في حوار جمعنا مع المستشارة الاسرية والخبيرة في التنمية الذاتية الاستاذة نوال حنافي، تحدثت فيه عن التحضير الجيد لامتحانات نهاية السنة بالنسبة للتلميذ في حد ذاته، وكذا بالنسبة لدور الاولياء في مرافقة أبنائهم وتوفير الجو الاسري الملائم، كما تحدثت عن أمور أخرى متعلقة بأجواء الامتحانات عموما، من أجل مساعدة التلاميذ في اجتياز هذه الفترة بنجاح.
أيام قليلة ويجتاز ابناؤنا شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا، في تصوركم كيف يحضر الطالب لهذه الامتحانات؟
على الطالب ان يعي جيدا أن امتحان الشهادة سواء لمرحلة التعليم المتوسط او البكالوريا هو مجرد امتحان عادي وعنصرا القلق والتوتر هما المؤثران على مستوى التفكير ودرجة التذكر، فالقلق يعطل عمل الفص الأيسر من الدماغ لذا على كل تلميذ تعلم تقنيات كالتنفس الهادئ الصحيح، كذلك قراءة الاذكار والادعية التي تساعد على الراحة والاطمئنان ، كذلك على التلميذ التحكم في طريقة تفكيره وتوجيهها التوجيه السليم فيركز على الجوانب الإيجابية، ما يجعل تركيزه عالي وواثق من نفسه.
كيف ينبغي ان يرافق الاولياء أبنائهم المقبلين على هذه الامتحانات؟
الاولياء لهم دور كبير في مرافقة ابنائهم مرافقة ايجابية فعالة سواء من الجانب البيداغوجي أو النفسي وذلك بتخفيف الضغط عليهم، بعدم مطالبتهم بمعدلات معينة قد تفوق قدراتهم ، وتركهم يستمتعون بالدراسة برغبة شخصية منهم لتحقيق إنجاز يسعدهم ويوصلهم الى أهدافهم المسطرة ، كذلك يمكن للأولياء أن يقوموا بالترفيه عن أبنائهم من خلال عمل خرجات أسبوعية للتنزه، ومن منظورا آخر على الأولياء أن يبرمجوا أنفسهم قبل أولادهم بأن امتحانات الشهادة ماهي إلا امتحانا عاديا وليس مصيريا أو مسألة حياة او موت أو فرصة للتباهي والتفاخر بالنتائج الباهرة، ومن واجب الآباء الحفاظ علي ابنائهم واحتوائهم وتقديرهم وتقبلهم مهما كانت النتائج.
العديد من التلاميذ يشعرون بالتوتر مع قرب الامتحانات كيف يكون التعامل مع هذه الحالات؟
التوتر والقلق من الامتحان أمر طبيعي يتغلب عليه التلاميذ عند البدء في الإجابة، لكن حين لا يستطيع التلميذ السيطرة على سلوكياته وعدم التحكم في تفكيره وطريقة تنفسه وتزداد سرعة نبضات قلبه فلا يستطيع استرجاع معلوماته او تنظيم إجاباته فتزداد حالته سوءا وقد تصل بالبعض الى الاغماء٫ ففي هذه الحالة يتوجب وجود مرافق او مختص نفسي أو كوتش مدرسي قبل واثناء الامتحان.
بعد كل امتحان هناك الناجح وهناك الراسب، وهذا أمر طبيعي، لكن هل التلميذ الراسب فاشل بالضرورة ؟
التلميذ الراسب لا يمكن أن نعتبره فاشل أبدا لأنه يفترض أنه خاض تجربة عليه الاستفادة من أخطائه وتعديل سلوكياته تجاه الامتحانات وطريقة التحضير لها بفعالية، فالعبرة بالكيف (كيف تدرس بذكاء) وليس بالكم (حجم الوقت والتمارين)، كما عليه ان يقيم تجربته ويسطر نقاط ضعفه لكي يركز على تقويتها في العام القادم ويحافظ على نقاط قوته ليستند عليها لتدعمه أكثر.
قلة النوم و الجهد قد يكون من مسببات فقد التركيز لدى التلميذ، أليس كذلك؟
ان السهر وعدم النوم لساعات كافية يؤثر على الاداء الاكاديمي للتلميذ وينعكس على مستوى تحصيله الدراسي كما يؤثر على نسبة تركيزه وذكائه أيضا٫ لأن كثرة الإجهاد ونقص النوم يسببان خللا في الوظائف السلوكية والحيوية والفسيولوجية بسبب تأثر الدماغ فينقص انتباه التلميذ ويتشتت ذهنه وبالتالي يضعف أداءه في الامتحان.
بعد الخروج من قاعة الامتحان قد يلجأ بعض التلاميذ الى عرض إجاباتهم، وقد يجدون إجابات مختلفة مما قد يؤثر على نفسياتهم، ما هي الطريقة المثلى لتجنب هذه الأمور التي قد تؤثر على التلميذ في امتحانه القادم؟؟
على كل المسؤولين عن التلاميذ من أساتذة ومستشاري التوجيه والأولياء توعية التلاميذ لهذه النقطة الهامة وتأثيرها السلبي على أدائهم، لذا يتوجب على كل تلميذ ان يثق في إجاباته ولا يهتم بإجابات زملائه وعند الانتهاء من مادة عليه ان ينساها فلا يأسى على ما فات إن أخطأ وقد يكون هو صاحب الإجابة الصحيحة، لهذا عليه ان ينتقل للمادة التي تليها فيوجه تركيزه إليها لإعطائها حقها، فكل عمل يقوم به عليه اتقانه للحصول على نتائج إيجابية وهذا ما يفترض فعله في كل جوانب حياته.
حاورتها يمينة سادات
مناقشة حول هذا المقال