مركز التكوين بين حلم الأنصار وواقع المسيرينرغم الألقاب العديدة التي تزخر بها خزينة شبيبة القبائل والإنجازات القارية والمحلية التي حققتها في السنوات الماضية، إلا أن الشبيبة لم تصل بعد إلى مفهوم الفريق المحترف بشهادة أنصارها، وهذا راجع لسبب واحد هو عدم امتلاك مركز تكوين خاص بها بالرغم من المداخيل الكبيرة التي تلقتها في سنوات التتويجات القارية، حلم قد لن يتحقق قريبا ويبقى سرابا لمدة طويلة رغم الوعود التي قطعها رؤساء سابقون وحاليون للنادي.
وعود المسيرين والرؤساء السابقين والحاليين لم يجلب أي جديدوعود كثيرة، إشاعات عديدة وتصريحات مختلفة خرجت من أفواه العديد من المسيرين السابقين للشبيبة في عهد الرئيس محند شريف حناشي حول مشروع ضخم جدا، وهو بناء مركز تكوين يليق بفريق عريق مثل شبيبة القبائل، وعود كانت بمثابة حبر على ورق فقط، فلم تعرف القضية أي جديد يذكر ليبقى كالحلم فقط في أذهان أنصار الكناري، وبعد قدوم شريف ملال وطرح مشروعه على الأنصار، كان يتضمن بناء مركز تكوين للفريق كجزء أساسي وأولية قصوة له مع الشبيبة، مشروع أعاد الروح لعشاق الفريق القبائلي، قبل أن يصطدموا بواقع مرير، فملال وصل إلى نهاية سنته الثانية دون أي تقدم يذكر في هذه القضية.
ملال وضع حجر الأساس، لكن لا جديد عن المشروعرغم الوعود الكثيرة التي قطعها رئيس مجلس إدارة شبيبة القبائل شريف ملال على أنصار الفريق قبل وبعد تعيينه رئيسا للنادي، إلا أن مركز التكوين لم يعرف بدايته إلى يومنا هذا، بالرغم من وضع حجر الأساس وتحديد الرقعة الجغرافية المتواجدة في منطقة واد عيسي بمدينة تيزي وزو وكان ذلك في سبتمبر 2018، وهذا من طرف الراعي الرسمي للفريق “سفيتال” التي يترأسها رجل الأعمال المشهور يسعد ربراب، إلا أن الأعمال لم تبدأ إلى يومنا هذا ورئيس الشبيبة لم يتطرق إلى الموضوع لا من قريب ولا من بعيد.
مشروعه قد يوصف بالفاشل إذا…مع رئيس الشبيبة دائما الذي سيصل في جوان القادم إلى عامه الثاني على رأس مجلس إدارة الكناري، وكما يعلم عشاق الفريق القبائلي عند قدومه إلى الشبيبة طرح مشروعا يتمناه أي ناد جزائري، خاصة مع ذكره بناء مركز التكوين، لكن هذا الأخير يبدو أقرب إلى الإلغاء في ظل الظروف الحالية التي تعرفها الشبيبة من أزمة مالية خانقة، فبعد أن تم تأجيل بداية أعمال البناء إلى أجل غير مسمى، ها هو تهديد الإلغاء النهائي يراود هذا المشروع، إلغاء بناء مركز التكوين سيجعل مشروع شريف ملال في مهب الريح بشهادة أنصار الشبيبة أولا، والعارفين بخبايا الكرة الحزائرية عامة، ويكون قد فشل بدرجة كبيرة في وصوله إلى أهدافه المسطرة التي كشف عنها قبل وبعد ترأسه الشبيبة.
مطالب بتقديم استفسارات عن عدم تحرك الأعمالوبالرغم من أن الوضع الحالي الذي تعيشه البلاد في ظل تفشي فيروس كورونا في كل أنحائها ليس بالتوقيت المناسب للحديث عن مركز التكوين، إلا أن شريف ملال يبقى مطالبا من طرف أنصار الشبيبة خاصة بتقديم عدة توضيحات حول هذا المشروع ومصيره في المستقبل وما إذا ستستأنف الأعمال فيه، أو سيتم إلغائه أو حتى إذا حدث شيء يحتم تغيير مكان بنائه، كل هذه التساؤلات تراود أذهان عشاق شبيبة الذين منحوا الثقة للرئيس الحالي شريف ملال فور قدومه، ليكون هو الآخر أن يكون في مستوى الثقة الممنوحة له ويُعلم أنصار الكناري بأي جديد يطرأ على القضية.
بن عبد الرحمان، خيال وعيبود معنيون أيضابالإضافة إلى الرئيس شريف ملال، كان معه العديد من المسيرين ورجال الأعمال الذين ساندوه في المشروع الذي أطلقه في شبيبة القبائل، ويتعلق الأمر بالناطق الرسمي للفريق مولود عيبود، رجل الأعمال المشهور في منطقة القبائل عزيز خيال، بالإضافة إلى عضو النادي الهاوي نسيم بن عبد الرحمان، الثلاثي مطالب بنفس درجة الرئيس من أجل الخروج إلى وسائل الإعلام والإدلاء للأنصار بتطورات المشاريع التي تحدثوا عنها فور تقديمه برنامج العمل الذي سيتخذونه مع الشبيبة، لكنهم لحد الآن فضلوا التزام الصمت مثلما فعل رئيس الفريق.
الأنصار يعتبرونه أساس العودة إلى طريق الألقاب
كان تاريخ الفاتح ماي 2011 آخر يوم احتفل به فريق شبيبة القبائل بتتويجه بأحد الألقاب، ليصل الفريق إلى عامه التاسع دون الشرب من كأس البطولات مرة أخرى، ليستنتج أنصار الشبيبة أن أحد المشاكل التي أوصلت الفريق إلى الوضع الحالي هو عدم توفر مركز تكوين عصري يليق بالكناري ويهتم بالمواهب الشابة التي تزخر بها منطقة القبائل، والعمل على تهيئة كل الظروف لها قصد إيصالها إلى الفريق الأول بمستوى جيد يجعلها تنافس مع مختلف أندية البطولة.
الفريق فقد عدة مواهب بسبب عدم توفر مركز تكوين
إن العمل الأساسي لمركز التكوين هو منح اللاعبين البيئة الجيدة لممارسة كرة القدم بأريحية وبدون أي عراقيل تذكر، بالإضافة إلى استقدامه مدربين ذوي كفاءة عالية، أمر لم تجده العديد من المواهب الشابة التي قدمت إلى الشبيبة من أجل خوض غمار المنافسة مع فئاتها الشبانية، لتغادر مسرعة نحو أندية أخرى أو حتى إلى قارة أخرى بحثا عن مكان أفضل من أجل تعلم أبجديات كرة القدم، نضرب المثل هنا بلاعب المنتخب الوطني يوسف عطال الذي تدرج مع مختلف الفئات السنية للكناري، قبل أن يغادر إلى أكاديمية بارادو التي طورته وصدرته إلى أوروبا ليصبح أفضل ضهير أيمن في القارة السمراء.
عيد الحفيظ بوعدة
مناقشة حول هذا المقال