في حوار شيق مع الرياضية بختة رمضاني التي خصت به جريدة “عالم الأهداف”، قصت علينا بداياتها في هذه الرياضة، وسرها في محافظتها على لياقتها البدنية طوال حياتها، فضلا عن أمور أخرى ستتابعونها في هذه الأسطر…
بداية عرفينا عن رياضة الزوارق الشراعية وكيفية ممارستها…
هي رياضة صعبة نوعا ما ولإتقانها تحتاج الممارسة الكثيرة والصبر والوقت كذلك، أصعب ما فيها هو تعلم الوقوف على الخشبة المسطحة وكيفية إمساك الشراع، وهي أهم تمارين وذلك يحتاج لثلاثة أشهر على الأقل ويكون في مسافة قريبة من الشاطئ، أجمل ما في هذه الرياضة أنها لا تحتاج إلى عمر محدد، لكن ما تحتاج إليه هو قوة الصبر ومحبة التعلم، هي رياضة عالمية لكن لاحظت أن الإقبال عليها ضعيف، فهي شبه منعدمة أو يمكن القول أنها نادرة في الجزائر يعزف الناس عنها لغلاء معداتها، فرغم طول الشريط الساحلي الجزائري وكذا مناخها الرائع إلا أننا لا نجد أندية لممارستها.
كيف كانت بداياتك في ممارسة هذه الرياضة؟
قبل أن أتوجه إلى هذه الرياضة كنت أمارس الكراتي والملاكمة وكذا رياضة الركض منذ الصغر، فقد كنت أحب الرياضة، وبعد أن انتقلت للعيش في فرنسا مع زوجي كنت آخذ أبنائي إلى المدرسة وأتجه إلى قاعات الرياضة لأمارس الكاراتي والملاكمة، وحتى لما بدأت العمل كنت بعد يوم شاق أمر على ناد رياضي أو قاعة لأمارس الرياضة، كنت ماهرة جدا في الملاكمة والكاراتي ومارستهما لمدة 30 سنة، أما بدايتي مع رياضة الزوارق الشراعية فكانت حين سافرت إلى تونس للسياحة… كان عمري آنذاك 25 سنة، أعجبتني هذه الرياضة كثيرا وأحببتها، كان هناك في ناد لتعليم هذه الرياضة في جزيرة جربة تدربت فيه لمدة من الزمن، بعد أن مارستها زاد إعجابي بها وتوجهت إلى جزر الكاريبي وبالضبط إلى جزيرة سامارتا، فهي جزيرة صغيرة بعيدة عن مدينة ميامي الأمريكية بـ 300 كلم، بقيت هناك لمدة 6 أشهر واشتريت منزلا في الجزيرة، وبقيت لسنوات على هذه الوتيرة بين فرنسا وسامارتا، كنت أنتقل بين بلدان العالم لممارسة هذه الرياضة، ولبعد جزر الكاريبي انتقلت إلى الرأس الأخضر، وهناك أعجبني المكان كثيرا وكان من السهل التنقل واستقريت هناك، وبعد غياب دام 30 سنة أو أكثر عدت إلى الجزائر لأغراض إدارية وأعجبني الهواء هنا، تركت فرنسا وعدت منذ قرابة سنة، من هنا يسهل إلي التنقل إلى الرأس الأخضر وكذا فرنسا والهواء جميل جدا هنا.
هل شاركت في منافسات في هذه الرياضة وما هي أبرز مشاركة خلدتها ذاكرتك؟
نعم، شاركت وكانت منافسات صغيرة، لكن لم تكن كثيرة بسبب عملي، شاركت في مسابقة عالمية واحدة كانت في 2008، وهي أكثر مشاركة بقيت خالدة في ذاكرتي، شاركت في مسابقة السرعة بالزوارق الشراعية وتحصلت على المرتبة الخامسة في نفس المنافسة والتي أقيمت في جزيرة في الرأس الأخضر، كانت المشاركة مختلطة وكان أغلب المشاركين رجالا، وبعدها لم أعد أستطيع المشاركة بسبب عملي، فقد كنت أترك محلي دون أن أطمئن عليه لأشهر، وكذا أولادي الذين كنت أغيب عنهم كثيرا.
ما هي مشاريعك في الجزائر؟
جئت إلى الجزائر منذ سنة بعد غياب طويل وأعجبتني كثيرا، وجدت أني يمكن أن أمارس الرياضة التي أحب هنا وفكرت في نقل خبرتي إلى الشباب، الرياضة تمنع الشباب من التوجه إلى المخدرات والآفات الاجتماعية، ولذلك توجهت إلى السلطات المعنية بمشروع إنشاء ناد لتعليم هذه الرياضة، منها توفير الوسائل اللازمة للشباب لتعليمهم، وقد وهبت نفسي لهذا وبدون أجر حتى لكن في أطر قانونية، لا أستطيع التعليم تحت مسؤوليتي الخاصة فهي رياضة خطيرة ويجب أن يكون هناك دعم، وأتوجه من منبركم هذا إلى وزير الشباب والرياضة والسلطات المحلية لمساعدتي على إنشاء هذا النادي لتعليم هذه الرياضة والنهوض بجيل رياضي بعيد عن الآفات الاجتماعية، ورياضيي نخبة يمكن أن يحملوا المشعل ويمثلوا الجزائر أحسن تمثيل، لكن هذا يتطلب معدات غالية الثمن.
ما سر لياقتك البدنية ومحافظتك على جسم رياضي طوال هذه السنوات؟
ليس هناك سر في الموضوع، طوال حياتي أمارس الرياضة، فأنا لا أتكاسل حين يتعلق الأمر بالرياضة حتى وإن أرهقت بالتعب في العمل، الآن منذ أن عدت إلى الجزائر مع هوائها النقي والمنعش ساعدني على الاستمرار، فضلا عن الأكل فأنا لا أعرف الأكل السريع والمعجنات والخبز… كل هذه الأكلات لا أتناولها أبدا، أصبت بمرض السكري منذ 20 سنة وهو مرض وراثي في عائلتنا، وقد ابتليت به بسبب خبر وفاة شقيقي الذي كان مريضا ولم أره لمدة طويلة، فرغم أن الخبر كان كاذبا إلا أنه أثر في، لكن بسبب حميتي الغذائية التي تتوفر فيها الأعشاب التي أبحث عنها في الطبيعة والبيض الطبيعي وبيض، اللوز وحليب المعز، الخضر، التمر وكذا السمك والقليل من اللحم، وأنصح كذلك باللوز فهو جيد للرياضي، استطعت موازنة بين صحتي ولياقتي البدنية، والآن عمري 68 سنة ومازلت محافظة على لياقتي وجسمي الرياضي.
كيف قضيت شهر رمضان في ظل فترة الحجر الصحي؟
كنت أذهب يوميا إلى البحر أمارس هذه الرياضة في أي وقت، وأتمرن لمدة لا تقل عن 4 ساعات يوميا في شهر رمضان، كنت أحب أن أتمرن قبل الإفطار مباشرة، كنت أقوم بأنشطة أخرى مثل المشي في الجبال واستكشاف الطبيعة والأودية هناك، وهكذا قضيت فترة الحجر الصحي وقد استمتعت بهذا الروتين اليومي.
مجسم الجائزة التي تحصلت عليها بختة رمضاني في جزر الرأس الأخضر 2008
كلمة أخيرة نختم به الحوار…
أولا أشكركم على العمل الذي تقومون به وأتمنى لكم المزيد من النجاح، كما أجدد رسالتي لوزير الشباب والرياضة والسلطات المحلية لمساعدتي على تجسيد مشروعي الذي أؤكد مرة أخرى أنه سيكون مجانا ومن أجل الجزائر، فرغبتي كبيرة في إفادة أبناء بلدي ولن أبخل بشيء لجعل هذه الرياضة شعبية في الوطن.
مدينة. خ
مناقشة حول هذا المقال