كشفت الطبعة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، عن معاناة الرياضات الجماعية في الجزائر، فباستثناء منتخب الذكور لكرة السلة 3×3، الذي تمكن من احتلال المركز الخامس في أول مشاركة له، لم تحقق المنتخبات الوطنية لمختلف الرياضات الجماعية، أي نتائج تذكر، حيث تعرضت للإقصاء من دور المجموعات.
أسباب التعثر حسب مدربي المنتخبات
هذه النتائج السلبية، لم تحدث المفاجئة، خاصة أن الاتحاديات الوطنية قبل انطلاق المنافسات، لم تكن تطمح للتتويج بل فقط للتأهل للمرحلة النهائية، لكنهم تفاجؤوا بسلسلة الهزائم التي تجرعتها المنتخبات الجزائرية، حيث أرجع المدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 18 سنة مراد سلاطني، سبب تعثر زملاء دقي إلى نقص التحضير البدني” رغم أنه قام بتربصين، حيث قال في تصريحاته عقب الاقصاء: “أجرينا تربصين فقط، الأمر الذي لم يكن كافي لتحدي “المنتخبات الكبيرة” التي واجهناها في موعد تنافسي قوي بوزن ألعاب البحر الأبيض المتوسط “.
مضيفا بأن “حالة اللا استقرار التي عاشتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أثرت بشكل أو بآخر على استعدادات الفريق لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، خاصة وأن العمل لم يكن في أجواء هادئة ومستقرة”.
من جهته، أكد المدير الفني الوطني للاتحادية الجزائرية لكرة اليد، أحمد فيلالي كرد الواد، بأن “الألعاب المتوسطية تعد محطة تحضيرية لكان-2022 بمصر (9 – 19 جويلية)، والمؤهل لمونديال-2023″.
وفي سؤال يتعلق بتقييم حظوظ السباعي الوطني خلال الموعد المتوسطي، اعتبر فيلالي كرد الواد ” بأن مصر وتونس، ستكونان المرشحتين البارزين للتتويج بالميدالية الذهبية، بينما نأمل في الصعود على المنصة”، واقتصرت طموحات الناخب الوطني لكرة اليد على الفضة أو البرونز، ولم يكن يتطلع للتتويج بالدورة المتوسطية لكرة اليد.
من جهتها التشكيلة النسوية التي يشرف على عارضتها الفنية، رابح قرايش، كانت قد وضعت اللمسات الأخيرة على تحضيراتها بمواجهتين وديتين، امام منتخبي تونس وسلوفينيا، وقال المدير الفني في تصريحات قبل انطلاق الموعد المتوسطي وهران 2022: بأن “الهدف الأساسي للاعبات، يتمثل في البطولة الإفريقية المقررة في شهر نوفمبر المقبل بالسنغال والمؤهلة للمونديال”.
عاملي الأرض والجمهور
رغم عاملي الجمهور والأرض اللذان كانا لصالح المنتخبات الوطنية، وجميعنا شاهد الحضور الجماهيري الكبير الذي تواجد بقوة في مختلف ملاعب وقاعات المنافسات لمساندة الفرق الوطنية بالدرجة الأولى، والذي لاقى الإشادة والاعجاب من قبل المشاركين الذين اعتبروا أن الجزائر تملك ثروة كبيرة تتمثل في الجمهور العاشق للرياضة بجميع تخصصاتها، إلا أن الجمهور يمكن أن يتحول إلى عامل سلبي من خلال الضغط الكبير الذي يحدثه، وتأثيره البسيكولوجي على أداء اللاعبين.
كرة السلة ( 3×3) تحفظ ماء الوجه
في أول مشاركة لها في منافسة عالية المستوى، تمكنت كرة السلة الجزائرية (3×3)، من حفظ ماء وجه الرياضات الجماعية، ببلوغها الدور ربع النهائي بعد الفوز في دور المجموعات على تركيا (19-18)، قبل إقصائهم من طرف إسبانيا (18- 21).
كما عرفت المباراة الترتيبية، تسجيل أشبال المدرب محمد عبيدات، فوزين على كرواتيا (17-15) والبرتغال (15-13)، لينهوا الدورة في المركز الخامس بحضور 11 منتخبا.
اما المنتخب النسوي لذات التخصص فلم يتمكن من التأهل للدور ربع النهائي بعد انهزامه في مبارتين، أمام صربيا (7-11)، والبرتغال (13-15)، ثم أمام اليونان في اللقاء الترتيبي (9-16).
كرة اليد تغادر من الدور التمهيدي
رغم انه التخصص الرياضي الذي عودنا على الميداليات، لم يسجل منتخب كرة اليد أي انجاز في هذا الحدث، حيث غادر منتخبا الرجال والسيدات المنافسة المتوسطية من الدور التمهيدي، لتتأكد الأزمة العميقة لهذه اللعبة منذ عشر سنوات، بسبب الخلافات القائمة داخل الهيئة الفيدرالية، والتي أكدها محافظ الألعاب عبد العزيز درواز خلال تصريحاته الأخيرة حول كرة اليد الجزائرية.
كرة الطائرة لم تحدث الاستثناء
ونفس الحصيلة السلبية سجلها المنتخبان الوطنيان للكرة الطائرة في الدورة المتوسطية.
فبالنسبة للذكور، أقصي السداسي الجزائري بعد هزيمتين أمام تركيا وفرنسا بنفس النتيجة (3-0)، مكتفيا بفوز واحد على اليونان (3-0)، جعلهم يغادرون المنافسة مبكرا. أما المنتخب النسوي فقد فشل في تحقيق أي انتصار بعد انهزامه أمام منتخبات تركيا وإسبانيا وإيطاليا.
المنتخب الوطني لكرة القدم يتعرض لإقصاء مرير
أقصي المنتخب الوطني الجزائري لأقل من 18 سنة من منافسة ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، وذلك عقب الخسارة “المريرة” أمام المنتخب الفرنسي في لقاء الجولة الثالثة من المجموعة الأولى لدورة كرة القدم.
وقبل هذه المواجهة كان المنتخب الوطني لكرة القدم أقل من 18 سنة قد انهزم في مباراة جمعته من نضيره المغربي، في حين سجل فوزا وحيدا في المباراة الأولى على المنتخب الاسباني.
ورغم مرارة الاقصاء، كانت مشاركة أشبال مراد سلاطني، جد مفيدة لهم باعتبار انهم اكتسبوا الخبرة التي مكنتهم من الاحتكاك بمنتخبات قوية ولعب مقابلات أمام جماهير غفيرة قل ما كانت حاضرة بها العدد في منافسات هذه الفئة العمرية.
يذكر أن الفضل في تتويج الجزائر ب53 ميدالية مختلفة الألوان من بينها 20 ذهبية و17 فضية و53 برونزية، واحتلالها المركز الرابع متوسطيا، يعود إلى الرياضات الفردية على غرار الملاكم وألعاب القوى، والمصارعة المشتركة، والكاراتي دو التي اعتمدت استراتيجية التكوين المفيد والتي حصدت ثمار مجهوداتها، لذا فإن الرياضات الجماعية مطالبة بإعادة النظر في مخطط عملها، وتسطير منهجية جديدة بغية تدارك تأخرها، وتصحيح الأخطاء ومعالجة الخلل.
كريمة بندو
مناقشة حول هذا المقال