في إطار الإعلان عن الدعوة الثالثة لتنفيذ مشاريع البحث والتطوير في إطار البرامج الوطنية للبحث العلمي و التطوير التكنولوجي، تم عرض ” ثلاثة مشاريع متحصلة على براءة ابتكار وذلك خلال عرض مخرجات المشاريع النموذجية في برامج الأمن الغذائي، الأمن الطاقوي و صحة المواطن، قدم أصحاب المشاريع عروضا يشرحون فيها طبيعة هذه المشاريع.
في برنامج الامن الغذائي تم اختيار مشروع تحفيز انتاج المزروعات خارج التربة، وهو مشروع قام بإنجازه المعهد التقني لزراعة الخضروات والمحاصيل الزراعية بالجزائر العاصمة بالشراكة مع جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا ، تم العمل على هذا البرنامج بالمشاركة بين الطرفين سنة 2021، وذلك في اطار برنامج البحث العلمي و في سياق تدعيم التكنولوجيا للأوساط الزراعية المحلية.
وفي حوار خاص لصحيفة “عالم الأهداف” مع السيد شتو عبد الحميد مدير محطة المعهد التقني لزراعة الخضروات والمحاصيل الزراعية المتواجدة بزرالدة بالجزائر العاصمة ، قدم لنا شرحا لطبيعة المشروع و أهميته في قطاع الفلاحة، حيث اكد لنا بأن انتاج الخضروات خارج التربة له إيجابيات و فوائد عدة، لعل أهمها الاقتصاد في استهلاك المياه بحوالي 70 بالمئة، وهو أمر مهم بالنسبة للفلاحين في ظل التغير المناخي و نقص المياه الجوفية في بعض المناطق و ندرة تساقط الامطار، بالإضافة الى ان هذه التقنية تمكن الفلاحين من التقليل من استخدام الأسمدة و تسمح لهم بالاستخدام العقلاني للأسمدة، كما أن تقنية الإنتاج خارج التربة تضمن سلامة النبتة عن طريق حمايتها من الامراض التي قد تتواجد في التربة، كما انها تحتاج إلى مساحة أقل لان النّبات لا يحتاج لتكوين جذور كبيرة الحجم للحصول على حاجته من الماء والعناصر الغذائية، وكل هذا يسهم في رفع الإنتاج بكمية هائلة خاصة باستعمال البيوت البلاستيكية.
تركز تقنية تحفيز انتاج الخضروات خارج التربة على زراعة الخضروات في محلول مائي بدلا من التربة، حيث تعتمد على ابتكار محاليل خاصة محلية، وتمكن القائمين على المشروع من ابتكار أكثر من 3 أنواع من المحاليل المحلية محلول خاص بالصحراء او تربة الواد، محلول خاص بالفليين ومحلول خاص ببقايا النخل.
وساهمت جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا في هذا المشروع بإنجاز محطة تيد وهي محطة كهربائية تقوم بمتابعة النبتة، وذلك من خلال مراقبة كميات المياه اللازمة وبالتالي التحكم في ملوحة ورطوبة التربة ودرجة الحرارة.
أعرب السيد شتو أن المحاليل ستكون جاهزة وحاضرة لاستهلاك الفلاحين، وأكد على فائدة هذه المحاليل في قطاع الفلاحة لأنها وبالنسبة له ستحل مشاكل مهمة تعاني منها الفلاحة في الجزائر كما انه ستسمح بالتحويل من الفلاحة التقليدية للفلاحة الحديثة، كما ستساهم برفع الإنتاج و بالتالي تحقيق الامن الغذائي و الاكتفاء الذاتي ولما لا القدرة على تصدير هذا المنتج للخارج.
وخلال تقديم القائمين على المشروع لعرضهم ابدى الوزراء الحاضرين اهتمامهم بفكرة المشروع، وقام وزير الري السيد طه دربال بتهنئتهم وابدى اعجابه بالفكرة واكد على ان هذا المشروع بتجسيده سيحل الكثير من مشاكل قطاع الفلاحة والري على حد سواء.
بوزيان بلقيس
مناقشة حول هذا المقال