لعبت بحر الأسبوع الماضي الجولة السادسة والأخيرة من منافستي دوري أبطال افريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية، وكانت مشاركة ممثلي الجزائر في المنافستين متباينة الى حد بعيد خاصة وأن اتحاد العاصمة تأهل في صدارة مجموعته الى ربع نهائي منافسة كأس الكونفدرالية، في حين أن شباب بلوزداد بطل الدوري الجزائري أربعة مرات متتالية لم يتمكن من تجاوز دوري المجموعات وودع البطولة مبكرا باحتلاله المركز الثالث في المجموعة، أما بالنسبة لوصيف بطل الجزائر الموسم المنصرم شباب قسنطينة فلم يتمكن حتى من بلوغ دوري مجموعات رابطو الأبطال وودع المنافسة من الدور التمهيدي الأول بعد خسارته أمام النجم الساحلي في مجموع المباريات.
الإتحاد يغرد وحيدا في ادغال إفريقيا
هذا ويعتبر فريق اتحاد العاصمة ممثل الجزائر الوحيد في المنافسات القارية وذلك بعد تمكنه من السيطرة على المجموعة الأولى التي تضم كل من سوبر سبور الجنوب افريقي، الهلال الليبي ومودرن فيوتشر المصري.
الإتحاد وضف الخبرة التي اكتسبها في مشاركاته السابقة وعرف جيدا كيف يسير مبارياته في دوري المجموعات، وذلك بتحقيقه لأربعة انتصارات مقابل هزيمة واحدة وتعادل وحيد ليتأهل الى الدور ربع النهائي في صدارة المجموعة برصيد 13 نقطة وبفارق نقطتين عن الوصيف نادي مودرن فيوتشر المصري.
للإشارة فإنه من المقرر أن تجرى قرعة ربع نهائي كأس الكونفدرالية الافريقية يوم 13 مارس المقبل على أن تلعب المباريات يوم الاحد 31 مارس ذهابا و يوم الاحد 7 أفريل إيابا، علما أنا الاتحاد يستقبل في مباراة الإياب، ومن بين الأندية المرشحة لمواجهة الإتحاد في هذا الدور نادي أبو سليم الليبي، ريفرز النيجيري والملعب المالي.
معاناته في البطولة المحلية لم تؤثر على مشواره في كأس الكونفدرالية
ويلاحظ المتمعن في نتائج اتحاد العاصمة هذا الموسم بين ما يمر به الفريق في البطولة المحلية من تعثرات متتالية وسوء نتائج أدت الى غضب كبير وسط جماهير النادي، وبين تأهله في صدارة المجموعة الى ربع نهائي كأس الكونفدرالية بأقل مجهود ممكن تباينا كبيرا في المستوى تستدعي من صناع القرار في النادي العاصمي مراجعة الحسابات من جديد وترتيب البيت لأن المنافسة القارية تزداد صعوبة في الأدوار الإقصائية والمراكز المؤهلة الى المنافسات القارية في البطولة المحلية أصبحت باهظة الثمن، لا سيما هذا الموسم الذي ابان فيه العديد من الأندية عن مستويات قوية تبشر بمنافسة شديدة على المراكز الخمسة الأولى.
بطل كأس الكونفدرالية الإفريقية وكأس السوبر الإفريقي الموسم الماضي خسر مبارياته الثلاثة الأخيرة في البطولة المحلية أمام كل من شباب قسنطينة، نادي بارادو واتحاد خنشلة واستقبلت شباكه ثمانية أهداف كاملة وسجل هدفين فقط، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على وجود مشاكل داخل بيت الإتحاد وجب إيجاد حلول جذرية لها ووجب توفير كل الشروط الملائمة للطاقم الفني واللاعبين من أجل العودة الى سكة الانتصارات في البطولة والذهاب الى أبعد نقطة ممكنة في رحلة دفاعه عن تاجه القاري.
ميركاتو الإتحاد لم يكن في مستوى التطلعات
مع قدوم المدرب الإسباني خوسي قاريدو الى بيت الإتحاد وجد العديد من الركائز قد غادرت الفريق في صورة كل من عبد الرحمن مزيان، أيمن محيوص وهيثم لوصيف حيث عمل قاريدو على إعطاء فرصة للبدائل المتوفرة لديه من أجل سد الفراغ الحاصل في التشكيلة، لكنه لم يجد في كرسي احتياط الإتحاد ما يعوض تلك النقائص وخاصة في منصب ظهير أيسر، أين بدى التقني الإسباني غير مقتنع بإمكانيات لعمارة وشيراني وأصبح يوظف المدافع المحوري حسين دهيري في منصب غير منصبه.
