لم يمنع الهجوم الإيراني غير المسبوق على الكيان الصهيوني، ليلة الأحد، الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة سلسلة جرائمه في غزة، فرغم انشغال العالم بالرد الإيراني، وإعلان الاحتلال تأخير الاجتياح البري لمدينة رفح، جنوبي القطاع، إلا أن القصف الإسرائيلي مستمر لليوم ال 193 على التوالي، ففي ساعة متأخرة من الاثنين، مصادر صحفية في قطاع غزة بسقوط أربعة شهداء على الأقل وعدد من الجرحى، إثر استهداف الاحتلال الإسرائيلي مسجد شهداء الفاخورة، غرب مخيم جباليا، شمالي القطاع.
وقبل ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الـ 24 ساعة الماضية سبع مجازر ضد المدنيين، راح ضحيتها 68 شهيداً و94 جريحا، وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 33797 شهيدا و76465 جريحا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إنه “بعد مرور 193 يوم من العدوان هناك خشية كبيرة من توقف مولدات الكهرباء التي عملت بكامل طاقتها على مدار الساعة في المستشفيات، والشواهد تشير إلى أنها قابلة للتوقف في أي لحظة، الأمر الذي يؤدي إلى كارثة صحية”، كما ناشدت الوزارة كل المؤسسات المعنية بتوفير مولدات جديدة أو العمل على عودة خطوط الكهرباء للمستشفيات.
الأمم المتحدة تهدد بكارثة إنسانية في حال استمرار فرض الاحتلال قيود على دخول المساعدات
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من “كارثة” في حال عدم إيصال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين في جميع أنحاء قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة.
وقال المكتب الاثنين في بيان بشأن الوضع بقطاع غزة والضفة الغربية، إن الحرب الإسرائيلية تسببت في تدمير البنية التحتية في غزة.
وبخصوص الضفة الغربية، ذكر “أوتشا” أن المستوطنين الإسرائيليين هاجموا 17 قرية فلسطينية في 12 و13 أفريل الجاري، وأوضح البيان أن فلسطينيين اثنين فقدا حياتهما في هجمات الضفة، وأن 45 فلسطينيا أصيبوا وأكثر من 20 أسرة نزحت، وعشرات المنازل تضررت جراء هجمات المستوطنين.
وجاء في البيان أن عمال الإغاثة في غزة كانوا يحاولون القيام بواجباتهم في “بيئة عمل عدوانية للغاية” بسبب العديد من القيود الإسرائيلية المفروضة مثل الانتظار لساعات عند نقاط التفتيش.
وأفاد أن برنامج الأغذية العالمي ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع ” تمكنا من افتتاح مخبز في غزة لأول مرة منذ أشهر، وتوفير الوقود لمدة 4 أيام لضمان تشغيله.”
وأوضح البيان أنه رغم تعهد المسؤولين الإسرائيليين بزيادة المساعدات لغزة إلا أنه لم يكن هناك “تغيير واضح” على الأرض، وحذر من أنه إذا لم يتم توصيل المساعدات إلى جميع أنحاء غزة “فقد نواجه كارثة”.
من ناحية أخرى، ذكر البيان أنه وفقا لمركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، فإن 90 بالمئة من نحو 4 آلاف مبنى على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة قد دمرت أو تضررت.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 يشن الكيان الصهيوني حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا بالبنية التحتية ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في باحات مجمع الشفاء
أعلنت العديد من المصادر الصحفية اكتشاف مقبرة جماعية في باحات مجمع الشفاء الطبي، وذلك بعد فترة بحث دامت أياما، وتعتبر من أولى المقابر الجماعية في المجمع.
وكان بعض شهود العيان من الأطباء أدلوا بشهادات أكدوا فيها حدوث عمليات إعدام ميداني طالت أطباء ونازحين داخل المجمع.
وأفادت مصادر طبية أن طواقم وزارة الصحة والدفاع المدني استخرجت العديد من الجثث التي يبدو أنها دفنت حديثا، أي خلال فترة تواجد قوات الاحتلال في المجمع أثناء الاقتحام الأخير.
وعرض ناشطون مشاهد قاسية ومؤلمة للعديد من الجثث المدفونة في مقبرة جماعية، حيث أعدم العديد منهم على يد الاحتلال وفقا لروايات شهود العيان.
واستخرجت الطواقم الطبية والدفاع المدني عددا من الجثامين التي كانت موجودة أسفل الركام، حيث تمكنوا من استخراج 9 جثث حتى الآن، وتواصل أطقم العمليات الجنائية ووزارة الصحة والدفاع المدني العمل على البحث عن المزيد من الجثامين داخل هذه المقبرة الجماعية، رغم مخاوف من استهدافهم من قبل قوات الاحتلال.
وطالب حقوقيون وقانونيون بضرورة تحرك النائب العام للمحكمة الجنائية الدولية، مشددين على أن هذه القبور تتطلب تحقيقا فوريا من قبل منظمة دولية مستقلة، في ظل وجود هذه الأدلة الدامغة.
حماس تؤكد أن مقبرة مجمع الشفاء جريمة مكتملة الأركان برسم المجتمع الدولي ومؤسساته
قالت حركة حماس إن المشاهد المروعة للمقبرة الجماعية الجديدة، التي تم اكتشافها الاثنين، في إحدى باحات مجمع الشفاء الطبي، وتضم عددا من جثامين الشهداء المتحللة، والتي قام الاحتلال بمواراتها تحت التراب بجرافاته العسكرية، قبل انسحابه من المجمع، “تؤكد، من جديد، أن لا حدود لهذه الفاشية الصهيونية الـمقيتة، والمستمرة في ممارساتها”.
وأضافت حماس، في بيان لها، أن الاحتلال الإسرائيلي “استغل الصمت الدولي المشين، عن انتهاكات فظيعة للقانون الدولي، وحرب إبادة مستوفاة الأركان على شعبنا في قطاع غزة”.
وشدد البيان على أن هذه السلسلة غير المنتهية من الفظائع، والتي تكتَشف في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، من مقابر جماعية، وآثار لحالات إعدام، ومئات الجثامين التي لا تزال تحت الأنقاض، والدمار الهائل الذي طال المجمع وأقسامه، هي “برسم المجتمع الدولي ومؤسساته السياسية والإنسانية والقضائية، وعلى رأسها محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية، كجرائم حرب موصوفة وموثقة”.
وجددت حماس تأكيدها أن المطلوب من هذه المؤسسات الدولية أن “تفعل دورها بإخضاع قادة هذا الكيان المارق للمحاسبة فورا”
الكيان الصهيوني يماطل عمدا في مفاوضاته مع حماس
أكدت مصادر مصرية مطلعة على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة إن حركة حماس “أبدت مرونة كاملة خلال جولة المفاوضات التي جرت أخيرا في القاهرة، حول التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار وتبادل للأسرى، وإن إسرائيل هي التي لا تزال تراوغ للتملص من التوصل لاتفاق”.
وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على النوايا الخبيثة التي يكنها الاحتلال الإسرائيلي لسكان قطاع غزة ورغبته الجامحة في مواصلة ابادته الجماعية وتدمير قطاع غزة تدميرا كاملا وجعلها منطقة غير صالحة للسكن بغية تهجير سكانها قصريا الى أماكن مجاورة لها.
الكيان الصهيوني يبين من يوم لآخر أنه لا يكن أي اهتمام لأسراه المحتجزين لدى المقاومة فتارة ما يتسبب في قتلهم وتارة يتسبب في تجويعهم بحضر دخول المساعدات الى القطاع وتارة ما يماطل ويتعنت أثناء مفاوضات الهدنة من أجل استعادتهم.
ورغم كل ما حدث ويحدث داخل قطاع غزة والذي لم يسبق له مثيل في العصر الحديث ورغم توثيق العديد من جرائم الاحتلال صوتا وصورة الا أن المجتمع الدولي يواصل التجاهل والسكوت وحتى ان تحدث فإن قراراته غير محترمة من طرف الكيان الصهيوني الذي لم يوقف اطلاق النار خلال شهر رمضان رغم صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي ولم يسمح للمساعدات بالعبور دون أي قيود مثل ما أقرت به محكمة العدل الدولية.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال