رغم التطورات المتسارعة في المنطقة، عبر توغل جيش الاحتلال الصهيوني في لبنان، فجر الثلاثاء، والرد الإيراني بعشرات الصواريخ على تل أبيب قبل ساعات، فإن العنوان الدائم في غزة بقي على حاله، المجازر والأهوال المستمرة، حيث ارتكب جيش الاحتلال مجزرة، عبر قصفه مدرسة السوارحة التي تؤوي نازحين غرب مخيم النصيرات، كما ارتفعت حصيلة القصف على شارع النظير في حي الشجاعية إلى 8.
وفي مجزرة جديدة، استشهد 50 فلسطينياً على الأقل، فجر الأربعاء، في استهداف جيش الاحتلال منازل في مناطق توغل بها شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة قبل أن ينسحب منها. وذكرت وكالة الأناضول نقلاً عن شهود عيان، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل بشكل مفاجئ في مناطق معن، وحي المنارة، والسلام، شرقي مدينة خانيونس، وسط قصف واستهداف مباشر لمنازل الفلسطينيين وأي شخص يتحرك هناك.
وأفادت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، بأن الاحتلال الصهيوني ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية خمس مجازر وصل منها للمستشفيات 51 شهيداً و165 مصاباً، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان إلى 41.689 شهيداً و96.625 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023.
رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يدين مجازر الاحتلال في خان يونس والنصيرات
أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، بأشد العبارات المجازر التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في مخيم النصيرات وخان يونس بقطاع غزة، والتي أدت إلى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين الأبرياء، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) الأربعاء.
ونقلت (وفا) عن فتوح إدانته لقصف الكيان الصهيوني مدرسة “السوارحة” وخيام النازحين في مخيم النصيرات، والذي أدى إلى استشهاد و جرح العشرات من المدنيين الابرياء.
كما أعرب عن استنكاره الشديد للمجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في منطقة “معن” و”المنارة” و”حي الفخاري” شرق مدينة خان يونس، بعد اجتياح استمر لمدة 12 ساعة. وأشار إلى أن هذا العدوان الوحشي أسفر عن استشهاد أكثر من 45 شخصا، بينهم نساء وشيوخ، إضافة إلى مئات الجرحى. وأكد أن الضحايا تم إعدامهم وهم في فراشهم، وأن الطائرات المسيرة أطلقت النار بشكل مباشر على المدنيين العزل، بينما لا يزال العشرات تحت الأنقاض.
ووصف فتوح ما جرى شرق خان يونس بأنه “مجزرة وإبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج” بحق مواطنين عزل، مشيرا إلى أن أفرادا من أسر كاملة تعرضوا لعمليات إعدام دون رحمة، مضيفا أن هذه الجرائم الدموية تعكس سياسات الاحتلال التي تعتمد على القمع والقتل بلا تمييز، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية ملحة.
وأكد فتوح أن الاحتلال الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمراء من خلال عدوانه الأخير على خان يونس وعدة مناطق أخرى في قطاع غزة، مستهترا بالمواثيق والأعراف الدولية، ومنتهكا حقوق الإنسان بشكل صارخ.
ودعا إلى تحرك دولي عاجل لمحاسبة الاحتلال، مطالبا بتفعيل جميع الآليات القانونية الدولية، بما في ذلك محكمة جرائم الحرب، لإصدار مذكرات اعتقال بحق المسؤولين عن هذه الجرائم.
وأشار فتوح إلى أن “الصمت الدولي المشين” تجاه هذه الجرائم يعزز عنجهية الاحتلال ويشجعه على مواصلة انتهاكاته وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
حزب الله يشتبك مع قوة مشاة والاحتلال يقصف الضاحية
ومع دخول العدوان الصهيوني الواسع على لبنان يومه العاشر، أوعز جيش الاحتلال إلى سكان الضاحية الجنوبية في بيروت، وتحديدا “حارة حريك”، بالإخلاء الفوري، بدعوى الوجود قرب منشآت لحزب الله اللبناني، في وقت أعلن فيه “حزب الله”، فجر الأربعاء، تصدي مقاتليه لقوة صهيونية حاولت التسلل إلى بلدة “العديسة” في قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية، جنوبي لبنان، وأوقعوا بها خسائر، وأجبروها على التراجع.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن، فجر الثلاثاء، بدء شن “عملية برية محدودة وموضعية ومحدّدة الهدف” في جنوب لبنان ضد أهداف تابعة لحزب الله، ضاربا عرض الحائط بالمساعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وبالتحذيرات العربية والدولية من مخاطر الشروع بهذه العملية.
بلال عمام
مناقشة حول هذا المقال