البنين) كما عرف الملتقى حضور العديد من الخبراء و الإقتصاديين الجزائريين.
تعريف الهيئة الاستشارية العليا للدراسات الاستراتيجية والاستثمار الدبلوماسي
هي مؤسسة ذات طابع خاص، تهدف الى خلق رؤية استراتيجية لتجسيد المشاريع القومية،
حيث تقوم الهيئة من خلال الخبراء والمختصين و رواد الأعمال بوضع خارطة طريق تضم أهم المشاريع الاستراتيجية المقترحة
التي يتم دراستها بشكل معمق بإشراك الجامعات والمعاهد الوطنية، ومن أهم المشاريع الاستراتيجية التي تعكف الهيئة
على تحقيقها والسعي لإنجاحها هي مشروع طريق الألماس.
ماهو مشروع طريق الألماس؟
هو مشروع استراتيجي قومي يمثل إنشاء سكك حديدية عابرة لمجموعة من الدول الإفريقية التي تمتلك ثروات هامة،
وقد سمي هذا المشروع بطريق الألماس كرمزية لهذه الدول التي تمتلك مقدرات معتبرة من الألماس،
والمشروع ينطلق من دولة الجزائر مرورا ب19 دولة إفريقية الى غاية دولة جنوب افريقيا، و له أهداف متعددة
أهمها: اقتصادية، استثمارية، أمنية وسياحية، كما تسعى الهيئة الى دراسة هذا المشروع
رفقة مجموعة من الخبراء والمستثمرين من جميع الجوانب لتقديم هذه الدراسة الى القيادة العليا للبلاد.
افتتاح الملتقى بكلمة من رئيس الهئية الإستشارية العليا للدراسات الإستراتجية والإستثمار الديبلوماسي
هذا وعرف افتتاح الملتقى تقديم كلمة افتتاحية من طرف حكيم بوخاتم رئيس الهيئة الإستشارية العليا للدراسات الإستراتجية والإستثمار الديبلوماسي،
الذي تحدث فيه عن طموح الهيئة الإستشارية التي يشرف عليها في تحقيق الحلم الإفريقي،
وكذا الطموح لتحقيق الريادة على المستوى العالمي من خلال تجسيد مشروع اقتصاد الممرات في إفريقيا
من أجل ربط الأمم والشعوب الإفريقية ببعضها البعض بعدما عانت إفريقيا طيلة قرنين من الزمن، رغم امتلاكها لكل الموارد والقدرات التي تمكنها من تحقيق الريادة في كل المجالات.
عرض نموذج منافذ الممرات الاقتصادية
وتم خلال هذا الملتقى استعراض نموذج منافذ الممرات الاقتصادية، إضافة إلى عرض فيديو آخر يبرز استراتيجية اقتصاد الممرات في إفريقيا،
لينظم بعدها لقاء تفاعلي نشطه كل من أحمد ميزاب الخبير الإستراتيجي الذي تناول في كلمته
الحديث عن أهم النقاط من بينها الأبعاد الاستراتيجية على المدى المتوسط و المدى البعيد،
مع تحديات العصر الحالي التي تتطلب مجموعة من المنطلقات التي تدعو إلى خلق التجمع من بينها مناقشة موضوع مقاربة
(إفريقيا_إفريقيا)، وهذا في إطار التحديات المشتركة نحو طريق “إفريقيا مزدهرة التي تعمل في إطار بناء التصورات والتفكير الجماعي من اجل إفريقيا.
المشروع يهدف إلى توفير الروابط والمساهمة في ارتقاء البنية التحتية
كما تحدث في الندوة التفاعلية رابح فصيح مدير ترقية ودعم المبادلات الاقتصادية بوزارة الخارجية والجالية الوطنية المقيمة بالخارج،
قائلا بأن “الحلم الإفريقي سيصبح قريبا واقع” مبرزا كذلك بأن ” المشروع سيدخل في المسعى الاقتصادي
انطلاقا من الجزائر إلى جنوب افريقيا مرورا بعدة بلدان، مؤكدا كذلك بأن الجزائر استثمرت كثيرا في المنشآت القاعدية
خاصة على المستوى القاري منها المبادرة الجديدة لإنشاء طريق الوحدة الإفريقية،
ومبرزا كذلك في حديثه على أهمية مشروع إقتصاد الممرات الذي يهدف إلى ” توفير الروابط اللوجستية
التي تساهم في إرتقاء البنية التحتية مثل ( السكك الحديدية ،المطارات) والتي ستمكن من إضافة التدفق
بين هذه الدول التي ستشارك في هذا المسعى والتي ستزيد حتما في الوظائف وخلق حركية ديناميكية”.
مناقشة وطرح التساؤلات من طرف المشاركين
كما أشار الأستاذ المحاضر والخبير الاقتصادي سليماني عبد القادر خلال كلمته بأن “أساس الامن و السلم
هي التنمية المستدامة والتنمية الاجتماعية”، بحيث يجمع كل الخبراء على أن الممرات الاقتصادية هدفها توفير الروابط اللوجستية
من أجل تعزيز تجارة خارجية”، ليعرف بعدها الملتقى الدولي للبعد الاستراتيجي لاقتصاد الممرات في إفريقيا مناقشة وطرح التساؤلات
من طرف المشاركين في هذه الندوة عن التحديات التي تنتظر هذا المشروع في ظل الواقع الذي تعاني منه الدول الإفريقية
في جميع المجالات ،حيث تقدم الأساتذة المحاضرين للإجابة والنقاش حول المسعى من خلال تجسيد مشروع طريق الممرات
المتمثل في طريق الألماس، الذي سيفتح آفاق جديدة في القارة الإفريقية لو توحد النظرات التي تحتاج إلى هيكلة حقيقية.
أهم توصيات الملتقى الدولي للبعد الاستراتيجي لاقتصاد الممرات في إفريقيا
هذا وخلص الملتقى الدولي للبعد الاستراتيجي إلى تقديم عدة توصيات ستقدم إلى السلطات من أجل تفعيل هذا المشروع ومن بين هذه التوصيات:
حتمية التوجه نحو بناء تكتلات وتجمعات اقتصادية.
ترجمة الرؤية من خلال إستراتيجية كاملة قابلة للتطبيق والتفعيل من خلال وضع خطة طريق تحقق الأهداف
مع مراعات عامل الوقت و الزمن، والعمل على الاستثمار في الرؤية من خلال ورشات عمل لأجل بلورة اقتصادية كاملة .
تشكيل لجنة خبراء للتفكير بحيث تقترح الأسماء من طرف الدول المعنية بعد مراسلة هيئة السفارات لهذه الدول.
هيكلة الرؤية مع الاعتماد على نهج المؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة باعتبارها مفاتيح اقتصادية للتنمية المستدامة
و تثمين دور الجزائر في إطار تفعيل هذه الأليات.
خلق فضاءات تفكير لصياغة تصور مشترك حول سياسة دعم هذا النوع من المؤسسات المبتكرة و الخلاقة للثروة في إفريقيا
من خلال استراتيجية 20_36 المتعلقة بتمكين الشباب الإفريقي.
حكيم بوخاتم (رئيس الهيئة الإستشارية العليا للدراسات الإستراتجية و الإستثمار الديبلوماسي): “قمنا بمقترح مبادرة مشروع طريق الألماس وهو بمثابة اكتشاف”
وعلى هامش الملتقى الدولي للبعد الاستراتيجي لاقتصاد الممرات أوضح حكيم بوخاتم رئيس الهيئة الاستشارية العليا للدراسات الاستراتيجية و الإستثمار الديبلوماسي
لجريدة عالم الأهداف عن الهدف من تنظيم هذا الملتقى حيث أوضح قائلا :” قمنا بمقترح مبادرة مشروع طريق الألماس الحلم الإفريقي ،وهذا من أجل وضع موضع قدم في إفريقيا باستراتيجية خاصة تعتمد بما يسمى اقتصاد الممرات العالمي الذي اصبح منهجا و أصبح رؤية اقتصادية و ثقافية وسياحية، فاقتصاد الممرات بالنسبة لنا هو اكتشاف، أين اكتشفنا الأرض و الجغرافيا و المنطقة والبوابة، وكأن بوابة إفريقيا كانت تحتاج إلى مفتاح، هذا المفتاح باعتقادنا أنه يوجد في مشروع الحلم الإفريقي طريق الألماس الذي يضم 18 دولة إفريقية، كلها دول إستراتجية قوية”
كريمة لعرج (عضو في الهيئة الإستشارية العليا للدراسات الإستراتيجية و الإستثمار الديبلوماسي المكلفة بالعلاقات الدولية والاتصال): “هدفنا واضح وهو خلق تكتل إفريقي قوي في مجال الاقتصاد و الديبلوماسية”
وفي ذات السياق، تحدثت الشابة الجزائرية لعرج كريمة الناشطة في مجال الدبلوماسية الاقتصادية و الديبلوماسية الرقمية والمقاولة الذاتية والعضو في الهيئة الاستشارية العليا للدراسات الاستراتيجية والإستثمار الديبلوماسي المكلفة بالعلاقات الدولية والإتصال لجريدة عالم الأهداف قائلة: “هدفنا واضح وهو خلق تكتل إفريقي قوي في مجال الاقتصاد و الديبلوماسية، عرضنا ثلاث مشاريع على رأسها مشروع السكة الحديدية الذي يبدأ من محطة الحمدانية بالجزائر و يمتد إلى جنوب افريقيا، كما أن الهدف الرئيسي هو تأسيس كتلة اقتصادية لدعم القوة وإرجاع لإفريقيا مكانتها العالمية التي كانت من المفروض أن تكون عليها.”
علي جماح
مناقشة حول هذا المقال