ومع حلول الميركاتو الشتوي خسر اتحاد العاصمة قطعة أساسية في التشكيلة وذلك بعد رحيل توميسانغ الذي كان القلب النابض في هجوم الإتحاد وكان من بين أهم أسباب تتويج الفريق بكأس الكونفدرالية الموسم المنصرم، وفي المقابل تعاقدت إدارة نادي اتحاد العاصمة في الميركاتو الشتوي مع كل من المهاجم ليونيل أتيبا الذي لم يقدم الإضافة المرجوة منه ولا يزال هجوم الإتحاد يعاني، بالإضافة الى كل من صانع ألعاب شبيبة الساورة سابقا أسامة بلطرش الذي لم يقدم الإضافة المرجوة منه ولم يتم توظيفه في منصبه الحقيقي ولعب في العديد من المباريات كجناح أيسر ووسط ميدان شبيبة القبائل سليم بوخنشوش الذي يبقى انضمامه الى اتحاد العاصمة في الميركاتو الشتوي يطرح العديد من التساؤلات خاصة وأن الفريق لا يتواجد فيه نقص في ذلك المنصب، وكان في أمس الحاجة الى التعاقد مع ظهير أيسر ومهاجم صريح.
شباب بلوزداد لم يجد معالمه في المنافسة القارية
صحيح أن شباب بلوزداد هيمن في السنوات الأخيرة على البطولة الوطنية وتوج بها في أربعة مناسبات متتالية، لكن ذلك لم يشفع له في قول كلمته في منافسة رابطة أبطال افريقيا وضلت مشاركاته محتشمة بين الإقصاء من ربع النهائي مثل ما حدث الموسم المنصرم أو توديع البطولة من دوري المجموعات مثل ما حدث هذا الموسم، كل هذا يستدعي من القائمين على شؤون النادي الوقوف لمعرفة الأسباب الفعلية وراء ذلك من أجل تصحيحها والانطلاق من جديد في رحلة إفريقية يتحرر من خلالها أبناء لعقيبة ويذهبون فيها الى أبعد نقطة ممكنة خاصة وأن الإمكانيات المادية والبشرية متوفرة ولا ينقص الشباب سوى بعض اللمسات من أجل مشوار أحسن يليق باسم بطل الدوري الجزائري أربعة مرات متتالية.
تعاقد مع أسماء كبيرة ولكن…
تسعى الفرق المشاركة في المنافسات القارية الى تدعيم صفوفها بألمع الأسماء في عالم الساحرة المستديرة وذلك من أجل البصم على مشاركة متميزة وتمثيل الدوري الذي جاءت منه أحسن تمثيل، وذلك ما حدث مع إدارة شباب بلوزداد التي سعت الى التعاقد مع مجموعة من اللاعبين الدوليين السابقين في صورة عدلان قديورة، رايس وهاب مبولحي، أسامة درفلو وحسين بن عيادة وذلك ما جعل جماهير النادي تنمني النفس بمشوار متميز لأبناء لعقيبة في المنافسة القارية، لكن ما حدث كان عكس ذلك تماما وبعض اللاعبين الدوليين الذين تم التعاقد معهم لم يقدموا الإضافة المرجوة منهم لا سيما عدلان قديورة، رايس وهاب مبولحي ودرفلو بصورة أقل، وذلك ما جعل المدرب باكيتا يقف في حيرة من أمره أمام خيارات محدودة وبدائل عاجزة عن تقديم الإضافة.
اقصاء شباب قسنطينة من الدور التمهيدي الأول يطرح العديد من التساؤلات
ومن جهة أخرى، احتل نادي شباب قسنطينة المركز الثاني الموسم المنصرم خلف المتصدر شباب بلوزداد وابان عن مستويات لا بأس بها في البطولة المحلية، لكن أبناء الجسور المعلقة عجزوا عن تجاوز الدور التمهيدي الأول المؤهل الى دوري مجموعات رابطة أبطال افريقيا وذلك عندما خسروا ذهابا وإيابا أمام نادي النجم الساحلي التونسي الذي لا يمر هو الآخر بأجمل أيامه بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل في مجموع المبارتين، وذلك ما جعلنا نطرح العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الإقصاء المبكر لواحد من أعرق الأندية الجزائرية.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال