اختتم المنتخب الوطني الجزائري مشاركتهم في دورة الجزائر الدولية بتعادل أمام المنتخب الجنوب افريقي بنتيجة ثلاثة أهداف في كل شبكة في المباراة التي جمعت بينهما سهرة أول أمس الثلاثاء على ملعب نيلسون مانديلا ببراقي.
وكان أشبال الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش قد فازوا في أولى مبارياتهم ضمن الدورة الدولية أمام المنتخب البوليفي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وسمحت المبارتين الوديتين للعديد من اللاعبين باستكشاف أجواء المنتخب الوطني لأول مرة في صورة كل من أنيس حاج موسى، منصف بقرار وأحمد قندوسي الذين تمكنوا من ترك انطباعات جيدة لدى الجماهير الجزائرية والناخب الوطني على حد سواء، كما كانت المبارتين بمثابة الفرصة للعائدين الى صفوف المنتخب بعد غياب طويل في صورة كل من سعيد بن رحمة، ياسين ابراهيمي وياسين بن زية اللذان كانا من أبرز اللاعبين في تربص مارس وأبانا عن إمكانية كبيرة لا سيما في عملية التنشيط الهجومي.
بصمة بيتكوفيتش في الشق الهجومي ظهرت في المبارتين
أكد الناخب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش أنه يحبذ اللعب الهجومي كثيرا وذلك ما تجلى للعيان من خلال أولى مبارتين له على رأس العارضة الفنية لكتيبة المحاربين، حيث تمكن المنتخب الوطني من تسجيل ستة أهداف كاملة ثلاثة منها في أمام بوليفيا ومثلها أمام جنوب افريقيا وذلك ما يؤكد العمل الكبير الذي قام به الناخب الوطني على مستوى التنشيط الهجومي لا سيما فيما يخص طريقة الإختراق والدخول من العمق بالتمريرات القصيرة والتنويع في اللعب واستعمال الأجنحة والمهارة الفردية كذلك في بعض من فترات المباراة.
عمل كبير ينتظر الناخب الوطني في الدفاع ووسط الميدان
صحيح أن المنتخب الوطني سجل ستة أهداف كاملة خلال مبارتي بوليفيا وجنوب افريقيا على التوالي، لكنه تلقى خمسة أهداف كاملة هدفين منها في مباراة بوليفيا وثلاثة في مباراة جنوب افريقيا أي بمعدل هدفين ونصف في كل مباراة وذلك ما يعتبر معدل مرتفعا للغاية.
ولم يكن دفاع المنتخب الوطني مقنعا في المبارتين الوديتين حيث ظهرت من خلاله العديد من الأخطاء الفردية التي كلفت المنتخب أهداف محققة، وجعلت شباكه تهتز في خمسة مناسبات خلال مبارتين فقط وذلك ما يؤكد على العمل الكبير الذي ينتظر الناخب الوطني في هذا المنصب الحساس خاصة وأنه لم يجد التوليفة المناسبة لقلب الدفاع في غياب بن سبعيني الذي غادر التربص بسبب إصابة تعرض لها في مباراة بوليفيا.
حتى غياب إسماعيل بن ناصر عن وسط ميدان المنتخب كان له أثر كبير خاصة وأن بن طالب لم يكن موفقا في المبارتين ولم يقم بالتغطية اللازمة في وسط الميدان وكان المنتخبين البوليفي والجنوب افريقي يجدون سهولة كبيرة في الوصول الى ال 20 متر الأخير من مرمى المنتخب الوطني وذلك ما زاد من صعوبة مهمة مدافعي المنتخب الوطني وجعلهم يتلقون العديد من الأهداف.
تغييرات بيتكوفيتش أتت بثمارها في المبارتين
ورغم أن الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش لا يعرف الكثير عن عناصر المنتخب الوطني الا أن تغييراته في الشوط الثاني للمباراة الأولى أمام المنتخب البوليفي أتت بثمارها سريعا أين تمكن المنتخب مكن العودة في النتيجة وقلب تأخره بهدفين لهدف الى فوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين، نفس الشيء في مباراة جنوب إفريقيا عندما تمكن بيتكوفيتش من التغلب على هوغو بروس مدرب جنوب افريقيا في شوط المدربين بتغييراته التي أعطت نفسا جديدا لأشباله وسمحت لهم بتعديل النتيجة والسيطرة على مجريات الشوط الثاني وخلق العديد من الفرص السانحة للتهديف.
