دخلت حرب غزة يومها الـ376، وسط تواصل ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني مجازره اليومية، خاصة في مناطق شمال القطاع التي يواصل حصارها منذ أكثر من 11 يوماً، وينفذ فيها حملة إبادة وتجويع بحق الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، في ظل تكثيفه الغارات وإطلاق النار وتدمير المنازل وحرقها في سبيل تنفيذ خطته لتهجير السكان وفصل شمال القطاع.
وطالبت الولايات المتحدة في رسالة وجهتها إلى الاحتلال بنقل 350 شاحنة مساعدات يومياً إلى قطاع غزة عبر جميع المعابر الحدودية الأربعة الحالية. وتم التأكيد في الرسالة أنه يجب على الكيان تنفيذ وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في جميع أنحاء غزة للسماح بتوزيع المساعدات للأشهر الأربعة المقبلة على الأقل. كما طالبت الرسالة الكيان بوقف عملية عزل شمال قطاع غزة والإعلان رسمياً عن عدم نيتها إجلاء سكان شمال القطاع إلى الجنوب.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال الصهيونية ارتكبت خلال الـ24 ساعة الماضية، ست مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل من ضحاياها للمستشفيات 65 شهيداً و140 مصاباً، ما يرفع حصيلة العدوان منذ بدء حرب الإبادة إلى 42 ألفاً و409 شهداء و99 ألفاً و153 مصاباً. وأكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، الثلاثاء، أن ما يحدث حالياً في شمال قطاع غزة، لا سيما في جباليا ومخيمها، هو “عملية إبادة جماعية مكتملة الأركان” تؤكد بدء الاحتلال الإسرائيلي خطة فصل شمال القطاع.
مفوض “أونروا”: حرب صامتة بالضفة الغربية والوضع في غزة مروّع
أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، الأربعاء، أن الدمار في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية “غير مسبوق”، وأن تدمير أونروا أصبح من أهداف الحرب. كذلك، نبه لازاريني إلى “حرب صامتة في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023 أسفرت عن استشهاد أكثر من 700 شخص“.
وقال لازاريني، خلال مؤتمر صحافي في برلين، إن “هناك مشاعر متزايدة بأن القانون الدولي يُطبّق بانتقائية، خاصة مع ما يحدث في غزة”. وأضاف أن “نحو 70% من البنى التحتية في قطاع غزة دُمرت”، و”الوضع في غزة مرّوع بالنسبة لعاملي الإغاثة المحترفين وحجم الدمار غير مسبوق”. وتابع أن “أغلبية سكان قطاع غزة تكتظ بهم منطقة لا تتجاوز 10% من مساحة القطاع كاملا”، و”نحو 400 ألف شخص عالقون في شمال قطاع غزة”. وشدد على أن “الكيان لا تسمح لوسائل الإعلام العالمية بالذهاب إلى غزة، والمعلومات التي ترد من هناك محدودة”. وهاجم لازرايني الكيان قائلا إن “تفكيك أونروا أصبح هدفا من أهداف الحرب”، مشيرا إلى أن “مشرعين إسرائيليين يعملون على إصدار قوانين لتفكيك أونروا”.
ومشيرا إلى الولايات المتحدة، أفاد لازاريني بأن “جميع الدول استأنفت مساهماتها المالية لدعم الوكالة، باستثناء دولة واحدة”. ولفت إلى أن “وكالات أممية أخرى جرى استهدافها مثلنا، بينها يونيفيل في لبنان“.
وبخصوص لبنان، قال لازاريني إن الوكالة تراقب الوضع هناك، متحدثا عن مخاوف بشأن “وضع النازحين الذين تجاوز عددهم مليونا و200 ألف”.
النبطية تحت النيران الصهيونية وقصف بيروت يعود
يواصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه الواسع على لبنان لليوم الرابع والعشرين على التوالي، مخلفاً وراءه المزيد من الشهداء والضحايا، فيما يكثف حزب الله ضرباته على مواقع وقواعد وأماكن انتشار جيش الاحتلال ومستوطناته في شمال فلسطين المحتلة، فضلاً عن إعلانه التصدي لمحاولات جيش الاحتلال التوغل برياً عبر بلدات الجنوب اللبناني.
وكثّف الإحتلال ضرباته على لبنان الأربعاء مستهدفة مجدداً ضاحية بيروت الجنوبية بعد أيام من تحييدها، ومدينتي النبطية وقانا في جنوب لبنان، غداة المدعو نتنياهو أي وقف لإطلاق النار “أحادي الجانب” في لبنان.
ونفّذت طائرات حربية صهيونية سلسلة غارات على مدينة النبطية، استهدفت إحداها مبنيين تابعين لبلدية النبطية واتحاد بلديات محافظة النبطية، ما تسبّب باستشهاد ستة أشخاص، بينهم رئيس البلدية أحمد كحيل. وقالت محافظة النبطية هويدا الترك لوكالة فرانس برس “طالت 11 غارة صهيونية بشكل رئيسي مدينة النبطية، مشكّلة ما يشبه حزاماً نارياً”، مشيرة إلى استشهاد رئيس بلدية المدينة مع عدد من فريق عمله. وفي ضاحية بيروت الجنوبية، استهدفت غارة جوية صباحاً منطقة حارة حريك بعيد توجيه جيش الاحتلال تحذيراً لإخلائها. وهذه أول ضربة منذ أيام عدة تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال