في إطار أهدافها الساعية للمحافظة على الأسرة وتماسكها، نظمت جمعية ألاء للتنمية الأسرية أمس ندوة وطنية عن طريق الزوم حول أهمية الوفاء في العلاقة الزوجية تحت عنوان “العلاقة الزوجية وفاء وإخلاص فلنحذر من الخيانة”، أطرها مجموعة من الأساتذة والخبراء.
وقد استهلت الندوة بمداخلة لرئيسة الجمعية الدكتورة لطيفة العرجوم، أكدت من خلالها على أن موضوع الندوة جاء تلبية لطلب الكثير من العائلات، لذا تم طرحه من مختلف الجوانب، لتقديم الحلول لمن يعانون من هذه المعضلة، ذلك أن الوفاء والإخلاص والثقة هو أساس بناء أي أسرة قوية متماسكة، باعتبار أن الأسرة قلب الوطن وهو الشعار الذي حملته الجمعية.
فيما أكدت الأخصائية النفسية خديجة تناح بوزيان في مداخلة بعنوان “خطر الخيانة على العلاقة الزوجية من الناحية النفسية”، أن الزواج هو الرابط الفطري والشرعي للمرأة والرجل، واعتبرت أن الظاهرة صارت تعاني منها الأسرة الجزائرية وهي مرتبطة بمدى استيعاب قيمة الزواج وقيمة الحوار في العلاقة الزوجية ومدى تقبل الآخر، وعن الأسباب تقول الأستاذة “الخيانة اضطراب نفسي قد يعود إلى مشاكل في الطفولة وكذلك تصدر ممن لهم نزوع نحو التسلط والرغبة في كسر كل ماهو سوي، وهي خيانة للذات و التخلى عن قيمة أخلاقية.
الدكتور حليم مصطفى المختص في علم الاجتماع تناول أثر الوفاء بين الزوجين على استقرار الأسرة، مؤكدا أن الخيانة الزوجية تعود لأسباب اجتماعية منها عدم تأهيل الزوجين، والتنشئة الاجتماعية الخاطئة، كما أشار إلى نظرة المجتمع للزوج الخائن وإيجاد له الاعذار في حين أن المرأة الخائنة تتلقى أقسى الاتهامات والأحكام، وذكر أن الخيانة لها مستويات.
وركزت المدربة زليخة شلحة على الجانب المهاراتي والتربوي في العلاقة الزوجية، قائلة “أن العلاقة التي تشوبها الخيانة تنقسم إلى طرفين طرف خائن وطرف تم خيانته، أسباب الظاهرة، عديدة ولكن نرى أن السبب الرئيسي يرجع إلى ما يبحث عليه الشخص الخائن وغالبا ما يكون نتيجة أمور تعود إلى الطفولة، فقد يكون لم يحدث له اشباع عاطفي كافي وهو صغير وهذا ما ينعكس عليه في الكبر ويجعله يبحث عن ذاك الإشباع خارج مؤسسة الزواج”.
وختمت الندوة بمداخلة للأستاذ عبود محمود المختص في الشريعة حول دور الدين في المحافظة على الأخلاق وحماية الأسرة وتقويتها، وفي هذا الصدد يقول عبود” الإسلام جاء بمبدأ سد الذرائع، وإصلاح ذات البين، ونهى عن مواطن الشبهات، فالدين هو من يربي النفس على الاستقامة وهو مصحح للمسارات وعاصم من الوقوع في الرذائل”.
وخلصت الندوة بمجموعة من التوصيات منها التأكيد على أهمية التأهيل والتكوين للمقبلين على الزواج وضروة تصحيح بعض مفاهيم التنشئة الاجتماعية الخاطئة، وتعميق لغة الحوار بين الزوجين وتعزيز قيم الوفاء وبناء الثقة في العلاقة الزوجية.
كما أكد المشاركون على تفعيل دور منظمات المجتمع المدني التي تعنى بالتنمية الأسرية للقيام بالإرشاد والتوجيه، مع الدعوة للالتزام بالضوابط الشرعية والأخلاقية والتحلي بالقيم لتجنب كل ما يخل بالأسرة.
زهور بن عياد
مناقشة حول هذا المقال