شهد عام 2023 أحداثا مأساوية في السودان، حيث اندلعت فيه حرب طاحنة بين الجيش وقوات الدعم السريع انطلقت من قلب العاصمة الخرطوم، لتمتد إلى أكثر من 60 في المئة من مساحة البلاد.
وفي حين تستمر الحرب للشهر التاسع على التوالي، وانتقال القتال الى ولايتي سنار والنيل الأزرق، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة بنداءات تحذر من وقوع حالات اغتصاب في السودان، لاسيما ثاني أكبر مدن السودان مدينة ود مدني، بعد سقوطها في يد قوات الدعم السريع وإعلان الجيش السوداني الانسحاب منها.
ومن بين الوسوم الرائجة التي تداولها مغردون وسودانيون وآخرون من دول عربية، كان #اغتصاب_نساء_السودان و#الدعم_السريع_يغتصب_النساء و#احموا_النساء_من_الإغتصاب. وفي ظل هذه الاحداث يتساءل الكثير عن حقيقة هذه الحرب وأسبابها، فحاولنا من خلال هذا المقال ان نجيب عن هذه التساؤلات.
حرب السودان 2023…
اشتباكات السودان 2023 هو نزاعٌ مسلَّحٌ بدأ في الخامس عشر من أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها عبد الفتاح عبد البرهان وبين قوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو.
القوات المسلحة السودانية هي الجيش السوداني ويقودها نائب رئيس مجلس السيادة السوداني برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وهو الجهة المنوط بها الإشراف على المرحلة الانتقالية في البلد العربي.
أما قوات الدعم السريع، فترجع أصولها إلى ميليشيات الجنجويد، وهي ميليشيات كانت تقاتل باسم الحكومة السودانية خلال حرب دارفور في عام 2003. ثم اعيد تشكيلها رسميًّا في عام 2013؛ لتصبح تحت قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني؛ بهدف إعادة نشاط ميليشيات الجنجويد لمواجهة الجماعات المتمرّدة في إقليم دارفور وجنوب كردفان وولاية النيل الأزرق. ويقودها قوات الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
بداية و سبب الصراع…
بدأ الصراع حينما صرّح قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان “، بأنه اكتشف أن قرارات قائد الجيش أقصى فيها الحكومة المدنية، وهي بوابة لعودة النظام السياسي الذي كان يحكم السودان بقيادة الرئيس السابق عمر البشير.
سرعان ما احتدمت الخلافات والتوترات في أعقاب التوقيع على “الاتفاق الإطاري” المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضمّ قوات الجيش وقوات الدعم السريع في شهر ديسمبر الماضي، الذي أقرّ بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
وتضمّن الاتفاق بنودًا بشأن دمج قوات الدعم السريع في الجيش، كما طالب الجيش بأن تكون هناك قيادة واحدة بعد الدمج، وجعل شركات قوات الدعم السريع تابعة لوزارة المالية، والإجراءات الحكومية المعروفة، كما اشترط أن يكون هو من يحدد تحركات وانتشار القوات وفق عملية الدمج.
بعد ذلك اتهم “حميدتي” قيادات في الجيش بالتخطيط للبقاء في الحكم، وبأنها لا تريد مغادرة السلطة، وأعلن تأييده لفكرة الدمج، ولكنه يشترط أن يتم وفق جداول زمنية متفق عليها، كما اشترطت قوات الدعم السريع أيضًا مساواة ضباطها في الامتيازات بنظرائهم في الجيش، وطالبت بالتزام القوات المسلحة “الجيش” بالدستور السوداني الذي سيتم إقراره.
تركّزت الاشتباكات في يومها الأول في العاصمة خرطوم وفي انحاء محيطِ القصر الرئاسي ومطار خرطوم الدولي. لكنها امتدَّت في الأيام اللاحقة لمدن وبلدات أخرى تقعُ في ولايات ثانية. بدأَ هذا النزاع بهجماتٍ خاطفة شنتها قوات الدعم السريع على مواقع حكومية رئيسية في العاصمة وذلك بعد أيامٍ من الاستعداد وحشدِ القوات، فيما ردَّت القوات المسلحة السودانية عبر جيشها على الأرض، استخدم في الاشتباكات الطيران الحربي، فضلًا عن قوات المدفعيّة.
وأدت تسعة أشهر من الحرب في تفاقم الوضع الإنساني إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين داخليا وإلى دول الجوار.
بوزيان بلقيس
مناقشة حول هذا المقال