أشرف أمس وزير الصيد البحري والمنتجات الصيدية أحمد بداني، على انطلاق يوم دراسي حول تربية المائيات في المياه العذبة، في مقر مديرية الصيد البحري وتربية المائيات بالجزائر العاصمة.
حضر انطلاق اليوم الدراسي الأمين العام لوزارة الصيد البحري والمنتجات الصيدية رفقة المفتش العام ونائب رئيس الغرفة الجزائرية للصيد البحري ومديرها العام، المدراء الولائيون للصيد البحري، وبعض مهني تربية المائيات في المياه العذبة.
خلال اشرافه على إعلان انطلاق اليوم الدراسي، أكد الوزير في بداية حديثه على اهمية هذه الشعبة في برنامج قطاع الصيد البحري، هذه الشعبة التي اعتبرها الوزير من بين أهم الشعب التي يراهن عليها من أجل رفع الإنتاج والمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي الذي يعتبر اليوم رهان حقيقي وركيزة أساسية للاستقلال الاقتصادي وسيادة كل دولة.
واغتنم بداني المناسبة ليشيد بالمجهودات المبذولة من طرف مهني تربية المائيات في المياه العذبة، سواء مربو الأسماك أو منتجو الأعلاف أو صانعو عتاد وتجهيزات هذه الشعبة بالإضافة إلى مكاتب الدراسات والتقنيون الذين يرافقون المنتجين من أجل تطوير نشاطاتهم.
كما أكد على أن الديناميكية التي يشهدها قطاع الصيد البحري والمنتجات الصيدية في الآونة الأخيرة تؤهله للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي وفق استراتيجية تقوم على تطوير الصيد البحري، لاسيما الصيد في أعالي البحار وتعتمد أكثر على تنمية نشاط تربية المائيات على نطاق واسع سواء في المياه البحرية أو في المياه العذبة عبر السدود والحواجز المائية الموجهة للري الفلاحي أو الأحواض الكبيرة المخصصة للسقي الفلاحي.
وقال الوزير خلال مداخلته” لقد سجلنا نتائج مشجعة جدا من حيث كميات الانتاج لاسيما إنتاج سمك البلطي “تيلابيا” في أحواض السقي الفلاحي، هذا النوع من الأسماك لقي رواجا كبيرا لدى الفلاحين والمستثمرين باعتباره نوعا سريع النمو والتكاثر من جهة، ولقيمته الغذائية والسوقية من جانب آخر.
وتحصي وزارة الصيد البحري والمنتجات الصيدية نشاط 20 ألف فلاح في مجال تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة، وهذا من خلال استزراع أكثر من 100 ألف حوض سقي فلاحي.
وفي إطار اتفاقيات تعاون بين غرف الصيد البحري والغرف الفلاحية صرح الوزير بأنه خلال السنة البيداغوجية 2022- 2023 تم تكوين 3210 فلاح في مجال تربية المائيات، و من بين المشاريع الناجحة التي صرح بيها الوزير في مجال إدماج تربية المائيات مع الفلاحة، الاستثمار الفلاحي الرائد على مستوى ولاية خنشلة والمتمثل في إنتاج القمح والذرة على مساحة إجمالية تقدر بـ 17 ألف هكتار، والتي رافقت فيه الوزارة مؤسسة كوسيدار فرع AGRICO ، لإنجاز واستغلال حوضين للسقي بسعة 40 ألف متر مكعب من أصل عشرة أحواض خاصة بالمستثمرة، وتم استزراع 175 ألف من صغار البلطي الأحمر سنة 2021 مما حقق إنتاج كلي يقدر بـ 25 طن في نفس السنة.
هذا النجاح شجع المؤسسة على الاستثمار أكثر في هذا النموذج المدمج والرفع من قدراتها الإنتاجية الصيدية عبر استزراع 400 ألف وحدة من صغار البلطي الأحمر سنة 2022 لتصل الطاقة الإنتاجية الفعلية إلى 60 طن وهي مرشحة للارتفاع بعد انجاز وحدة لإنتاج صغار الأسماك من طرف نفس الشركة.
وأكد الوزير أن هذا الاستثمار سمح بارتفاع مردودية الإنتاج حيث ارتفع انتاج القمح من 32 الى 40 قنطار في الهكتار بنسبة 25%، وإنتاج الذرة من 35 الى 45 قنطار في الهكتار بنسبة 29%، وهي أرقام مهمة توضح الفائدة من تعميم إدماج تربية المائيات في الوسط الفلاحي والتقليل من الأسمدة الكيميائية الفلاحية من خلال استعمال مياه السقي العضوي الناتج عن تربية سمك البلطي الأحمر.
وعلى هامش هذه الفعالية، ذكر الوزير بالاتفاقية التي جمعت وزارة الصيد البحري والمنتجات الصيدية والمجلس الأعلى للشباب، لمرافقة الشباب للاستثمار في تربية الأسماك في الوسط الفلاحي.
كما صرح الوزير بالتحضير لاتفاقية تعاون مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية تسمح بالعمل المشترك بين القاطعين من أجل استغلال أكبر عدد من أحواض السقي الفلاحي لاستزراعها بالأسماك.
بوزيان بلقيس
مناقشة حول هذا المقال