بيتكوفيتش “تأقلمت بسرعة مع الجزائر واكتشفت بيئة محفزة للغاية”
وعقب مباراة جنوب افريقيا الودية أكد التقني السويسري فلاديمير بيتكوفيتش أن الأجواء التي وجدها في الجزائر ساعدته على التأقلم سريعا مع المنتخب ونوه في الوقت ذاته بأهمية تربص مارس الذي سمح له بالوقوف على مستوى العديد من اللاعبين بصفة خاصة والمنتخب الوطني بصفة عامة وذلك في قوله “كنت أعرف منذ البداية أن لدينا إمكانات هجومية مثيرة للاهتمام للغاية، العمل الذي نحاول القيام به هو إعطاء التوازن للفريق، على الجانب الدفاعي، سيتعين علينا العمل، ويجب أن يشعر الجميع بالقلق، ويجب أن ندافع كوحدة واحدة، في كل مرة أردنا اقتراح أشياء في الهجوم كنا نعاقب في الخلف” وأضاف “نحتاج إلى إجراء تحليل لهذا التدريب وهو أمر مفيد بالنسبة لي، سنقوم بالتقييم وبالطبع نتطلع لرؤية لاعبين آخرين في المستقبل لتعزيز فريقنا”، أما عن رأيه في تربص مارس فاسترسل بالقول “أنا سعيد بالطريقة التي انتهت بها هذه الدورة التي استمرت 10 أيام، واجهنا مشاكل مع بعض اللاعبين (الإصابات والمرض)، لكن اللاعبين أظهروا رغبتهم في المضي قدمًا والتقدم”
“لدي خيارات واسعة ومن المؤسف أنني لم تتح لي الفرصة لمنح الجميع فرصة للعب”
وتأسف الناخب الوطني كذلك لأنه لم تتح له فرصة منح جميع اللاعبين فرصة المشاركة وأكد أن هؤلاء اللاعبين مطالبين بمواصلة العمل الجاد رفقة أنديتهم من أجل الظهور مع المنتخب في قادم المباريات وقال في هذا الشأن ” (غيتان وبلومي) أعلم أنهم لم يلعبوا، لقد قمت باختيارات، وهذا هو الحال، يجب على جميع اللاعبين أن يقدموا كل ما لديهم لأنديتهم وعليهم أن يفهموا في نفس الوقت أنه يتعين عليهم المجيء إلى هنا واللعب في بعض الأحيان في مراكز ليست بالضرورة مراكزهم.” وأضاف ” لدي خيارات واسعة، ومن المؤسف أنني لم تتح لي الفرصة لمنح الجميع فرصة للعب، سيكون من الصعب اختيار 23 لاعبا لشهر جوان، هناك الكثير من اللاعبين الجيدين، سنحاول أيضًا الحصول على وجوه جديدة في التربص المقبل”
“الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لنا هو الطريقة التي نلعب بها على أرض الملعب”
كما أكد الناخب الوطني أنه لا يهتم باسم المنافس كثيرا بقدر اهتمامه بطريقة لعب المنتخب فوق أرضية الميدان وقال في هذا الشأن “الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لنا هو الطريقة التي نلعب بها على أرض الملعب، وأنا لا أنظر إلى الخصم كثيرا، بالطبع يجب أن نعرف الخصم جيدا، لكن ليس هذا ما سيغير رؤيتنا لكرة القدم، هناك مواقف يمكن أن تتغير مثل حالة الأرض والحرارة ولكن عليك أن تعتاد على كل هذه الظروف” وأتبع بالقول “صحيح أن لدينا لحظات ضعف عندما تستقبل شباكنا، لكن لدينا أيضًا لحظات قوية عندما نسجل، إنه فريق متحد لا يستسلم، وهذا شيء إيجابي”
وليد صادي “الدورة كانت ناجحة بنسبة 100 بالمئة وتقييمي لها إيجابي”
ومن جهته أثنى الرجل الأول في الإتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي على ظروف سير الدورة الودية الدولية التي احتضنتها الجزائر وقال في هذا الشأن ” الدورة كانت ناجحة بنسبة 100 بالمئة وتقييمي لها إيجابي”
“ورشة عمل كبيرة تنتظر الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش”
كما أكد رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي أن الناخب الوطني أمام عمل كبير من أجل تحسين مستوى المنتخب في قادم الإستحقاقات وذلك في قوله “صحيح أن ثمار العمل بدأت تظهر لكن هنالك ورشة عمل كبيرة تنتظر الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش” وعن مردود المنتخب خلال الدورة الدولية أضاف ذات المتحدث “الشيء الإيجابي في هذا التربص هو الشخصية القوية التي ظهر بها المنتخب والتي مكنته من العودة في النتيجة في العديد من المناسبات والعلامة الكاملة للجماهير الجزائرية”
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال