أصبحت نهائيات كأس إفريقيا للأمم تشكل صداع العديد من الفاعلين في كرة القدم العالمية في السنوات القليلة الماضية ابتداء من أعلى هيئة في الكرة العالمية “الفيفا” التي تتلقى ضغوطا كبيرة من أندية القارة العجوز من أجل الضغط على الإتحاد الافريقي وتأجيل البطولة الى فصل الصيف بدلا من فصل الشتاء بغية الإستفادة من لاعبيها الأفارقة في هذه الفترة الحساسة من الموسم الكروي، مرورا بالعديد من المدربين في البطولات الأوربية الذين ينتقدون في كل مرة توقيت تنظيم البطولة ويعاقبون لاعبيهم الأفارقة بالإبعاد فيما تبقى من مجريات الموسم في العديد من الأحيان، وصولا الى اللاعبين الأفارقة الذين يدفعون الثمن غاليا ويخسرون مكانتهم الأساسية في وقت حساس من الموسم وذلك ما ينعكس عليهم سلبا في العديد من الأحيان بتراجع مستواهم البدني والفني أما بالنسبة للعامل النفسي فيكون الأكثر تظررا بالنسبة لهؤلاء اللاعبين.
ثلاثي المنتخب الوطني رامي بن سبعيني، عيسى ماندي وحسام عوار بدرجة أقل يدفعون حاليا ثمن مشاركتهم رفقة المنتخب الوطني في كان الكوت ديفوار، خاصة وأن نجوم الخضر أصبحوا الخيار رقم 2 بالنسبة لمدربيهم وأصبحوا نادرا ما يشاركون كبدلاء وذلك ما قد ينعكس سلبا على مردودهم. فإلى متى سيتم تجاهل ثلاثي الخضر من طرف مدربيهم؟ وما هي العواقب التي ستنجر على ذلك بالنسبة لمستقبل نجوم الخضر؟
بن سبعيني أكثر نجوم الخضر تضررا
لم تكن عودة نجم المنتخب الوطني رامي بن سبعيني موفقة من نهائيات كأس افريقيا للأمم على غرار باقي لاعبي المنتخب في صورة عمورة، شايبي وآدم وناس، فخريج مدرسة بارادو لا يزال يعاني من تبعيات المشاركة مع المنتخب الوطني في كأس إفريقيا وأصبح الخيار رقم 2 في ناديه بوريسيا دورتموند الألماني بعد أن كان جزءا لا يتجزأ من التشكيلة الأساسية قبل فترة التوقف الدولي الماضية، ولطالما عملت إدارة النادي الألماني على إيجاد خليفة لبن سبعيني قبل توجهه للمشاركة في كأس افريقيا للأمم وهو ما حدث بالفعل عندما تعاقدت إدارة نادي بوريسيا دورتموند مع مدافع نادي تشيلسي لان ماستن لمدة ستة أشهر على سبيل اعارة.
بن سبعيني ضيع مكانته الأساسية في النادي الألماني خاصة وأنه لم يلعب سوى 15 دقيقة فقط منذ عودته الى التدريبات الجماعية لأصحاب الزي الأصفر والأسود بتاريخ 02 فيفري الجاري.
كل المعطيات تؤكد أن عودة بن سبعيني الى التشكيلة الأساسية ستكون مستبعدة في الوقت الحالي خاصة وأن اللاعب سيلعب مباريات شهر مارس الى غاية منتصف أفريل صائما وهو ما قد يجعل مردوده يتراجع بعض الشيء، مما يجعل اللاعب مهددا بشكل مباشر بنصف موسم أبيض ستكون عواقبه وخيمة سواء بالنسبة للاعب بصفة عامة أو خط دفاع المنتخب بصفة خاصة.
19 دقيقة في خمسة مباريات غير كافية بالنسبة لماندي
ومن جهة أخرى، يعاني صخرة دفاع المنتخب الوطني عيسى ماندي من التهميش هو الآخر في الدوري الإسباني رفقة ناديه فياريال، خاصة وأن هذا الأخير ومنذ عودته الى ناديه بعد المشاركة في كأس افريقيا للأمم لم يلعب سوى 19 دقيقة في المباراة التي فاز بها رفقة ناديه أمام برشلونة بنتيجة خمسة أهداف مقابل ثلاثة، ليجلس بعد ذلك على دكة البدلاء لأربعة مباريات متتالية دون لعب أي دقيقة، حيث أصبح المدرب الإسباني لفريق الغواصات الصفراء يعتمد بشكل كبير على الثنائي راوول أربيول وإيريك بايلي مع اشراك الإسباني خورخي كوينسا كبديل محتمل لأحد قلبي الدفاع.
وضعية عيسى ماندي مع نادي الغواصات الصفراء تتعقد من يوم لآخر وتنذر بنصف موسم أبيض قد تكون عواقبه وخيمة على نجم الخضر، خاصة وأن هذا الأخير قد يلعب آخر مواسمه في الدوري الإسباني هذه السنة وبحاجة الى مزيد من دقائق اللعب من أجل جذب اهتمام أندية أخرى من اجل التعاقد معها في الميركاتو الصيفي المقبل.
عوار لم يجد معالمه مع ذئاب العاصمة الإيطالية روما
أما بالنسبة لحسام عوار فالأمور تعتبر أكثر تعقيدا كون المنظم حديثا لكتيبة المحاربين لم يجد معالمه مع ذئاب العاصمة الإيطالية نادي روما منذ انضمامه الى صفوفه صيف العام المنصرم خلال فترة الانتقالات الصيفية بعقد يمتد الى غاية صيف 2028 قادما من نادي ليون الفرنسي.
ففي بادئ الأمر راهن العديد من المتتبعين على نجاح الموهبة الجزائرية في تجربته الجديدة تحت قيادة المدرب البرتغالي الشهير جوزي مورينهو واعتبر البعض الآخر بدايته المتعثرة ومستواه المتذبذب أمرا طبيعيا كون اللاعب يخوض أول تجربة له في الدوري الإيطالي الذي لا يشبه بتاتا الدوري الفرنسي.
لكن ومع مرور الوقت بدأت الأمور تتضح أن حسام عوار لم يجد معالمه في الدوري الإيطالي وأصبحت الجماهير الإيطالية تنتقد إدارة النادي بسبب صفقة عوار التي وصفت بالفاشلة، لكن ومع تغير المدرب وتعيين دي روسي على رأس العارضة الفنية لذئاب روما، عاد الأمل الى عوار الذي كان يمني النفس بنيل فرصته كاملة واستعادة مستواه الفني الذي غاب عنه مع المدرب البرتغالي جوزي مورينيو، لكن ما حدث كان عكس ذلك تماما حيث كشف المدير الفني الإيطالي و مدرب نادي روما دانييلي دي روسي عن سبب عدم اشراكه للاعب الدولي الجزائري حسام عوار في مباراة فروسينوني من الدوري الإيطالي، و قال دانييلي دي روسي في المؤتمر الصحفي الذي نشطه قبل انطلاق المباراة بأن تفكيره كان منصبا على توظيف عوار أساسيا، فهو لاعب يتمتع بجودة عالية، حيث قال لاعب روما السابق: “كنت افكر في الاعتماد على عوار أساسيا في المباراة، لكن بعدها ظهر لي أن ساردار أزمون أفضل منه، ولجأت إلى إشراكه في كامل أطوار اللقاء”
هذا ما قد يجعل مستقبل نجم الخضر مع نادي “الذئاب” على المحك، كما ان هناك حديث إعلامي قوي عن إمكانية مغادرة عوار للفريق الإيطالي خلال الصيف المقبل، وواصل نجم الجزائر الجديد حسام عوار ابتعاده عن المنافسة منذ عودته من رحلة “الكان” مع الخضر، حيث اكتفى بخوض دقائق معدودة من نادي روما الإيطالي، خاصة في عهد المدرب الجديد دانيال دي روسي، الذي يبدو بأنه اختار تشكيلته الأساسية التي سيعتمد عليها دون اللاعب الجزائري الذي لم ينل ثقة أسطورة نادي روما بعدما قاد الفريق في ستة لقاءات رسمية منذ تعيينه في منتصف شهر جانفي الماضي، بعد إقالة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو إثر توالي النتائج السلبية، وجدير بالذكر أن اللاعب حسام عوار يربطه عقد مع نادي روما الإيطالي يستمر حتى صيف 2028.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال