تعتبر بداية الموسم الدراسي انطلاقة تتطلب. التحضير الجيد من التلاميذ في مختلف الاطوار. التعليمة و من مختلف الجوانب وبالاخص النفسية منها.وحول التحضير النفسي المناسب جمعنا حوار مع المختصة. في الإرشاد الأسري والتربوي نوال حنافي .التي حدثتنا عن التهيئة النفسية للتلاميذ من اجل .الالتحاق الجيد بالمدرسة و النصائح التي يتعين على. الاسر المدرسة والتلميذ العمل بها.
قبل العودة إلى مقاعد الدراسة يقول البعض ان التلاميذ بحاجة إلى تحضير نفسي، كيف يكون ذلك ؟
“تعتبر التهيئة النفسية للعودة الى. المدارس أمر مهم جدا لضمان انتقال سلس. وناجح للتلاميذ من مرحلة راحة الى نشاط وهذا التغيير يحتاج. لتمهيد وتهيئة نفسية التي تتم .من خلال عدة نقاط عامة كـتغيير الروتين .قبل اسبوع او اسبوعين من العودة الى المدرسة، فعلى. الاولياء تغيير النمط الصيفي للأبناء. وتعديل أوقات النوم والاستيقاظ وأوقات الأكل .واللعب لتتناسب مع جدولهم الدراسي حتى .يتكيفوا مع الروتين الجديد، استرجاع ذكريات. الدراسة مع الابناء فعلى الاولياء الجلوس .مع ابنائهم واسترجاع الذكريات والبيئة المدرسية ككل. والتركيز على الجوانب الايجابية والحديث .عن التفوق والانجازات حتى ينقلوا ابنائهم من حالة الضجر والملل والتوتر الى حالة الانشراح والحماس.
بالإضافة الى عمل جلسات تقييمية، فمن الضروري. عمل جلسات مع الابناء لتقييم السنة الماضية للوقوف حول النقائص ونقاط الضعف والتركيز عليها .وتسطير برنامج لها خلال العام الجديد،
هذا و يعتبر إشراك الابناء في شراء كل ما .يتطلبه الدخول المدرسي أمر مهم لفتح. شهيتهم للعودة الى المدرسة باعتبارها بيته الثاني، كما انه على. الاولياء تخصيص وقت لمراجعة المبادئ الاساسية لكل. مادة حتى يحافظوا على لياقتهم الذهنية وعلى مستواهم الدراسي ليستقبلوا العام الجديد بكل استعداد وثقة في قدراتهم .
و من عوامل التهيئة النفسية. كذلك عقد اتفاقية للتحكم في استخدام الشاشات الالكترونية.فعلى الاولياء وضع بعين الاعتبار عامل الادمان على الشاشات وضرورة تهيئة. الابناء لتنظيم أوقاتهم والتحكم في ذواتهم.”
الدخول المدرسي موعد هام بالنسبة للتلاميذ. خاصة الملتحقين بالمدرسة لأول مرة، وكذلك بالنسبة للعائلة، بماذا تنصحين الاولياء في تهيئة الجو النفسي اللائق؟
“الدخول المدرسي موعد هام للتلاميذ.وخاصة للملتحقين بالمدرسة لأول مرة فهناك فئة حساسة. من التلاميذ يشكل لهم الدخول المدرسي منعرج من الناحية النفسية.نظرا لتعلقهم الزائد بذويهم، لذا يحتاجون لتهيئة أكثر .من غيرهم قبل واثناء وحتى بعد الدخول المدرسي حتى يندمجوا مع زملائهم ويتكيفوا .مع الأجواء المدرسية، فمهمة الاستعداد والتهيئة النفسية. للتلاميذ الجدد أمر مهم جدا ومسؤولية مشتركة بين الاهل والمدرسة. ويتم ذلك من خلال اتباع النصائح التالية:. فك رابط التعلق بينهم وبين أبنائهم، لأن التعلق المرضي ينشئ ابناء اتكاليين ومنطوين. يكون والديهم هما محور حياتهم، فتتكون لديهم شخصية. حساسة وهشة مليئة بالعقد النفسية ويواجهون صعوبة. في ممارسة حياتهم العادية و الدراسية بشكل طبيعي ،
اصطحاب الأبناء ومرافقتهم الى المدرسة خاصة. في الأيام الاولى من الدخول المدرسي حتى تتم عملية الانتقال من البيت الى المدرسة بسلاسة ويتعود الطفل على البيئة المدرسية.
على المدرسة اتخاذ خطوات معينة لغرس الامان في نفسية الطفل، ولمساعدته على الاستقلال عن الأسرة من خلال الاستقبال الجيد، وتوفير جو يساعد التلميذ على زرع بذور الثقة وربط علاقة وطيدة بينه وبين المعلمين والزملاء من خلال انشطة ترفيهية وأناشيد ترحيبية وتبادل هدايا مادية ومعنوية، ليعم الفرح والمرح لدى الجميع، حتى تنطبع في ذهنه صور وانطباعات جميلة وايجابية نحو البيئة المدرسية، والتي سترافقه طوال العام وتؤثر على شخصيته وسلوكه وعلى تحصيله الدراسي أيضا.”
من أجل تطبيع العلاقة بين التلاميذ و المدرسة خاصة الملتحقين لأول مرة نحتاج إلى تحبيب المدرسة للتلاميذ كيف نحقق ذلك؟
“حتى يحب الطفل المدرسة ينبغي ان تتكاتف جهود كلا الطرفين البيت والمدرسة، و لتحقيق هذه المهمة يجب أن يكون هناك تواصل دائم وفعال بينهما لتوفير احتياجات الطفل النفسية والعقلية والجسدية، من خلال العملية التعليمية و توفير الوسائل المناسبة لكل فئة عمرية من أجل فائدة و راحة ومتعة الطفل، فعلى الأسرة ان تعطي لأبنائها انطباعا إيجابيا عن المدرسة وفي كونها بيتهم الثاني ومكان لنيل العلم والمعرفة من أجل تحقيق الاهداف وبناء مستقبل زاهر، كما ان كل خطوة يخطوها الطفل الى المدرسة من اجل طلب العلم والانتفاع به يؤجر عليه، كما يجب على المدرسة وكوادرها توعية التلاميذ بدورها العظيم في بناء أجيال المستقبل من أجل حياة افضل الفرد والمجتمع.”
أولت السلطات اهتماما بالرياضة المدرسية في الطور الابتدائي وإسناد تدريسها لأساتذة متخصصين، ما أهمية الرياضة في بناء شخصية التلميذ؟
“لقد عادت السلطات وأولت اهتمامها من جديد بالرياضة المدرسية، وخاصة في سن مبكر، اي في الطور الابتدائي، لأن ممارسة الرياضة تساعد على نمو الاطفال وتنمي مهاراتهم العقلية والبدنية، فالعقل السليم في الجسم السليم، كما تسهم الرياضة في رفع مستوى الثقة بالنفس وتزيد من نسبة التركيز والانتباه وإنعاش القدرات الذهنية مما يساعد التلاميذ على التحفيز الذاتي والتفوق، كما تعزز الرياضة قدراتهم على التحمل وحل المشكلات وتغرس فيهم العديد من القيم كالانضباط والتعاون والصبر والعمل بروح الفريق من خلال التواصل الفعال، مما يشجعهم على تكوين صداقات جديدة وبناء علاقات اجتماعية ناجحة.
كما أن الرياضة ليست فقط نشاطًا بدنيًا، بل هي أداة تنموية هامة تساهم في تشكيل شخصية الأطفال وإعدادهم لمستقبلهم بشكل إيجابي، خاصة إذا كانت تحت إشراف مختصين في التدريب الرياضي، يسيرون الحصص الرياضية بشكل احترافي ويدرسون بما يتلاءم ويفيد كل فئة عمرية .”
هل النجاح الدراسي يساوي النجاح في الحياة أم قد يتباينان، وما هي الشروط النفسية لتحقيق هذا المبتغى؟
“من وجهة نظري ومن خلال تجربتي في الحياة، أرى بأننا لا يمكن أن نعتبر كل ناجح دراسيا ناجح في حياته الخاصة والعملية، والعكس صحيح، لأن الفهم الصحيح لمفهوم النجاح في الحياة يتطلب تحقيق توازن بين الجوانب المختلفة للحياة، مثل الدراسة، العمل، والاسرة، والصحة النفسية والروحية. فالشخص الناجح هو الذي يستطيع تحقيق نجاحات في كافة جوانب حياته المهنية والشخصية والعاطفية والروحية، وذلك بإيمانه بقدراته وتقديره لذاته وثقته بنفسه وتحفيزه الذاتي المستمر والتفكير بإيجابية وبتطوير مهاراته وفقا لما يتطلبه العصر، ثم يتبعها بالعمل التخطيط بجد واجتهاد وصبر لتحقيق أحلامه وتطلعاته.”
التلاميذ المقبلين على امتحانات الشهادة كيف يكون التحضير النفسي لهم انطلاقا من هذه المرحلة (بداية الموسم المدرسي)؟
“بالنسبة للتلاميذ المقبلين على امتحانات الشهادة يتم .تحضيرهم النفسي من بداية العام الدراسي ويتم .ذلك من خلال التلميذ و الأسرة والمدرسة على حد سواء. فالتلميذ عليه ان يستعين بالله ويثق في نفسه وفي قدراته. ويدرس بذكاء، وليس بجهد من خلال تنظيم وقته وتخصيص وقت .للاسترخاء ووقت للرياضة، للتخلص من الشحنات السالبة. وللتخفيف من القلق والتوتر، وللأسرة دور كبير في توفير بيئة تساعد أبنائها .على الدراسة في جو مريح وهادئ خال من الضغوطات. والمقارنات و الاستفزازات التي تعكر مزاجهم وتشعرهم بالإحباط. فهم يحتاجون للدعم والتحفيز والتعامل .مع هذه السنة كباقي السنوات. بعيدا عن الرسمية الزائدة، فامتحان الشهادة ما هو إلا امتحان. عادي وأسهل من باقي الامتحانات وليس مصيري. مسألة حياة او موت كما يعتقده الكثير، لذا على الأسرة والمدرسة. ان يركزوا على التهيئة النفسية منذ بداية الموسم الدراسي .من خلال التواصل مع التلاميذ بين الحين والأخر، سواء كان تواصل مباشر. او غير مباشر او عن طريق ورشات عملية او محاضرات توعية. من قبل مختصين نفسانيين واجتماعيين. او من طرف مستشارين تربويين”.
مناقشة حول هذا المقال